الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

1081 عاما على تأسيس الجامع الأزهر .. أحمد عمر هاشم : من لم يذهب إلى مصر لم ير مجد الإسلام .. والهدهد: الجامع الأزهر أسهم في نهضة المجتمعات شرقا وغربا

احتفالية الجامع الأزهر
احتفالية الجامع الأزهر

ذكرى 1081 عام على تأسيس الجامع الأزهر

  • الأزهر ينظم احتفالية بهذه المناسبة بحضور علماء المشيخة
  • أحمد عمر هاشم : من لم يذهب إلى مصر لم ير مجد الإسلام لأن فيها الأزهر
  • الضوينى: الجامع الأزهر منحة ربانية للأمة
  • أمين البحوث الإسلامية: الأزهر قبلة العلم والوطنية
  • الهدهد: الجامع الأزهر أسهم في نهضة المجتمعات شرقا وغربا

 

أحيا الأزهر الشريف، اليوم الاثنين، ذكرى مرور 1081 عامًا هجريًا على تأسيس الجامع الأزهر الشريف بدون ‏جمهور، والتي توافق السابع من شهر رمضان من كل عام، بالجامع الأزهر، وذلك بحضور عدد من علماء الأزهر وقياداته.


قدم الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، خالص العزاء لأسر ضحايا قطار المنصورة، متمنيًا ‏الشفاء العاجل للمصابين، كما قدم خالص العزاء لأسرة ضحية الغدر والخسة الفقيد نبيل حبشي ‏الذي غُدر به على يد المجرمين الإرهابيين من تنظيم داعش، في مشهد يندى له جبين الإنسانية ويؤكد تجرد تلك الجماعات الإرهابية من أدنى معاني الإنسانية. ‏

 

أوضح وكيل الأزهر خلال كلمته في ذكرى إحياء تأسيس الجامع الأزهر  أن الله –تعالى- أذن أن ‏تشرق أنوار الجامع الأزهر في ربوع مصر منذ ألف وواحد وثمانين ‏عامًا هجريًا، ثم انطلق خيره إلى ‏المشارق والمغارب يحمل معه جزءًا من صفات ‏مصر الحضارية التي عودت الدنيا العطاء والكرم ‏فكانت بحق "أم الدنيا".‏
‏ ‏
وأضاف وكيل الأزهر أننا نحتفل اليوم بمؤسسة وضعت بذور الخير منذ مئات السنين في أرض مصر ‏‏الطيبة فأثمرت، وما زالت ثمراتها تخرج بإذن ربها كفاحًا ونضالًا وتربية وتعليمًا ‏وتوجيهًا ودعوة، تحمل ‏مشعل هداية القلوب، واستنارة العقول، وتنشر الوسطية ‏والاعتدال، وتدافع عن العقيدة الصحيحة ‏فكرًا ومنهجًا، لتكون بذلك لبنة ‏رئيسة في حماية أبناء الأمة من الوقوع في براثن الفتن.‏

 

وأكد الدكتور الضويني أن الأزهر وُلد لتزهر آثاره في جنبات الحياة، فصار ‏منارة للعلم، وقبلة للطلاب،‏‏ ‏‏وفي أروقته تعلم الملوك والسلاطين،‏ وفي معاهده تخرج الرؤساء والوزراء والسفراء ‏من شتى بقاع الدنيا،‏ ‏وإلي علمائه تقرب الملوك والأمراء، ومن صحنه انطلقت ‏الثورات، ومن على منبره وجهت، وبقيادة ‏علمائه ومشاركة طلابه انكسرت ‏قوى الطغيان، وتحطمت أحلام الغزاة.‏

 

