الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حكم الإصرار على الذنب مع الاستغفار

حكم الاصرار على الذنب
حكم الاصرار على الذنب مع الاستغفار


 

ما حكم الإصرار على المعاصي؟ من يعود إلى الفعل الخاطئ غير تائب، مشيرًا إلى أن التوبة هي شعور العبد بالأسف على ما بدر منه، منوها إلى أن الإصرار على ارتكاب المعصية إعلان حرب على الله.

اقرأ أيضًا:

 

فضل الاستغفار وصيغه وفوائده.. وهذه أفضل أوقاته

 

والتوبة الصحيحة هي الصافية والخالية من الشوائب، والشوائب التي تتواجد فى التوبة هي الحنين إلى المعاصي وعدم الصدق في التوبة وتكرار المعصية، والفرق بين سيدنا آدم وإبليس في عمل الذنوب هو الإصرار من إبليس على ارتكاب الخطيئة والمعصية.


 

يقول: "التائب من الذنب كمن لا ذنب له"، وهذه التوبة ستحدث في 4 حالات؛ هى الندم، وترك المعصية، والعزيمة على عدم العودة إلى المعصية، ورد المظالم إلى أهلها، والندم توبة لأنه يعنى عدم الرضا عن الفعل.


 


 

حكم الإصرار على المعاصي مع المواظبة على الطاعات

أفعل الذنب وأتوب ثم أعود إليه مرة أخرى.. فما الحكم؟ سؤال أجاب عنه الشيخ محمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أكد في الإجابة أن الله لا يمل حتى تملوا فعلى العبد أن يكثر من التوبة مهما عصى ربه فهو الغفور الرحيم.

 

وأضاف أمين الفتوى، أن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، فعليه أن يكثر من التوبة مهما كرر المعصية حتى يوفقه الله للامتناع عن هذه المعصية لقوله تعالى "وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ(69)" العنكبوت، ناصحًا من فعل المعصية أن يكثر مع التوبة من النفقة والاستغفار والصلاة على النبي، فالصدقة تطفئ غضب الرب.

 

تكرار الذنب والاستغفار

المستغفر من الذّنب كمن لا ذنب له، كما في الحديث الصّحيح عن الرّسول عليه الصّلاة والسّلام، ولا شكّ بأنّ المسلم الذي لا ذنب له يكون دعاؤه مقبولًا عند الله تعالى، بينما لا يتقبّل الله تعالى دعاء الظّالمين والعاصين لأنّهم بعيدون عن الاستغفار والتّوبة الصّحيحة في حياتهم.


والمسلم الذي يستغفر ربّه دائمًا يكون حريصًا على اجتناب الكسب الخبيث والمال الحرام، الّذي هو سببٌ من أسباب عدم استجابة الدّعاء، ففي الحديث الشّريف نعيٌ لحال من يدعو الله تعالى وملبسه حرام ومأكله حرام، وعذّي بالحرام، فالاستغفار واستجابة الدّعاء أمران متلازمان فحيثما يكون الاستغفار والتّوبة يكون الدّعاء المستجاب، وإذا غاب الاستغفار ولم تصدق التّوبة غابت أسباب استجابة الدّعاء.


الله سبحانه وتعالى يعطي الرّزق لمن أدام الاستغفار وحرص عليه، قال تعالى: (فقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا*يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا*وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا ) وهذا الرّزق من الله تعالى يأتي كذلك من خلال الدّعاء الصّادق حينما يقف العبد بين يدي الله تعالى يسأله الرّزق الحلال الطّيب في الدّنيا، كما أنّ من مظانّ استجابة الدّعاء تحيّن أوقات معيّنة للدّعاء ومنها وقت نزول المطر.


تعمد فعل الذنب مع نية الاستغفار

حتى يقبل الله سبحانه وتعالى الاستغفار يجب أن يكون هناك عدة شروط على المسلم أن يلتزم بها، و منها: الندم على الذنب وصدق التوبة لله سبحانه وتعالى، وهو أهم الشروط. الإخلاص في طلب المغفرة، وحضور القلب والجوارح، فلا يكون الاستغفار تكرار كلمات دون يقين بالمغفرة. عدم الإصرار على الذنب، وعدم تكراره. اتباع الاستغفار بالعبادات والأعمال الصالحة، وعدم التقصير بالفرائض وإتمامها على أكمل وجه. تأدية حقوق الناس، ورفع الظلم عنهم. التزام الأدب مع الله سبحانه وتعالى في طلب الاستغفار، والتذلل في طلبها.

