EN 
كشفت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية، تسريبًا صوتيًا للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يضغط فيه على وزير خارجية جورجيا الجمهوري "للعثور" على أصوات كافية لإلغاء فوز جو بايدن في الانتخابات الرئاسية للولاية ، مستشهدًا بمزاعم التزوير الذي حدث في الانتخاباتـ، ومهددًا المسئول بتقديمهم للمحاكمة الجنائية إذا لم يغيروا نتيجة التصويت لصالحه، وفق ما قالت صحيفة شيكاجو تريبيون الأمريكية.
كانت المكالمة الهاتفية مع وزير الخارجية براد رافينسبيرجر يوم السبت هي أحدث خطوة في جهد غير مسبوق من قبل الرئيس المنتهية ولايته للضغط على مسؤول حكومي لعكس نتيجة انتخابات حرة ونزيهة خسرها، وهي المحاولة الأفج والأوضح لمحاولة من ترامب لمسئول كبير في الولاية.
جادل الرئيس ، الذي رفض قبول خسارته أمام الرئيس الديمقراطي المنتخب بايدن ، مرارًا وتكرارًا بأن رافنسبيرجر يمكنه تغيير النتائج المعتمدة.
قال ترامب "كل ما أريد فعله هو أن أجد 11780 صوتًا غير صحيح، وذلك لأننا ربحنا أصوات الولاية".
أحصت جورجيا أصواتها ثلاث مرات قبل التصديق على فوز بايدن بهامش 11779 .
قال رافنسبرجر لترامب: " كان هناك عدة دعاوى، وردت المحكمة عليها. نحن لا نتفق على أنك أنت الفائز ".
ويظهر إن هذه أول مرة يتصل ترامب بمسئول مباشر لقلب نتيجة الانتخابات، بعد اكتفى مسئوليه على رفع طعون قضائية أمام المحاكم كلها رفضت.
كما ويأتي تدخل ترامب المتجدد والادعاءات المستمرة التي لا أساس لها من "الاحتيال" وفق كلام الصحيفة الأمريكية، قبل أسبوعين تقريبًا من مغادرته منصبه وقبل يومين من انتخابات الإعادة في جورجيا التي ستحدد السيطرة السياسية في مجلس الشيوخ الأمريكي، للجمهوريين أم الديمقراطيين.
وخلال المحادثة التي استمرت لمدة ساعة، عرض ترامب قائمة الادعاءات حول الانتخابات في جورجيا ، بما في ذلك ظهور مئات الآلاف من بطاقات الاقتراع في ظروف غامضة في مقاطعة فولتون ، التي تضم أتلانتا، وهو الأمر الذي رد عليه المسئولون وقالوا" إنه لا يوجد دليل على حدوث ذلك".
في نقطة أخرى من المحادثة ، بدا أن ترامب يهدد رافنسبيرجر وريان جيرماني ، المستشار القانوني لوزير الخارجية ، من خلال الإيحاء بأن كليهما يمكن أن يكون مسؤولًا جنائيًا إذا فشلوا في العثور على آلاف بطاقات الاقتراع في مقاطعة فولتون أو لو دمرت بشكل غير قانوني.
وقال ترامب: "هذه جريمة جنائية. ولا يمكن ترك ذلك يحدث.".
وكان من بين المشاركين الآخرين في المكالمة مارك ميدوز ، رئيس موظفي البيت الأبيض ، والمحامين الذين يساعدون ترامب ، بمن فيهم المحامية في واشنطن كليتا ميتشل.
وأدان الديمقراطيون وبعض الجمهوريين تصرفات ترامب ، بينما حث البعض الآخر على إجراء تحقيق جنائي ضد ترامب.
و قال خبراء قانونيون إن سلوك ترامب كان غير عادي ، وربما غير قانوني.
ووصف بوب باور ، كبير مستشاري بايدن ، التسجيل بأنه "دليل قاطع" على قيام ترامب بالضغط على مسؤول في حزبه وتهديده لـ "إلغاء فرز الأصوات القانوني المعتمد في الولاية وتلفيق تصويت آخر مكانه".
قال باور: "إن الأمر يصور القصة الكاملة المخزية عن هجوم دونالد ترامب على الديمقراطية الأمريكية".
ذكر السناتور ديك دوربين من إلينوي ، والديمقراطي كذلك، إن سلوك ترامب "لا يستحق أقل من تحقيق جنائي".
وقال العديد من مسؤولي الانتخابات في جميع أنحاء البلاد والمدعي العام السابق لترامب ، وليام بار ، إنه لم يكن هناك تزوير في الانتخابات.
كما أكد الحكام الجمهوريون في أريزونا وجورجيا ، وهما ولايتان أساسيتان في ساحة المعركة الحاسمة في فوز بايدن ، بنزاهة انتخابات ولايتهما.
ورفض القضاة جميع الطعون القانونية تقريبًا من ترامب وحلفائه ، بما في ذلك اثنان رفضتهما المحكمة العليا ، التي تضم ثلاثة قضاة رشحهم ترامب.
في جورجيا ، تم عد الأصوات ثلاث مرات ، بما في ذلك الفرز اليدوي الإلزامي وإعادة فرز الأصوات التي طلبها ترامب.
وقال خبراء قانونيون عن مكالمة ترامب الهاتفية "إنه أمر غير مسبوق ، على حد علمنا ، بأن يضغط رئيس أو مرشح حالي على المسؤولين بهذه الطريقة".
قال كارل توبياس ، أستاذ القانون في جامعة ريتشموند ، إن ترامب مذنب بارتكاب "سلوك مستهجن وربما غير قانوني".
وأشار ترامب في المكالمة إلى أنه يعتزم تكرار مزاعمه بشأن الاحتيال في تجمع حاشد ليلة الاثنين في دالتون ، وهي منطقة ذات غالبية جمهوريين في شمال جورجيا.
ومن المقرر أيضًا أن ينظم بايدن تجمعًا له في جورجيا اليوم الاثنين.
لكن محاولات ترامب تزامن معها دعم عضوا مجلس الشيوخ الجمهوريان لوفلر وبيرديو، في محاولاته لقلب نتائج الانتخابات، حيث رفضا النتائج، لكن محاولاتهما لن تكون غير ذات جدوى في الغالب كذلك.