وبين فضيلته أن الاحتفال بهذه المؤسسة العريقة في حقيقته احتفال بمنحة ربانية مَنّ الله ‏بها على ‏الأمة، لتحمل لواء الدعوة الإسلامية، وتتخذ الوسطية سبيلًا ومنهجًا، ‏فلا إفراط ولا تفريط، ولا ‏مغالاة ولا تهاون، ولتكون حصنًا حصينًا، وسدًا منيعًا ‏أمام الدعوات المتطرفة، والمناهج الهدامة، ‏وستظل هذه المؤسسة مقاومة ‏ومدافعة عن الإسلام الحنيف ما بقي الليل والنهار دون ضعف أو ‏تخاذل؛ ولذا ‏فمن حقنا أن نفرح بمؤسستنا، ومن واجبنا أن نتذاكر منهجه بين الحين والآخر ‏حتى ‏تقوم الحجة على المبطلين والمغالين، وتعود الحقوق إلى أصحابها.‏

 

وأكد  الدكتور الضويني أن الأزهر الشريف أخذ على عاتقه –منذ أكثر من ألف عام- مسؤولية ‏الدعوة إلى ‏الإسلام، والدفاع  عن سماحته ووسطيته واعتداله، ونشرها في مختلف دول ‏العالم، من ‏خلال آثاره العلمية والخلقية المباركة التي يتركها في عشرات الدول ‏التي تدفع بفلذات أكبادها إلى ‏معاهده وجامعته خاشعين في محاريبه، متعلمين ‏من مناهجه، مستفيدين من فعالياته، ثم بهذا الزاد ‏الروحي والخلقي والعلمي ‏الذي يحمله الأزاهرة المبتعثون، الذين يؤكدون أينما حلوا أن الإسلام دين ‏المحبة ‏والتعاون والتآخي والتعايش السلمي بين أبناء البشر، وأنه دين الرحمة والمودة ‏والبعد عن الغلو ‏والتطرف الذى ترفضه أديان السماء، فضلا عن نشر علوم ‏الشريعة التي تصون الحياة.‏

 

وأوضح وكيل الأزهر أنه لا يستطيع عاقل ولا مفكر ‏ ‏ ولا صاحب رأي سديد أن ينكر ‏ دور الأزهر الشريف في ‏نشر ‏قيم التسامح بين الناس جميعا، ورعايته للفكر الإسلامي المعتدل في مصر والعالم ‏كله.‏

 

واختتم الدكتور الضويني كلمته بأن الأزهر الشريف سيظل له دور فاعل في تعزيز وشائج الأخوة بين بني ‏الإنسان، ‏وفي تقوية التعاون العلمي والفكري والثقافي بين المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، ‏وفي ‏نشر حقائق الدين والرد على أباطيل دعاة التفرقة الذين يتاجرون باسم الدين، ‏خصوصًا في هذه ‏المرحلة التي ينشط فيها تجار المشروعات الطائفية المقيتة التي ‏تضعف في الأمة مناعتها وقدرتها على ‏المواجهة، وتمزق وحدتها.‏


قال الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إنه بالأزهر حفظ الله دين الإسلام وكتاب الله الذي تكفل الله بحفظه.

وأضاف هاشم، في كلمته باحتفالية ذكرى 1081عام على تأسيس الجامع الأزهر، أن الأزهر يرسل علمائه لمشارق الأرض ومغاربها، كما ترسل دول العالم أبنائها للدراسة في الأزهر الشريف.

وتابع : شاء الله تعالى أن يحفظ الأزهر ويقول أحد المورخين من لم يذهب إلى مصر لم ير مجد الإسلام لأن فيها الأزهر الشريف.

وأكد أنه لا يوجد في دنيا الناس إلا أزهريًا أو تتلمذ على يد أزهري أو درس كتابًا أزهريًا.

شارك الدكتور نظير عياد، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، في فعاليات احتفال الأزهر الشريف بالذكرى 1081 على إنشاء الجامع الأزهر الشريف، الذي يوافق السابع من رمضان.

وقال الأمين العام في كلمته، إنَّ تاريخَ الأُمَمِ مَقْرُونٌ بالأحداثِ التي تُعَاصِرُها؛ وتاريخُ القاهرةِ مقرونٌ بإنشاءِ الجامعِ الأزهرِ الشريفِ، الذي يُعَدُّ -بِحَقٍّ- جامِعَ القاهرةِ، فالجامعُ الأزهرُ منذُ نشأتِهِ، وهو يُعَدُّ جامعةً بحقٍّ.