التوبة من الذنب المتكرر

أكد الشيخ أحمد ممدوح، مدير إدارة الأبحاث الشرعية بدار الإفتاء، أن أي توبة سواء كانت نصوحًا أو لم تكن، لها شروط، وكذلك لها درجات تتفاوت من شخص لآخر.

 


 

 


 

 

وأوضح «ممدوح» في فتوى له، أنه لا يمكن أن تكون التوبة توبة، إلا إذا تحققت فيها هذه الشرائط، وهي «الندم والتحسُر، فالإقلاع والترك، ثم عقد العزم على عدم العودة وقطع طريق الرجوع لتلك المعصية».

 

 


 

 


 

 

وأضاف أن التوبة درجات، والناس تتفاوت فيها وإن اشتركوا في أصل تحقيق التوبة، لكن قيام الذل والانكسار والندم ودرجة الالتزام وتذكر الإنسان أنه لم يأخذ صك توبته، فكلها معاني تتفاوت بين الناس، ويكون بين الإنسان وأخيه كما بين السماء والأرض في درجة تحقيق التوبة.

 


 

 


 

 

شروط التوبة وما يعين عليها

ذكر العلماء شروط للتوبة المقبولة على المرء أن يجتهد ليحصّلها كلها حتى يطمئنّ أن توبته قد قبلت، والشروط هي:

1- إخلاص النية لله تعالى من هذه التوبة، فلا تكن سعيًا لمرضاة أي أحد سواه.

2- الإقلاع عن الذنب وتركه نهائيًا. الندم على إتيانه والوقوع فيه من قبل.

3-عقد العزم على عدم العودة إليه ثانية. الشروع بالتوبة والإقبال على الله تعالى قبل أن يغرغر الإنسان عند الموت.

4- أداء الحقوق إلى أصحابها إن كانت الذنوب والمعاصي متعلّقةً بالعباد، وبذل كل الوسع والطاقة في ذلك، فإن كانت التوبة من السرقة مثلًا فعلى العبد أن يردّ المسروقات إلى أصحابها، وإن كان ذلك صعبًا فعلى العبد أن يتصدّق بقيمة المسروقات.

حكم من يتوب ثم يعود إلى نفس الذنب

أرسلت سيدة سؤالا إلى دار الإفتاء تقول فيه: "أرتكب الذنب وأتوب ثم أعود وأرتكبه مرة أخرى، حتى أنني أفكر في الانتحار خوفا من عقاب الله.. فماذا أفعل؟".

رد الشيخ علي فخر، أمين الفتوى بدار الإفتاء، قائلا: "مهما كثرت ذنوبك فالله يقبل التوبة والدليل في حديث أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون"، وفي هذا الحديث كلمة الخطائين فيها صيغة مبالغة أي بمعنى من أكثر في الخطأ أو الذنب المهم أن يتبع الخطأ التوبة، وعدم التمادي في الذنب".

وأضاف فخر خلال البث المباشر عبر صفحة دار الإفتاء قائلا: "إن الله قال في كتابه العزيز" يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ " وفي هذه الآية أكبر دليل على ان الله يرحم ويغفر لمن أسرف في الذنب والمعاصي"، لافتا إلى أن طبيعة ابن آدم الوقوع في الخطأ  والندم ثم التوبة.


 

وأشار إلى أن الانتحار الذي تفكرين فيه هو من وسواس الشيطان حتى تكون نهايتك سيئة، لافتا إلى أن الانتحار ليس وسيلة للهروب من عقاب الله بل إن الانتحار يغضب الله عز وجل ويجعل عقابك أكبر.


 

وطالب أمين الفتوى السيدة بأن تحسن الظن بالله وعدم الاستسلام لوساوس الشيطان وتصلي في جوف الليل وادع الله بالهداية وعدم العودة للذنب وسيلبي الله طلبك، وأنصحك بالمواظبة على الاستغفار وكثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.