في مثل هذا اليوم وتحديدا يوم 9 أبريل 2003، سقطت آخر أوراق التوت وأقواها، وغطى التراب المتناثر من العمليات العسكرية سماءها، إنها بغداد، التي سقطت دون أية مقاومة تذكر، انفرط الجيش العراقي، ودخلت القوات الأمريكية إلى قلب العاصمة، وشاهد العالم كله جندي أمريكي يضع علم بلاده على رأس تمثال الرئيس العراقي صدام حسين.
سقطت بغداد في مثل هذا اليوم بمساعدة من القوات البريطانية والاسترالية لنظيرتها الأمريكية ، بحجة تطهيرها من أسلحة الدمار الشامل، والقضاء على الإرهاب وعدم الاستقرار الذي يتسبب فيه الرئيس صدام حسين في الشرق الاوسط منذ حربه ضد إيران والتي استمرت 8 سنوات وحرب الخليج وغزو الكويت.
الترويج لـ إمتلاك العراق أسلحة نووية ورخصة الحرب
روجت وسائل الإعلام الأمريكية لفكرة امتلاك العراق أسلحة نووية، وقامت الإدارة الأمريكية وقتها على لسان وزير خارجيتها "كولن باول" بالترويج لتلك الفكرة في مجلس الأمن والأمم المتحدة بشكل مكثف قبل وقوع الحرب، ولكن بمجرد انتهاء الغزو الأمريكي أكد كبير مفتشي الأسلحة هانز بليكس أن فريقه لم يعثر على أسلحة نووية وكيماوية وبيولوجية، وعثر فقط على صواريخ تفوق مداها عن المدى المقرر.
بوش يمنح صدام حسين مهلة لمغادرة العراق
في 20 مارس عام 2003، منح الرئيس الأمريكي جورج بوش، الرئيس العراقي صدام حسين مهلة 48 ساعة لمغادرة البلاد، أو مواجهة الحرب والخراب، أطلقت في نفس اليوم العديد من الغارات الجوية والصاروخية على بغداد مستهدفة الأماكن التي يمكن أن يتواجد بها الرئيس العراقي لإنهاء الحرب قبل أن تبدأ، ولكن لم تحقق تلك الغارات أهدافها.
اختفاء الجيش العراقي والمقاومة من بغداد
في 8 أبريل بدأت القوات الأمريكية في دخول بغداد بدون أية مقاومة بعد انسحاب الجيش العراقي المتمثل في الحرس الخاص، وقوات الحرس الجمهوري، وسط أقاويل بأن القيادة الأمريكية تمكنت من إبرام صفقة مع القيادات العراقية للانسحاب بدون قتال، وبالفعل وصلت الدبابات الأمريكية إلى وسط العاصمة في ساحة الفردوس في صباح اليوم التالي، لتقتلع تمثال البرونز الضخم للرئيس صدام حسين بواسطة إحدي العربات المدرعة للقوات الأمريكية.
بعد سقوط العاصمة، سقطت كلا من مدينتي كركوك والموصل في اليومين التاليين، وفي ديسمبر 2003، تم اعتقال صدام حسين فى مدينة تكريت.
التخلص من مهيب الركن
خرج الرئيس صدام حسين الملقب بـ "مهيب الركن" بعد سقوط بغداد ليؤكد أن خيانة كانت سببا في خسارة العراق سريعا للحرب، وذلك قبل أن يتم القبض عليه في نهاية 2003 وتحديدا يوم 13 ديسمبر، وظهر لأول مرة في المحكمة عام 2004، ووجهت له تهم تتعلق بغزو الكويت والهجوم على قرية للأكراد بالغاز السام، ولكنه رفض الاعتراف بالمحكمة باعتبارها محكمة "الاحتلال".
أدانته المحكمة في أول قضية جنائية ضده، وكانت خاصة بمجزرة قرية "الدجيل"، وحكم عليه بالإعدام، في 23 يوليو 2006، وتم تنفيذ الحكم في 30 ديسمبر من العام نفسه.
أكبر الخسائر المادية والبشرية في تاريخ العراق
تسبب عملية غزو الجيش الأمريكي للعراق في أكبر خسائر بشرية للمدنيين والعسكريين في تاريخ المنطقة والجيش الأمريكي منذ عدة عقود، وذلك بسبب المقاومة الشرسة في المدن العراقية المختلفة وأبرزها، الفلوجة والرمادي والبصرة وكربلاء والنجف والموصل.
استمر الإحتلال الأمريكي حوالي 8 سنوات، وانتهي رسميا في الـ 15 من ديسمبر عام 2011، بعد إنزال العلم الأمريكي مغادرة آخر جندي أمريكي من العراق بعدها بـ 3 أيام.