الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

شاهد.. مُعاناة الوافدين على مركز أورام سوهاج ومناشدات بتدخل المحافظ

مركز أورام سوهاج
مركز أورام سوهاج

حوائط يستند عليها عدة مواطنون وأسفلت يجلس عليه أخرون فالمقاعد لم تكُن كافية لتسع هؤلاء المرضى الوافدون، هنا سيدة خمسينية تحتويها نجلتها بين أحضانها لتهون عليها آلالامها وتُجفف بيديها دموعها التي اختطلت ببقايا الدماء على كف يدها، عقب أخذ عينة دم للتحليل.

 

وهناك رجل ستيني يجلس أرضًا وبيده عدة أوراق هامة دونها لم يستطع الكشف أبدًا، ويجاوره حفيدته التي مازالت في العقد الأول من العُمر ولكن لم يتركها مرض السرطان تحيا طفولتها كأقرانها، هكذا هو المشهد داخل مركز أورام سوهاج غرب محافظة سوهاج أقصى جنوب صعيد مصر.

 

"هنروح فين بس معناش احنا لدكاترة في عيادات خاصة ومحكوم علينا نيجي هنا ونقعد نستنى دورنا أو نستنى الموت واهو كل نصيب"، بهذه الكلمات بدأ الرجل المُسن محمد متولي يتحدث بنبرة يقتلها الأسى ل"صدى البلد"، موضحًا أنه لم يستطع مُعالجة طفلة نجله خارج المركز وذلك لمُعالجتها على نفقة الدولة، ومُجبر أن يجلس بين الجميع دون خشية الإصابة بعدوى فيروس كورونا المُستجد.

 

يستقبلك على الباب الرئيسي شابًا يسآلك إلى أين تذهب ولماذا، ثم يآذن لك بالدخول فترى ساحة كبرى يجب أن تمر بها؛ حتى تصل إلى مبنى الأورام الذي يتم فيه علاج المواطنون من مختلف مراكز محافظة سوهاج والمحافظات المجاورة، على نفقة الدولة.

 

إذ ترى توافد العشرات وجلوس العشرات لإنتظار دورهم في الكشوفات والإشاعات وسحب العينات وغيرها من الإجراءات اللازمة، ليتفاجئ الأهالي بمرور مُصابي فيروس كورونا من بينهم دون أي إجراءات احترازية لوصولهم إلى الطابق الأعلى والذي تم تخصيصه لعزل مصابي الوباء العالمي الجديد.

فتأخذ العدوى مجراها وتواصل انتشارها بين صفوف مرضى الأورام السرطانية، فيصبح الفقراء الذين لم يستطيعون الأتي بقوت يومهم ولا ثمن علاجهم مُعرضون للإصابة ب"كورونا" في أي لحظة بسبب تواجدهم بمركز أورام سوهاج للكشف والعلاج.

 

"لازم أعالج والدتي طيب هعمل ايه بناخد اجراءاتنا الإحترازية وبنسلم أمرنا لله"، هكذا أوضحت نورهان مصطفى ذات التسعة عشر ربيعًا موقفها مما يحدث داخل معهد الأورام؛ مؤكدة أنها تستخدم الكمامات هي ووالدتها ويتجنبون الالتصاق بالأخرين، مشيرة إلى أن التباعد الاجتماعي داخل المركز كاد أن يكون مستحيلاً.

اقرأ أيضا:

معاناة يومية.. أهالي جزيرة الخذندارية بسوهاج يُعانون الوصول إلى ضفة المركز.. والكوبري حلم طال انتظاره

وكانت محافظة سوهاج قد شهدت عدة مطالب من رواد موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك بزيادة عدد الأسرة المُخصصة لعزل مصابي الفيروس، وعلى الفور استجاب اللواء طارق الفقي محافظ الإقليم، وأعلن عن بدء تشغيل المبنى الجديد بمستشفى حميات سوهاج بطاقة 56 سريرا، بهدف زيادة أعداد الأسرة المتاحة لاستقبال مرضى كورونا، ليصبح إجمالي عدد الأسرة بالمستشفى 86 سريرا، بالإضافة إلى 8 أسرة عناية مركزة، و14 سرير عناية متوسطة.

 

وذلك ضمن مشروعات برنامج التنمية المحلية بصعيد مصر، وبإشراف من وزارتي التنمية المحلية والصحة. 
 


والآن يُطالب الوافدين على مركز أورام سوهاج بتخصيص ممر لنقل مصابي فيروس كورونا المستجد، بعيدًا عن المواطنين القادمين للعلاج على نفقة الدولة؛ لمنع انتشار عدوى كورونا بين صفوفهم.