وتابع:  بلْ كان -ولا يزالُ- هو صِلَةَ رَحِمِ العِلْمِ بينَ مَدَارِسِ العِلْمِ في العالَمِ أَجْمَعَ؛ فكانَ على صلةٍ وثيقةٍ بمدارِسِ بغدادَ، إِبَّانَ الدولةِ العباسيةِ، وكان على اتصالٍ بالمعرفةِ والثقافةِ في مدارسِ قُرطبةَ بالأَنْدَلُسِ، فكان تبعًا لهذا الاتصالِ الفكريِّ والروحيِّ يُعَدُّ حلقةَ وَصْلٍ بين مصرَ والعالَمِ الإسلاميِّ كُلِّهِ.

وأضاف عياد أن الجامعُ الأزهرلم يكن  مُجَرَّدَ مسجدٍ للصلاةِ والعبادةِ فَحَسْب، وإنما كان حافلًا طِيلَةَ تاريخِهِ بتعليمِ العلومِ؛ فكانتْ فتاوَى علمائِهِ النِّبْراسَ الذي يَسِيرُ على هَدْيِهِ الشعبُ المِصريُّ في كفاحِهِ الطويلِ، كما أنَّ أَرْوِقَتَهُ كانت -ولا تزالُ- مُلْتقًى علميًّا يقومُ على نظامٍ أكاديميٍّ، يَعْتَمِدُ على الموضوعيةِ والمنهجيةِ في التدريسِ والتعليمِ.

وواصل: فكانتْ دِرَاسَاتُهُ قديمًا دراساتٍ موسوعيةً شاملةً لمعظمِ ألوانِ المعرفةِ السائدةِ في حينِهَا، حتى تطوَّرَ الأزهرُ بمفهومِه المعاصِرِ، وبقيادةٍ حكيمةٍ لشيوخِهِ الأَجِلَّاءِ؛ فَشَهِدَ طفرةً وتطورًا ملموسًا في كُلِّ قطاعاتِهِ ومنها الجامع الأزهر وأنشط الأروبة به وحلقات العلم، بإدارةٍ رشيدةٍ مِنْ صاحِبِ الفضيلةِ الإمامِ الأكبرِ الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، لِيُكْمِلَ المَسِيرَ الذي امتدَّ لأكثرَ من ألفِ عامٍ، ولا يزالُ.

وأوضح الأمين العام أن الناظر في تاريخِ الجامعِ الأزهرِ، لا يقفُ -فقط- أمامَ منارةٍ علميةٍ دينيةٍ، بل سَيَشْخَصُ بَصَرُهُ متأملاً مِنْبَرَ الوَحْدَةِ الوطنيةِ! ففي عامِ تسعةَ عَشَرَ وتِسْعِمِائَةٍ وألْفٍ من الميلادِ، خَطَبَ القُمُّصُ (سرجيوس) مِنْ على مِنْبَرِ الجامعِ الأزهرِ لِمُدَّةِ تسعةٍ وخمسينَ يومًا مُتتاليًا، داعيًا إلى استقلالِ مِصْرَ، ومُؤكِّدًا الوَحْدةَ الوطنيةَ. فلَمْ يكنْ الجامعُ الأزهرُ منارةَ الدينِ الإسلاميِّ وعلومِهِ فقط، بلِ احْتَضَنَ الاختلافَ، ودَعَا إلى الائتلافِ.

وأفاد عياد بأنه على الرغم من  تعرض الأزهر قديمًا وحديثًا لمحاولاتِ النَّيْلِ من علومِهِ وعلمائِهِ، إلا أنه صَمَدَ بِفَضْلِ اللهِ -تعالى- ثُمَّ بفضْلِ المُخلِصينَ من أبنائِهِ، لِيَظَلَّ -على الرَّغْمِ مِنْ كُلِّ هذه المحاولاتِ- هو الجامِعَ لشُعُوبِ الدنيا، حَوْلَ مَنَارَاتِهِ الخَمْسِ، والجامِعَ للعِلْمِ والعبادةِ والعقلِ والدِّينِ.

