الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إيهاب كاسب يكتب: صناعة الإعلانات وضياع هوية المُعلنين

صدى البلد

يُعتبر شهر رمضان المبارك هو الموسم السنوي لإعلانات الشركات العالمية وحتى المحلية، ومع تطور صناعة المحتوى الإعلاني والإعتماد على الفنون الإبداعية المختلفة مثل العروض الدرامية والمسرحية والأغاني وغيرها من عناصر وأشكال الإبداع، أصبح المشاهدين ينتظرونها بشكل لافت للإنتباه، وهو الأمر الذي ترتب عليه تطور كبير في أدوات صناعة الإعلانات لدى شركات صناعة الإعلانات وبخاصة الكبرى منها حتى تستطيع إبهار المعلنين بما لديهم من إمكانات وأدوات وأفكار وعلاقات.

تعلمنا سلفًا أن نستخدم عناصر الجذب والإبداع لضمان وصول الرسالة للفئات المستهدفة بسهولة، وتحقيق ترابط وجداني بين الجماهير من الفئات المستهدفة والعلامات التجارية التي نصنع لصالحها المحتوى الإعلاني، وكانت الشركات تصنع ذلك بطرق مختلفة بما فيها الرسائل غير المباشرة التي تهدف من خلالها إلى تقديم قيمة إيجابية للمجتمع تسهم في تغيير سلوك الأفراد أو تنمية السلوك الجمعي تجاه قضية معينة مثل حملات التوعية والتثقيف.

قبل أيام، ومع بداية شهر رمضان المُبارك، بدأت الشركات في إطلاق حملاتها الإعلانية والتي تفاعل معها الآلاف على وسائل التواصل الإجتماعي بين الإعجاب والاندهاش والتساؤل حول مغزى الإعلانات وفلسفتها! فبعض الإعلانات صُنعت بطريقة استحال معها الوصول إلى المشاهد من المرة الأولى، حتى أن بعضهم أطلق حملات على السوشيال ميديا لمحاولة فهم الإعلان والهدف منه ورسالته، فعلى ما يبدوا أن شركات صناعة الإعلانات وحتى المُعلنيين اهتموا بجوانب الإبداع والإعتماد على النجوم والمشاهير على حساب النص الذي يخدم هوية الشركة ويحقق لها الرواج المطلوب بين عملائها الحاليين والمستهدفين.

فهل تُدرك الشركات الهدف من الإعلانات، وهل تمتلك أدوات لتحليل حملاتها الإعلانية بغرض التعرف على مدى نجاح الحملة في تحقيق أهدافها والوصول إلى عملائها والفئات المستهدفة من خلال محتوى إعلاني أنفق على صناعته الملايين فضلًا عن ملايين الجنيهات التي رصدتها الشركة لترويج الإعلان في القنوات التليفزيونية وعبر الإذاعات وفي الصحف ووسائل الدعاية التقليدية في الشوارع وعلى المواقع الإخبارية ومنصات التواصل الإجتماعي المختلفة.

إعلانات بلا هوية .. محتوى فني مُبدع وعظيم .. لكن لا توجد ثمة علاقة بينه وبين الشركة ورسالتها والقيمة التي تقدمها أو الخدمات التي تميزها عن غيرها من المنافسين فكثير من الحملات الإعلانية هذا العام هي إعلانات صُنعت بطعم المسلسلات والفوازير، اهتمت بجوانب الإبداع على حساب معايير التسويق وبناء الهوية وأهداف الحملات فتسببت في ضياع هوية المُعلنين. فهل لدى هذه الشركات من يُقيم حملاتهم الإعلانية ويسأل بصدق عن نتائج هذه الحملة في تحقيق أهدافها إذا كان قد وضع لها من الأساس أهداف...؟!