الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عبد الرازق توفيق يكتب من باريس: «السيسي في فرنسا» .. تجسيد لمكانة وثقل مصر

صدى البلد

تجسيداً لاحترام واهتمام العالم بمصر وقيادتها السياسية.. ومشاركتها فى تفعيل المبادرات لدعم السودان والقارة الإفريقية.. وانعكاساً للعلاقات والشراكة الإستراتيجية المصرية-الفرنسية.. مصر حاضرة بقوة فى باريس.. فى زيارة الأهداف النبيلة  والمهمة التى تعكس الدور والثقل والمكانة المصرية.

 


4 محاور مهمة للنشاط الرئاسى فى باريس.. قمة مصرية-فرنسية وبحث العلاقات الثنائية.. ودعم السودان وإفريقيا.. ولقاءات مع رؤساء الدول والحكومات على هامش المؤتمر والقمة.. زيارة مهمة فى توقيت بالغ الدقة.

 

 

«السيسي في فرنسا» .. تجسيد لمكانة وثقل مصر

 

تأتى زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى لفرنسا التى بدأت أمس لتحمل مجموعة من الأهداف النبيلة والغزيرة  سواء لصالح العلاقات الثنائية بين البلدين التى تشهد طفرة ونقلة غير مسبوقة ووصلت إلى مرحلة الشراكة الاستراتيجية فى كافة المجالات وانعكاساتها على أمن واستقرار المنطقة وتحقيق مصالح البلدين الصديقين وهى ترجمة حقيقية لقوة ومتانة العلاقات بين القاهرة وباريس، وأيضا تجسد الزيارة الدور المصرى المحورى فى المنطقة وإفريقيا ومواقف مصر التاريخية فى الدعم الكامل للشقيقة السودان التى تمر بمرحلة تاريخية فارقة وأيضا الدعم للاشقاء الأفارقة.

 


زيارة الرئيس السيسى لباريس تأتى تلبية لدعوة الرئيس الفرنسى ايمانويل ماكرون تجسيدا للدور والثقل الإقليمى والدولى الذى تحظى به مصر خاصة فى السبع سنوات الاخيرة وهو ما تستثمره القاهرة فى التعاون مع الدول المتقدمة للاستفادة من إمكانياتها وقدراتها فى مجال التطور والتكنولوجيا فى شتى المجالات فى مسار بناء الدولة الحديثة وما تشهده مصر من أكبر عملية بناء وتنمية فى تاريخها شكلت تجربة ملهمة للجميع وجعلت من مصر أرض الفرص الواعدة، لذلك يبدى المجتمع الدولى اهتماما ممزوجا بالاعجاب بالتحركات والتجربة المصرية سواء فى الإصلاح الاقتصادى أو مجابهة الأزمات والتحديات الإقليمية والدولية وأيضا المصداقية العالية التى تتمتع بها القاهرة فى ظل ثوابتها فى إرساء مبادئ السلام والأمن والاستقرار الإقليمى والدولى وترسيخ أسس التعاون والمصالح المشتركة والاحترام المتبادل بين الدول وهو ما جعلها محورا مهما فى نسيج المجتمع الدولى الداعم للسلام والتنمية والاستقرار وصاحبة النموذج المتمرد فى المواجهة الشاملة للإرهاب  والتطرف.

 


زيارة الرئيس السيسى لفرنسا تتضمن أربعة محاور رئيسية تعكس جوهر السياسة المصرية على مستوى المصالح الوطنية للقاهرة أو المصالح الإفريقية لذلك هناك 4 محاور رئيسية للزيارة تتجسد فى الآتي:
أولاً: العلاقات الثنائية بين القاهرة وباريس والتى تعيش أزهى عصورها فى ظل إدراك البلدين حاجتهما للتقارب  والتعاون والشراكة لتحقيق المصالح المشتركة ومواجهة التحديات المشتركة سواء على المستويين الاقليمى والدولى وهناك تطلعات وآفاق جديدة للتعاون بين البلدين تحلق فى مستوى الشراكة الاستراتيجية فى كافة المجالات  والقطاعات.

 


فرنسا واحدة من أهم شركاء مصر الدوليين فعلى مستوى العلاقات التاريخية بين البلدين هناك مرتكزات تاريخية وثقافية خاصة ان الفرنسيين لديهم ولع بالحضارة المصرية واهتمام كبير بالثقافة المصرية.. وصل حجم الاستثمارات الفرنسية فى مصر إلى 5 مليارات يورو من خلال 165 شركة فرنسية تعمل فى مصر توفر  350 ألف فرصة عمل للمصريين ويبلغ حجم التبادل التجارى بين البلدين قرابة 3 مليارات يورو وهناك تطلعات كبيرة لزيادة حجم الاستثمارات الفرنسية فى مصر خلال الفترة القادمة تجسيداً لعلاقات الشراكة بين البلدين  وأيضا التعاون فى مجال السياحة فى ظل الانجازات الكثيرة التى تحققت فى مصر فى مجال الآثار والمتاحف آخرها متحف الحضارة المصرية وايضا قريباً المتحف المصرى الكبير الذى يحظى باهتمام كبير لدى الفرنسيين  ورغبة فى زيارة مصر لمشاهدة هذا الإنجاز العملاق. 

