الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ذكرى وفاة أستاذ المداحين سيد النقشبندي.. لقب بـ الصوت الخاشع والكروان الربانى وإمام المداحين.. وأحد أهم ملامح شهر رمضان المعظم.. أعجب به الرئيس الراحل أنور السادات وأحب أناشيده

سيد النقشبندي
سيد النقشبندي

  • ابتهال "مولاي" في الأذان الأشهر بين عشرات ابتهالات النقشبندي
  • أجمع خبراء الأصوات على أن صوت النقشبندى من أعذب الأصوات


تحل اليوم 14 فبراير، ذكرى وفاة الشيخ سيد محمد النقشبندى إمام المداحين.


ولد النقشبندى فى إحدى قرى محافظة الدقهلية، عام 1920، وتوفي عام 1976 ولم يمكث طويلا، وانتقلت أسرته إلى مدينة طهطا فى جنوب الصعيد، ولم يكن قد تجاوز العاشرة من عمره، وحفظ القرآن الكريم وتعلم الإنشاد الدينى فى حلقات الذكر في طهطا بين مريدى الطريقة النقشبندية الصوفية، وكان والده الشيخ محمد النقشبندى هو شيخ الطريقة وكان عالما جليلا نسبت لاسمه الطريقة النقشبندية.


وكان سيد النقشبندى يحفظ مئات الأبيات الشعرية للإمام البوصيرى وابن الفارض وأحمد شوقى، كما كان شغوفا بقراءة الكثير من مؤلفات المنفلوطى والعقاد وطه حسين.


ويطلق عليه أستاذ المداحين، وصاحب مدرسة متميزة فى الابتهالات، وما زال من أهم علامات شهر رمضان بالإذاعة حتى الآن.


صوته الأخاذ القوى المتميز طالما هز المشاعر والوجدان، وكان أحد أهم ملامح شهر رمضان المعظم، يصافح آذان الملايين وقلوبهم خلال فترة الإفطار، بأحلى الابتهالات التى كانت تنبع من قلبه قبل حنجرته فتسمو معه مشاعر المسلمين "يا رب"، وتجعلهم يرددون بخشوع الشيخ سيد النقشبندى.


هو واحد من أبرز من ابتهلوا ورتلوا وأنشدوا التواشيح الدينية، وهو كما قالوا عنه كان ذا قدرة فائقة فى الابتهالات والمدائح حتى صار صاحب مدرسة، ولقب بـ"الصوت الخاشع"، و"الكروان الربانى"، و"إمام المداحين".


بمجرد ذكر اسم النقشبندي، تتردد نغمات ابتهال "مولاي" في الأذان، وتعد هي الأشهر بين عشرات ابتهالات النقشبندي، والعجيب أن النقشبندي قام بتسجيل هذا الابتهال على مضض، في تعاون مع الموسيقار الكبير بليغ حمدي، اللذان جمعتهما صدفة، تحولت إلى طلب رئاسي وبغض ثم أخيرا صداقة قوية.


زلزل الدنيا بصوته الناعم وغُنته الرخيمة، حتى أعجب به الرئيس الراحل أنور السادات، وأحب أناشيده، ودعاه إلى حفل خطبة ابنته في القناطر الخيرية، ومن بين الحضور كان الموسيقار الكبير بليغ حمدي، لم يفوت السادات الفرصة، عملاقان يتواجدان تحت سقف واحد، ورغب في سماعها في عمل مشترك ونادى على بليغ حمدي قائلا: "عاوز أسمعك مع النقشبندي"، وكلف وقتها الإذاعي الراحل وجدي الحكيم، المسئول عن الإذاعة المصرية حينذاك، بفتح استديو الإذاعة لهما.


كان وجدي الحكيم بمثابة الوسيط بينهما، يقنع النقشبندي بالتعاون مع بليغ حمدي، الذي أخبر النقشبندي بأنه سيصنع له لحنا مختلفا، قائلا: "هعملك لحن يعيش 100 سنة"، وبعد محاولات طويلة، نجح وجدي في إقناع النقشبندي، واتفقا على أن يستمع النقشبندي إلى لحن بليغ وإذا أعجبه يخلع عمامته، وإذا لم تعجبه يظل كما هو، وتركهما وجدي في الغرفة بعض الوقت وعاد بعدها، ليعود ويفاجأ بالنقشبندي خالعا عمامته والجبة والقفطان وعلا صوته قائلا: "يا وجدى بليغ ده جن".


"مولاى إنى ببابك قد بسطت يدى.. من لى ألوذ به إلاك ياسندى"، كانت هذه أواصر التعاون بين عمودين الطرب في مصر، ليمتزج اللحن العذب مع الصوت الرخيم وينتجا أكثر من 6 ابتهالات سويا، ويصبحا صديقين مقربين، وأصدر بعدها "أشرق المعصوم، أقول أمتى، أى سلوى وعزاء، أنغام الروح، رباه يا من أناجي، ربنا إنا جنودك، يا رب أنا أمة، يا ليلة فى الدهر / ليلة القدر، دار الأرقم، إخوة الحق، أيها الساهر، ذكرى بدر".


وصفه مصطفى محمود في برنامجه "العلم والإيمان"، بأنه الصوت الفريد الذي لم يصل إليه أحد، وأجمع خبراء الأصوات على أن صوت النقشبندى من أعذب الأصوات التى قدمت الدعاء الديني، فصوته مكون من ثماني طبقات، فهو يتمتع بصوت يراه الموسيقيون أحد أقوى وأوسع الأصوات مساحة فى تاريخ التسجيلات، حيث يعتبر أحد أشهر المنشدين والمبتهلين فى تاريخ الإنشاد الدينى.