الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هنا موطن الحضارات.. قصة اختيار العلا لـ عقد القمة الخليجية 41

محافظة العلا
محافظة العلا

تم اختيارها لإنعقاد القمة الخليجية الـ 41، تمثل مزيجا بين الثقافة والتاريخ بين دول مجلس التعاون الخليجي، هى محافظة العلا شمال غرب المملكة العربية السعودية، التى تم اختيارها موقعا لانعقاد القمة الخليجية الـ41.

رسائل سياسية وتاريخية عدة تحملها تلك المدينة العريقة إلى العالم الخارجي أولا وإلى الدول الخليجية ثانيا.

العودة إلى الماضي 

هذه المدينة التاريخية تراث تبتهج به النفس يمكنك أن تبتعد عن الاثر المقلق، وتعود إلى المادي بعيدا عن لحظات التفكك التى يعيشها العالم اجمع لذلك فإن الرسالة الأولى التي تريد قمة العلا بعثها وحدة الثقافة والتاريخ بين دول مجلس التعاون، فضلا عن العودة إلى الماضي بكل ما فيه سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، في اللحظة التي يعيش العالم حالة من التفكك والتصدع.

اقرأ أيضا: 


تنطلق القمة الـ 41 من المكان التاريخي الذى يعد علامة فارقة فى مسيرة العلاقات الخليجية الخليجية، خاصة فى ظل الصعوبات التى يعيشها العالم والعزلة التى تنتشر بين الدول، فيما تكون العلا هى المكان الذي يؤكد على متانة مجلس التعاون و التكتل الاقتصادي والسياسي والاجتماعي.

تشهد مدينة العلا على أن العالم العربي يزال على قلب رجل واحد ضد التحديات الدولية والإقليمية، فـ المملكة العربية السعودية اعتادت أن ترسي مع شقيقاتها من دول مجلس التعاون دعائم القوة والثبات وتحصين الخليج من كل محاولات خارجية، وهذا ليس بمسؤولية المملكة فحسب، بل تدرك كل دول المجلس هذه التحديات، إلا أن المملكة الرائدة في جمع دول الخليج على مصير واحد هي الآن من تتقدم المشهد من محافظة العلا.

وحدة التاريخ والمصير والمعطيات الثقافية والاجتماعية، ستنطلق تلك الرسائل من العلا، وبالتالي لا بد من الحفاظ على هذه المعطيات الحيوية والخاصة لدول مجلس التعاون الخليجي.

الترقب والأمل والتفاؤل سيد الموقف في قمة العلا، إذ إن المرحلة الحساسة من تاريخ المنطقة الخليجية، تحتاج إلى قرارات مصيرية على مستوى العلاقة الخليجية الوطيدة، هذه البقعة التي لا تزال تحتفظ بميزاتها التاريخية والجغرافية والسياسية والاقتصادية، وبالتالي لا بد من صون هذه المعطيات والميزات من أجل استمرار المسيرة الخليجية لأجل شعوبها وإرساء الاستقرار في ظل تلاطم أمواج الفوضى في الشرق الأوسط. ومع حالة الأمل والتفاؤل بالمزيد من التلاحم الخليجي، فإن منسوب الثقة من شعوب الخليج بقادتهم عال.

موقعها التاريخي 

محافظة العلا مكان استراتيجي على طريق التجارة البري قبل الإسلام ومن ثم على طرق الحج في الفترة الإسلامية، فقد كانت محطة تتلاقى فيها الحضارات والشعوب منذ أقدم الأزمنة، بها نقوش كتبت بخطوط مختلفة تصل إلى ما يقارب عشرة خطوط، والتى تدل على أنها كانت عبر التاريخ مكانًا للتسامح والتبادل التجاري والاقتصادي والثقافي.

نقطة تلاقي الحضارات 

تحتوى تلك المدينة التاريخية على آلا النقوش المكتوبة بالخطوط الآرامي، الداداني، الثمودي، المعيني، السبئي، النبطي، اللاتيني، الإغريقي والعربي في بقعة جغرافية صغيرة نسبيًا يدل على مدى أهمية هذا المكان تاريخيًا وأنه كان نقطة التلاقي بين الحضارات في العالم القديم.

ودل محتوى هذه النقوش كذلك على أن هذه المجتمعات تمتعت بدرجة عالية من الرقي والتسامح، حيث تكشف بعض النقوش عن علاقات اجتماعية بين شعوب مختلفة، كما يدل بعضها على وجود كيانات واجتماعات ذات بعد سياسي أو ديني.

كما تمثل العلا اليوم نموذجا في التطور الحضاري المستدام، حيث تلتزم بالتطورالمسؤول الذي يراعي بيئتها الفريدة والخلابة، ويستلهم من ألوان جبالها وأشجارها، وهو ما ارتكزت عليه رؤية سمو ولي العهد للعلا التي أطلقها في فبراير 2019، والتي ارتكزت أيضا على بناء الإنسان قبل المكان.

منتجع شرعان 

تضم العلا التاريخي والحضار والمستقبل تطورت عبر الأزمنة، حيث تحوي مشروعات مثل منتجع شرعان وهو من تصميم المهندس العالمي جان نوفيل، الذي ستكون غرفه محفورة في الكتل الصخرية، واستوحى نوفيل تصميمه من العمارة النبطية التي تُميز موقع الحجر، أول موقع سعودي يدرج ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي، كما حرص المصمم على تكامل العمارة النبطية مع لمسة من الحداثة.

كما تم تصميم محمية شرعان لحماية أهم المواطن الطبيعية، حيث تضم منطقة شرعان مجموعة متنوعة من المواطن الصحراوية التي كانت في السابق موطنًا لعدد لا يُحصى من أنواع النباتات والحيوانات المحلية، وتم إطلاق عدد من الأحياء الفطرية المهددة بالانقراض في المحمية، كما تأسس الصندوق العالمي لحماية النمر العربي، الذي يؤكد التزام المملكة نحو الحفاظ على البيئة الطبيعية.