 


مجالات كثيرة  للتعاون بين القاهرة وباريس ستكون محور اهتمام وبحث قمة الرئيسين السيسى وماكرون سواء فى مجالات الصحة والتعليم ونحن أمام اقتراب اكتمال الجامعة الفرنسية فى مصر والسياحة والنقل خاصة مترو الانفاق وتطوير الخطين الأول والثانى وأيضا المونوريل الذى تنفذه شركة فرنسية بالإضافة إلى زيادة الاستثمارات الفرنسية فى ظل ما تتمتع به مصر من فرص واعدة ومزايا وآفاق خلقتها تجربة الإصلاح والبناء والتنمية فى الـ 7 سنوات الاخيرة بالإضافة إلى التعاون فى المجال الأمنى والعسكرى وشهدت السنوات الاخيرة أوج هذا التعاون خاصة بعد حصول مصر على منظومات تسليح متقدمة فى مجال القوات البحرية والجوية أبرزها المقاتلة الرافال وتعاقدت مصر وفرنسا مؤخراً على توريد 30 مقاتلة جديدة بعد الـ 24 مقاتلة من قبل ثم القطع البحرية مثل الفرقاطات فريم وجوويند التى تصنع أيضا فى مصر وحاملة الهليكوبتر الميسترال بالإضافة إلى التدريبات العسكرية المشتركة التى تمثل أرقى درجات التعاون والصداقة بين البلدين لتوحيد المفاهيم للعمل المشترك لارساء قواعد السلام والأمن والاستقرار فى المنطقة ومواجهة التحديات مثل الإرهاب.

 


زيارة الرئيس السيسى لفرنسا فى شقها الثنائى بين البلدين هى امتداد لزيارات الزعيمين خاصة الزيارة التاريخية فى ديسمبر الماضى للرئيس السيسى لباريس.. وتأتى الزيارة الحالية استكمالا لدعم أواصر الشراكة الاستراتيجية بين البلدين وسوف يلتقى الرئيس السيسى خلال الزيارة وبعد القمة المرتقبة السيسى - ماكرون العديد من  كبار المسئولين الفرنسيين لبحث أوجه التعاون المشترك بالإضافة إلى لقاء الرئيس السيسى برؤساء  كبريات الشركات الفرنسية لعرض الفرص الواعدة التى تحظى بها مصر فى شتى المجالات سواء فى منطقة قناة السويس أو المدن الجديدة أو الاستثمار فى كافة القطاعات المصرية التى شهدت طفرة كبيرة.

 


ثانياً: يأتى المحور الثانى لزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى لباريس امتدادا لدور مصر فى دعم الشقيقة السودان التى تمر بمرحلة تاريخية ومنعطف يستوجب الدعم الدولى وقد سبقت مصر الجميع فى تقديم كافة أنواع الدعم الكامل للاشقاء سواء على الصعيدين الاقتصادى والأمنى وفى كافة المجالات، لذلك تشارك مصر فى مؤتمر دعم السودان سواء دعما سياسيا للمرحلة والسلطة الانتقالية وعودة الخرطوم إلى المجتمع الدولى ودعم المسار الحالى للبلاد وأيضا تقديم الدعم الاقتصادى للسودان من خلال تخفيف الديون على السودان فى ظل أزمة اقتصادية خانقة تواجه البلاد تستوجب دعما دوليا عاجلا وتخفيف الاعباء عن الاقتصاد والمواطن السودانى وأيضا العمل على جذب الاستثمارات الدولية للسودان الذى جهز عشرات المشروعات لعرضها على المؤتمر وفى حضور كبير لجهات ومؤسسات التمويل الدولية فى مقدمتها صندوق النقد الدولى والبنك الإفريقى وإبداء الدول الكبرى الاستعداد لمساعدة الخرطوم سواء الولايات المتحدة أو فرنسا فى حين رأت الحكومة السودانية ضرورة تقديم دعم سنوى يقدر بـ 2 مليار دولار للتغلب على المشاكل الاقتصادية وتوفير احتياجات المواطنين.

 


مؤتمر باريس لدعم المرحلة الانتقالية فى السودان هو تتويج للشراكة المصرية الفرنسية خاصة الجهود المصرية المخلصة التى يقودها الرئيس السيسى لدعم ومساندة الأشقاء وتوفير حلول وتمويل جاد ومحدد وليس مجرد وعود ومصر حريصة على الوصول إلى نتائج واضحة وملموسة تصب فى صالح السودان.

 


المتابع للدعم المصرى الكامل والشامل للسودان بتوجيهات من الرئيس السيسى يتأكد تماماً أن القاهرة قلباً وقالباً مع الأشقاء سواء على المستوى الثنائى أو على صعيد الدعم الدولى للسودان من أجل المساندة السياسية للمرحلة الانتقالية أو الاقتصادية لتجاوز الظروف الاقتصادية الصعبة والازمة الخانقة وهو ما يتجسد فى مؤتمر باريس الذى يحظى بحضور مرموق من جهات ومؤسسات التمويل الدولية الكبرى وأيضا الدول الخليجية مثل السعودية والكويت والإمارات.

