الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د. محمد مبروك يكتب: السياحة الداخلية وسلوك النزلاء!

صدى البلد

في ظل أزمة كورونا وتأثيرها السلبي على قطاع السياحة وإلزام وزارة السياحة الفنادق بتوفير كل الإجراءات الاحترازية من تعقيم دوري للغرف والطرقات والمطاعم مع تقديم المأكولات والمشروبات بشكل يتم اتباع كل إجراءات الأمان فيه حتى يمكن حماية النزلاء من التقاط العدوى، مع وضع كل الإرشادات الخاصة والمتعلقة بهذه الجائحة في أماكن مختلفة داخلها في صورة ملصقات ونشرات، كل هذا بالإضافة إلى تحديد بعض الغرف المنفصلة لعزل النزلاء الذين يشتبه في إصابتهم مع تقديم الخدمة الطبية اللازمة لهم عن طريق العيادات الموجودة أو الملحقة بها تحت إشراف وزارة الصحة...

ومع انخفاض أو انعدام وصول الوفود السياحة الآتية من خارج البلاد على مستوى العالم، تسعى الدول التي تعتمد على السياحة كمصر على تشجيع السياحة الداخلية لديها لإنعاش هذا القطاع الذي يعاني من ضعف الإشغال، مع تحمله لمصاريف التشغيل والعمالة والتي تشكل عبئًا كبيرًا على المستثمرين في هذا المجال قد أدى في بعض الأماكن إلى إيقاف مؤقت للنشاط

وقد تقوم بعض شركات السياحة والطيران الداخلي والفنادق بتقديم عروض مميزة بأسعار منخفضة لجذب السائحين المحليين حتى تتمكن هذه المنشآت من الاستمرار والحفاظ على الحد الأدنى الذي يجعلها تتخطى هذه الفترات العصيبة التي تمر بها، لكن بعض الفنادق الكبرى – في الوقت ذاته – تعاني من بعض السلوكيات التي يقوم بها هؤلاء النزلاء الذين قد تتاح لهم الفرصة أن يحظوا بالإقامة بها والاستمتاع بما تقدمه من ترفيه وخدمات، ولا يخفى على أحد وجود هذه الممارسات التي قد تحدث والتي تؤذي العاملين في هذا القطاع كالتعامل مع نظام الوجبات المفتوحة بأن يقوم بعض النزلاء بجلب كميات كبيرة من المأكولات إلى طاولاتهم تفوق بكثير ما يأكلونه مما يتسبب في إهدار الكثير منها، كما يقوم البعض منهم بإتلاف بعض أثاث الغرف عن قصد او دون قصد، كما تحدث بعض الممارسات على الشواطئ أو أحواض السباحة التي لا تتناسب مع أنظمة هذه الفنادق مما يجعل بعضها تتراجع عن تقديم هذه العروض مرة أخرى لما تتحمله من خسائر قد تفوق ما يأتي من عوائد  جراء هذه الممارسات التي تحدث مع تلك العروض المقدمة للسياحة الداخلية وفي بعض الأحيان من بعض الأفواج القادمة من بعض البلدان أيضًا، لكن ما يهمنا هنا هو الشأن المحلي. 

قد يكون حل هذه الإشكالية مسؤولية مجتمعية تقع على عاتق الإعلام ووزارة السياحة التي يمكن لها أن تتبنى حملات توعوية وإعلانية جنبًا إلى جنب مع تلك الحملات التي تعمل على تنشيط السياحة الداخلية دعمًا لهذا القطاع.

هذه الحملات التوعوية في بلدنا السياحي يمكن أن تقدم للمواطنين بعض المعلومات عن طريقة الاستمتاع بهذه الأماكن وتلك المنشآت بشكل صحيح ، وذلك عن طريق بث بعض الإعلانات والأفلام القصيرة التي توضح فيها كيفية التعامل مع نظام الوجبات المفتوحة في الفنادق وطريقة التعاطي مع هذا النظام وما يجب الالتزام به في الغرف وعلى الشواطئ وأحواض السباحة في سلسلة متصلة من هذه الإعلانات والأفلام التي يمكن أن ترفع من مستوى الوعي لدى المواطنين وتمكنهم من معرفة الطرق المثلى للتعامل في هذه الأماكن.

إن تحمل الإعلام والقنوات الفضائية مع وزارة السياحة المسؤولية في تنشيط السياحة الداخلية مع توعية السائحين المحليين بكيفية الاستفادة من تلك المنشآت بشكل صحيح سيكون له مردود محمود على الجميع ويصبح بمثابة دعم إضافي مع ما تقدمه هذه الوزارة مع الوزارات الأخرى لقطاع السياحة من تأجيل الأقساط المستحقة وجدولة الديون والتسهيلات الضريبية وغيرها من الخطوات التي تم اتخاذها للوقوف بجانب هذا القطاع الهام منذ بداية الأزمة.

إن تحديد المشكلة المتعلقة ببعض السلوكيات من أولئك النزلاء والعمل على حلها بشكل علمي دون انتقاص من حقوق هؤلاء في الاستمتاع بمنشآت بلدهم السياحية أفضل بكثير من غضّ الطرف عنها والخجل من التعامل معها كونها مشكلة قائمة ليست فقط من النزلاء المحليين وإنما من بعض النزلاء الأجانب، لكن لا عيب في زيادة الوعي لدى النزلاء المحليين  بشكل مهني يسهل عليهم طرق التعامل داخل هذه الأماكن بشكل لائق مما سيشجع المنشآت السياحية على التوسع في عمل برامج السياحة الداخلية - حتى بعد عودة السياحة الخارجية - لمنح السائحين المحليين فرصة زيارة هذه المنشآت والاستفادة مما تقدمه من ترفيه وخدمات مميزة...

فليقدم الجميع يد العون بشتى السبل لهذا القطاع الحيوي حتى يمكنه الاستمرار وتخطي هذه الأزمة التي طالت، ويستعيد رونقه المتألق الذي نفخر به بين الدول.