السهو في الوضوء،من تذكر أنه ترك ركنًا بالوضوء أثناء الصلاة فصلاته باطلة وعليه أن يذهب ليتم وضوءه ثم يُعيد الصلاة، وهذا في حال نسي الشخص ركنًا أو فرضًا من أركان الوضوء، في حين أن من نسي المضمضة أو الاستنشاق أو البسملة أو الاستعاذة أو غسل الرقبة أو مسح الأذن وما نحوها من سُنن الوضوء، فلا شيء في ذلك ويمكن إكمال الصلاة، وتكون الصلاة صحيحة، لأن ترك السُنن أو السهو عنها لا يبطل الوضوء
اقرأ أيضًا:المفتي السابق يوضح هل نزييف الدم يبطل الوضوء
الشك في الوضوء
انتقاض الوضوء
9 أمورتنقض الوضوء، باتفاق العلماء، وهي: خروج شيء من السبيلين -القبل والدبر- قليلًا كان أو كثيرًا طاهرًا أو نجسًا، لقوله تعالى: «أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الغَائِطِ»(النساء: 43) ولقوله صلى الله عليه وسلم: «لَا يَنْصَرِفُ حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا أَوْ يَجِدَ رِيحًا» متفق عليه.
الأمر الثاني مننواقض الوضوء: سيلان الدم الكثير أو القيح أو الصديد أو القيء الكثير كما يرى الحنفية والحنابلة، لما رواه الإمام أحمد والترمذي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ أَصَابَهُ قَيْءٌ أَوْ رُعَافٌ، أَوْ قَلْسٌ، أَوْ مَذْيٌ فلْيَنْصَرِفْ فَلْيَتَوَضَّأْ، ثُمَّ لِيَبْنِ عَلَى صَلاَتِهِ، وَهُوَ فِي ذَلِكَ لاَ يَتَكَلَّمُ». أخرجه ابن ماجة. والراجح عدم النقض؛ لضعف الحديث.
الأمر الثالث مننواقض الوضوءزوال العقل بجنون أو تغطيته بسكر أو إغماء أوالنومالكثيرلقوله صلى الله عليه وسلم: «العين وكاء السه فمن نام فليتوضأ»، رواه أحمد وابن ماجة بإسناد حسن، «ما لم يكن النوم يسيرًا عرفًا من جالس أو قائم فلا ينقض حينئذ»، لقول أنس: «كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ينامون ثم يصلون ولا يتوضأون». رواه مسلم، والمقصود أنهم ينامون جلوسًا ينتظرون الصلاة كما هو مصرح به في بعض روايات هذا الحديث.
اقرأ أيضًا:الحالات التي ينقض فيه النوم الوضوء
الأمر الرابع مننواقض الوضوءهو مس القبل أو الدبر باليد بدون حائل، لقوله صلى الله عليه وسلم: «من مس فرجه فليتوضأ» رواه أحمد والنسائي وابن ماجة.
اقرأ أيضًا:هل لمس العورة لا ينقض الوضوء بشرط واحد
الأمر الخامس مننواقض الوضوءغسل الميت، لأن ابن عمر وابن عباس كانا يأمران غاسل الميت بالوضوء، وقال أبو هريرة: «أقل ما فيه الوضوء»، أماالأمر السادسفالردة -الخروج- عن الإسلام، لقوله تعالى: «لَئِنْ أَشْرَكْت لَيَحْبَطَنَّ عَمَلك» [الزمر:65].
سابعًا:مننواقض الوضوءالمختلف فيهاأكل لحم الإبل، لحديث جابر بن سمرة -رضي الله عنه- أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَأَتَوَضَّأُ مِنْ لُحُومِ الْغَنَمِ؟ قَالَ: «إِنْ شِئْتَ فَتَوَضَّأْ، وَإِنْ شِئْتَ فَلاَ تَوَضَّأْ»، قَالَ: أَتَوَضَّأُ مِنْ لُحُومِ الإِبِلِ؟ قَالَ: «نَعَمْ، فَتَوَضَّأْ مِنْ لُحُومِ الإِبِلِ». رواه مسلم.
اقرأ أيضًا:أكل لحم الإبل.. هل ينقض الوضوء.. الأزهر يجيب
الشك في عدم وصول الماء في الوضوء
ورد إلى البث المباشر للصفحة الرسمية للأزهر الشريف، سؤال يقول صاحبه "ما حكم الوضوء بدون لمس الأعضاء؟.
وأجاب الشيخ أبو اليزيد سلامة، الباحث الشرعي بالأزهر الشريف، قائلا: إن لمس الأعضاء عند الفقهاء يعني به الدلك وهو إمرار اليد على العضو المقصود بالوضوء.
وأضاف، أن حكم الدلك عند الحنفية والشافعية والحنابلة هو سنة من الوضوء، والمالكية فقط ومعهم الإمام المزني، قالوا إن الدلك ركن من أركان الوضوء، لكن جمهور العلماء يقولون بسنيته.
وأشار إلى أن الغسل هو غمر وسيلان الماء على العضو فقط والوضوء يكون صحيحا به بدون دلك.
وتابع: أما غسل جزء من العضو دون وصول الماء إلى جزء من نفس العضو، فهنا يكون الوضوء باطل في هذه الحالة لأنه لابد أن يستوعب العضو بالماء كاملا.
حكم ترك جزء من أعضاء الوضوء
قال الدكتور محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن الوضوء له أركان أو فرائض وفيه سُنن مُستحبة، منوهًا بأنه من ترك ركنًا بالوضوء فإن صلاته باطلة.
وأوضح «عبد السميع»، عبر البث المباشر بالصفحة الرسمية لدار الإفتاء على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، في إجابته عن سؤال: «توضأت ونسيت بندا في الوضوء، ولم أتذكر إلا بعد أن انتهيت وذهبت للصلاة، علما بأن المياه كانت منقطعة، فهل صلاتي صحيحة؟»، أنه لو ترك الشخص غسل الوجه أو غسل اليدين إلى المرفقين أو مسح الرأس أو غسل القدمين، فهذه فرائض الوضوء وبدونها يختل، وينبغي عندئذ إعادة هذا الركن مرة أخرى حتى يصح الوضوء ويتم على وجه صحيح وكامل.
واستشهد بما قال الله تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ۚ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا ۚ وَإِن كُنتُم مَّرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ ۚ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَٰكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ» الآية 6 من سورة المائدة.
وأضاف أن الترتيب في غسل الأعضاء بالوضوء ليس واجبًا بالمذاهب كلها وكذلك الموالاة بين غسل الأعضاء ليست واجبة على المذاهب كلها، فبعض المذاهب ترى الترتيب والبعض الآخر يرى الموالاة في الوضوء، ولنا أن نأخذ بالأوسع من الفقه الإسلامي، بمعنى من نسي ركنًا فليذهب ويقوم به، أي من نسي غس وجهه فليذهب ويغسله.
وتابع: "أما من تذكر أنه ترك ركنًا بالوضوء أثناء الصلاة فصلاته باطلة وعليه أن يذهب ليتم وضوءه ثم يُعيد الصلاة، وهذا في حال نسي الشخص ركنًا أو فرضًا من أركان الوضوء، في حين أن من نسي المضمضة أو الاستنشاق أو البسملة أو الاستعاذة أو غسل الرقبة أو مسح الأذن وما نحوها من سُنن الوضوء، فلا شيء في ذلك ويمكن إكمال الصلاة، وتكون الصلاة صحيحة، لأن ترك السُنن أو السهو عنها لا يبطل الوضوء".