واستطرد: فالعلماءُ وطلَّابُ العِلْمِ ما يَزَالونَ يَفِدُونَ إليه من كُلِّ حَدَبٍ وصَوْبٍ من رُبُوعِ الأرضِ، ليشهدوا في الأزهرِ منافعَ لهم؛ فحلقاتُ عِلْمِهِ مصدرٌ لكلِّ ظمآنَ للمعرفةِ الإسلاميةِ الخالصةِ؛ يَرْتَوِي من مناهِلِهَا الطاهرةِ، كما أنَّ صَحْنَهُ الذي تَعُجُّ أركانُهُ، ويَفُوحُ مُحيطُهُ برائحَةِ العِلْمِ شَهِدَ مِئَاتِ آلافِ من الحَلَقَاتِ الدراسيةِ؛ فكانتْ المعرفةُ في رِحَابِهِ الشريفةِ تنطلقُ مِنْ أفواهِ العلماءِ خالصةً، لا يُخَالِطُها تشويهٌ، أو تحريفٌ، أو تضليلٌ، فلم تُخَالِفْ صحيحَ الدِّينِ، كما أنَّها لَمْ تُغَرِّدْ بعيدًا عن واقعِ الناسِ وأعرافِهِمْ.

وختم عيّاد بالتأكيد أنَّ الجامِعَ الأزهرَ كان حريصًا على الانفتاحِ على الثقافاتِ الأخرى، فَلَمْ يَطْغَ عليها؛ لكنَّهُ نقَّاهَا، حتى أصبحتْ تتواءَمُ ورُوحَ الفِكْرِ الإسلاميِّ، فهذا الجامعُ بمفهومِ الكلمةِ في معناها الحقيقيِّ قد جَمَعَ بينَ جُدْرَانِهِ الآلافَ من أئمَّةِ علماءِ الإسلامِ، لِيَتَدَارَسُوا علومَ الدِّينِ والدنيا، كما أنَّهُ لم يَحْظَ جامعٌ بمِثْلِ ما حَظِيَ به من ثقةِ العالَمِ كُلِّهِ شرقًا وغربًا وشَمَالًا وجنوبًا بأنْ يَتَلَقَّى أبناؤُهُم العُلومَ في رِحَابِهِ، وعلى أيدي رجالِهِ، لِيَبْقَى الجامِعُ الأزهرُ نَهْرَ العطاءِ، وقِبْلَةَ طُلَّابِ العِلْمِ، ومَنْهَلَ المعرفةِ.

من جانبه، أوضح الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، أنه حين تنظر إلى أروقة وجدران الجامع الأزهر فإنك تستحضر تاريخ أكثر من ألف عام شاهدة على رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، حافظوا على بقائه وشموخه.

 

ولفت إلى أن الأزهر ليس منارة للعلوم الشرعية فحسب، بل منارة لعلوم الدنيا، فمنذ افتتاحه فتح المجال لتدريس العلوم الأخرى كالطب والهندسة وغيرها من العلوم التي أسهمت في نهضة المجتمعات شرقًا وغربًا، وكان كل عالم يفخر بأنه جلس إلى عمود من أعمدة الجامع الأزهر يدرس فيه لمكانته الرفيعة.

 

وفي ذات السياق، نوه الدكتور عبدالمنعم فؤاد، المشرف العام على الأنشطة العلمية ‏بالجامع الأزهر، بأن الجامع الأزهر الذي تم افتتاحه في مثل هذا اليوم وأقبل عليه المسلمون من كل بقاع الدنيا قديمًا وحديثًا، لهو ماض في أداء رسالته وتبليغها للناس صافية بعيدة عن التشدد والتطرف.

 

ولفت إلى أن أروقة الأزهر ظلت قديمًا وما زالت تدرس صحيح الإسلام وحافظت على تراث الأمة، مضيفًا أن مناهج الأزهر بوجه عام باقية على العهد تحترم الرأي والرأي الآخر، وتنتج عقلية علمية رصينة تسع الجميع وتبني العقول ولا تهدم الأفكار وهذا سبب بقائه لأكثر من ألف عام.