الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رمضان البيه يكتب: العامة والخاصة من المؤمنين

صدى البلد

 البشر بين أهل إيمان وأهل كفر وشرك وضلال، وأهل الإيمان على قسمين.. عامة أهل الإيمان وخاصة أهل الإيمان.. العامة هم أصحاب اليمين.. والخاصة هم المقربون كما جاء في قوله تعالى (فأما إن كان من المقربين فروح وريحان وجنة نعيم وأما إن كان  من أصحاب اليمين فسلام لك من أصحاب اليمين). 

العامة هم الذين يتطلعون إلى الجنان في الآخرة أي يتطلعون إلى النعمة والمقام في النعيم في دار الخلد.. والخاصة هم الذين سمت أنفسهم عن التطلع إلى النعمة والنعيم في الجنان وتطلعت إلى أنس المنعم سبحانه وجواره تعالى وقربه عز وجل وفي إشارة قرآنية إلى ذلك يقول تعالى (وكنتم أزواجا ثلاثة فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة.. وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة.. والسابقون السابقون أولئك المقربون.. في جنات النعيم ثلة من الأولين وقليل من الآخرين). 

هذا وللوصول إلى منزلة القرب والحظوة بأنس الله تعالى يلزم للعبد سلوك طريق الله تعالى  ثلاث وهي أسس سلوك الطريق وهي ..الحب ..والصدق ..والإخلاص .. والسعي إلى تزكية النفس وقطع العلائق والأغيار من القلب وإسقاط حب الدنيا والزهد فيها وإسقاط إختيار العبد لإختيار الله وتدبيره لتدبير الله  وذلك لا يتحقق إلا بإقامة الفرائض والحدود والأحكام التي أمر بها الحق سبحانه وتعالى ثم الإجتهاد في أعمال النوافل والذكر والتفكر وكل ما يقرب إلى الله تعالى من أعمال البر والإحسان والمعروف. 

وفي الحديث القدسي يقول عز وجل ( ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه.. ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإن أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي عليها ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذ بي لأعيذنه) هذا ولسلوك الطريق إلى الله تعالى يلزم المجاهدة والصبر .فلا سبيل للوصول إلا بهما لقوله تعالى (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا).

ومعلوم أن هناك عقبات تعترض أهل سلوك الطريق على رأسها.. النفس بما فيه من كبر وتعالى وأهواء وشهوات وغرائز وأمراض مبطونة منها.. الكبر والأنانية والعجب ورؤية النفس والحسد والبخل والحرص والشح وحب الدنيا والشهوات والرياء وغير ذلك الكثير والكثير .والنفس البشرية هي أعدى الأعداء للإنسان وفي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم وعلى آله أنه قال ( أعدى عدو لك نفسك التي بين جنبيك إنها لأقوى من سبعين شيطانا ). 

ومن أجل ذلك كان جهادها ومخالفة هواها وكسر شهواتها وإدخالها في حظيرة العبودية وإخضاعها لله تعالى .كان هو الجهاد الأكبر لقول النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله لجماعة من صحابته عندما عادوا من الحرب والجهاد في سبيل الله تعالى. قال ( لقد رجعتم من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر ) .فتعجبوا وقالوا .. يارسول الله أهناك أكبر من القتال والقتل ؟ .قال ( بلي وهو جهاد النفس ) ..هذا ثم نأتي إلى العقبة الثانية وهي.. الشيطان وعداءه وحقده على الإنسان وتوعده بهلاكه .بما له من أدوات وقدرة على الوسسة للنفس بالشرور والمهلكات والتزيين والتغرير والتخويف والتمني للنفس وخداعها والوعد الكاذب .. ثم تأتي الدنيا وهي العقبة الثالثة  وهي دار الفتن والإبتلاء وبما فيها من فتن وزينة تميل إليها النفوس وتهواه.