الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قبيل تولى الكونغو رئاسة الاتحاد الأفريقى.. خبراء يتوقعون السيناريو الجديد فى قضية سد النهضة ويكشفون كيف تكبدت مصر مبالغ طائلة بسبب تداعياته؟

سد النهضة الأثيوبى
سد النهضة الأثيوبى

  • نصر علام: مجلس الأمن ضرورة بعد فشل الاتحاد الأفريقى فى حل أزمة سد النهضة
  • نادر نور الدين: سد النهضة كلفنا أموالا كثيرة والسودان فهمت أكاذيب إثيوبيا
  • ضياء القوصى: انسحاب السودان يعطى فرصة لإثيوبيا لوقف المفاوضات


تدور تساؤلات كثيرة قبيل أيام من تولى جمهورية الكونغو الديمقراطية رئاسة الاتحاد الأفريقى ومخاوف حول طرق إدارتها لقضية سد النهضة وهل تستطيع حل هذه الأزمة بعد عشر سنوات من المفاوضات الفاشلة، خاصة أنها دولة من دول حوض النيل التى تعرف جيدا معاناة الشعوب بسبب نقص المياه الخبراء يجيبون لــ"صدى البلد" عن كل التساؤلات.


وقال محمد نصر الدين علام، وزير الرى السابق، إن رئاسة جمهورية الكونغو الديمقراطية للاتحاد الأفريقى ستكون لها دور مختلف عن جنوب أفريقيا فى قضية سد النهضة الإثيوبى.


وأضاف "نصر علام"  أن الكونغو دولة صديقة وعادلة وتحاول أن تقوم بدور طيب للاتحاد الأفريقى، ولكنها ستواجه الكثير من المعوقات من وجود الاتحاد الأفريقى فى إثيوبيا وتعنتها الشديد فى المفاوضات.


ولفت لأن المفاوضات مع إثيوبيا استمرت 10 سنوات ولم نصل لشيء، خاصة فى العام الأخير مع تضامن جنوب أفريقيا مع إثيوبيا، فلم يخرج الاتحاد الأفريقى ببيان واحد عن الأزمة حتى الآن.


وأشار وزير الرى السابق لأننا لا نستطيع أن نعول على الاتحاد الأفريقى أكثر من ذلك، فمن الضرورة أن تعود القضية لمجلس الأمن.


وأكد ضرورة أن يصل المجتمع الدولة لحل فى قضية سد النهضة وأن يضمن حق مصر والسودان فى المياه فهى مرحلة انتقالية بعدها نفكر فى وسائل أخرى.


ونوه إلى أن السودان بدأت تبحث عن صالحها وشعرت بالموقف الجاف والتعنت الإثيوبى، لذلك انسحبت من المفاوضات العبثية،وهناك لهجة تصعيدية ولكن نتمنى أن تأتى جهودنا بثمارها.


فى سياق متصل، قال الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الأراضى والمياه بكلية الزراعة جامعة القاهرة، إن مصر بلد شح مائى ونأخذ الكثير من الاحتياطات تحسبا لتداعيات سد النهضة الإثيوبى.


وأضاف "نور الدين" أن سد النهضة الإثيوبى دفعنا لاتخاذ عدة إجراءات كلفتنا الكثير فى وقت قصير وكنا نستطيع عمل ذلك فى وقت أطول.


وأشار إلى أن مصر قامت بتطوير كل منظومة الرى إجباريا سواء التوسع فى تحلية مياه البحر، أو تبطين الترع كاملة وتطوير الرى داخل الحقول للرى الذكى والرى الحديث لتقليل الفاقد وتعويض الأجزاء التى يمكن أن تنقص من المياه بسبب السد الإثيوبى.


ولفت خبير المياه لأنه بعد توقف جولة المباحثات التى تمت فى الأسبوع الأول من يناير يجب أن ننتظر أن تتولى جمهورية الكونغو الديمقراطية  رئاسة الاتحاد الأفريقى فى أول فبراير لنعرف، هل ستظل قضية سد النهضة مع الاتحاد الأفريقى أم ستتحرك مصر والسودان وتنقل القضية لعرضها على مجلس الأمن؟ خاصة بعد ثبوت فشل الاتحاد الأفريقى على مدار عام منذ فبراير الماضى فى الوصول لتسوية أو تقريب وجهات النظر بين المتفاوضين الثلاثة مصر والسودان وإثيوبيا.


وأوضح أن جمهورية الكونغو سيكون لها وجهة نظر مختلفة لأن الاتحاد الأفريقى كان شديد الانحياز لإثيوبيا وتولى الملف بسبب طلب إثيوبيا، وزيارة أبى أحمد إلى جنوب أفريقيا لقطع الطريق على مصر ومساندة الجانب الإثيوبى ضد مصر والسودان وتجميد المفاوضات وعدم طرح أى حلول.


وتابع أن الكونغو إحدى دول منابع النيل وبالتالى هى على دراية كاملة بمشاكل نهر النيل وسد إثيوبيا وعلى دراية بمعاناة مصر من نقص المياه لذلك ستكون أكثر عدالة من جنوب أفريقيا.


ونوه إلى أن ذلك سيساعدها لتقديم مقترحات لتقريب وجهات النظر والوساطة، إلا إذا رأت مصر والسودان أن عودة الملف إلى مجلس الأمن مرة أخرى بعد فشل جنوب أفريقيا فى الوساطة بين إثيوبيا ومصر والسودان هو الأفضل.


وأكد أن الفترة الأخيرة وضع السودان ممتاز لأنها بدأت تضع النقاط على الحروف وأعلنت عدم استعدادها الاستمرار فى مفاوضات عبثية استمرت عشر سنوات، وأن إثيوبيا تستنزف الوقت وطلبت دورا للمراقبين الدوليين من الاتحاد الأوروبي وأمريكا وأن يكون دورهم المشاركة فى المفاوضات ووضع مقترحات للحلول وخطط للتقارب وهو موقف جديد للسودان.


وذكر أن الصراعات على الحدود والتعدى الإثيوبى على الأراضى السودانية جعلت السودان تفهم النظرة التوسعية لإثيوبيا، وأنها تريد أن تأخذ ولا تعطى واستطاعت فهم وجهة نظر مصر وتحذيراتها من الوقوع فى براثن الأكاذيب الإثيوبية بأن السد مفيد للسودان فى حين أنها لا تريد طمأنة مصر ولا السودان على حصتهم من المياه.


من جانبه، قال ضياء القوصى، مستشار وزير الرى السابق، إن رئاسة جمهوية الكونغو للاتحاد الأفريقى لا تعنى أنها ستعمل وحدها بل سيكون معه دول أخرى ومراقبون دوليون.


وأضاف "القوصى": "لابد أن يعود كل طرف لرشده ويعطى كل ذى حق حقه، فنحن نريد أن تأخذ مصر حقها المشروع فى حصتها من المياه".


وأشار إلى أن انسحاب السودان من المفاوضات ليس حلًا بل هى فرصة لإثيوبيا لوقف المفاوضات، ولفت لأن الحل فى التواجد والمطالبة بحقنا غير منقوص.


وأكد أنه فى حالة عدم وصول جمهورية الكونغو لحل فى قضية سد النهضة الإثيوبى بعد رئاستها للاتحاد الأفريقى فى أول فبراير لن يكون هناك طريق غير عودة القضية لمجلس الأمن.