 


ثالثاً: المحور الثالث للزيارة يتضمن المشاركة بقوة ورؤية مصرية فى قمة دعم اقتصاد الدول الإفريقية التى تشهد صعوبات كبيرة فى ظل جائحة كورونا وتداعياتها الاقتصادية وفى ظل ركود لم يحدث منذ 25 عاماً وتراجع الناتج المحلى ومعدل نمو متوقع فى 2022 ولكن  أقل بكثير من الدول الأكثر تقدماً.

 


إفريقيا فى هذه المرحلة فى حاجة إلى المساعدة والمساندة الدولية سواء من الدول الكبرى أو جهات ومؤسسات التمويل الدولية لتوفير موارد مالية وتمويل للاقتصادات فى الدول الإفريقية ودمجها فى الاقتصاد العالمى ونقل التكنولوجيا إليها وجذب الاستثمارات إلى الدول الإفريقية.

 


علمت هنا فى باريس من بعض المصادر أن قمة دعم اقتصاد الدول الإفريقية تركز على تمويل مشروعات البنية التحتية والاساسية التى من شأنها تعزيز الاقتصاد فى هذه الدول وفتح آفاق كبرى للفرص والخدمات وجذب الاستثمارات وتتسم بأنها مشروعات كثيفة العمالة وتوفر فرص عمل هائلة.. وهنا أيضا تذكرت عبقرية التجربة المصرية وما قاله الرئيس السيسى على مدار السنوات الماضية إن مشروعات البنية التحتية والاساسية توفر فرص عمل للمواطن المصرى حتى يعود لأسرته بما يوفر له الحد المناسب للانفاق عليها لكن البعد الثانى فى مشروعات البنية التحتية هو أنها تحفز النشاط الاقتصادى وتجذب الاستثمارات وتفتح آفاقا جديدة للتنمية والتوسع.

 


نقاط كثيرة ألاحظها فى مدى التأثر الدولى بالتجربة والرؤية المصرية ربما أجدها فى المطالبة بالتركيز على مشروعات البنية التحتية أو المواجهة الشاملة للإرهاب سواء الامنية والفكرية والاقتصادية والاجتماعية والتى تتأتى من خلال البناء والتنمية والإصلاح وتمكين الشباب والمرأة والاهتمام بالصحة والتعليم وايضا الإيمان بالمشاركة السياسية للشباب ولا أبالغ إذا قلت إن مؤتمرات الشباب المصرية أصبحت نموذجا عالميا يحرص عليه  الرؤساء فى دولهم مثلما حدث فى ألمانيا وفرنسا التى غيرت مضمون قمة فرنسا إفريقيا إلى لقاء الشباب فى هذه الدول والتحدث معهم والتعرف على أفكارهم وشواغلهم بدلا من المسئولين الرسميين لذلك مؤتمر شباب العالم أصبح قدوة ونموذجا لدول كثيرة أصبحت تنظم مؤتمرات شبابية سواء على مستواها المحلى أو الدولي.

 


الدعوة الفرنسية لمصر للمشاركة فى قمة دعم اقتصاد الدول الإفريقية التى تأثرت وتضررت جراء جائحة كورونا هى إدراك حقيقى لثقل ودور مصر فى هذا المجال فهى التى تدافع بشجاعة ونبل عن حق إفريقيا فى التنمية والاستقرار والامن وتسعى إلى بلورة حلول واضحة ومبادرات واقعية وملموسة لدعم اقتصاد الدول الإفريقية ووضعها على الطريق الصحيح من خلال توفير التمويل اللازم لمشروعات التنمية وتنشيط الاقتصاد وجذب الاستثمارات والاستغلال الامثل والعادل للثروات والموارد الإفريقية وأعتقد أن قمة باريس هى تجسيد للنجاحات  المصرية ودعم العمل الإفريقى المشترك واستغلال الثقل الدولى والشراكات المصرية مع الدول الكبرى لصالح القارة السمراء.

 


أعتقد أيضا أن الزيارة تجسد قصة نجاح مصرية بدأت جهودها قبل 7 سنوات لتحظى مصر بمكانة دولية وإقليمية مرموقة وتعود لقيادة المنطقة وأداء دورها الرائد تجاه الأشقاء الافارقة ودعم ومساندة قضاياهم.
المجتمع الدولى ينظر كما قلت لمصر بعين الاحترام والإعجاب والتقدير فى العديد من القضايا والملفات لا يتسع المجال لها وانها أصبحت مدرسة ذات خصوصية فى العمل الدولى والإقليمى والعلاقات الدولية تستحق الاحترام وأن تكون تجارب ومواقف ملهمة.

 


رابعاً: المحور الرابع الذى يعد من مكونات ومضمون زيارة الرئيس السيسى لفرنسا هو حرص الرئيس على لقاء رؤساء الدول والحكومات على هامش مؤتمر دعم المرحلة الانتقالية فى السودان أو قمة دعم اقتصاد الدول الإفريقية وهو مبدأ يحرص عليه الرئيس السيسى خلال زياراته ومشاركته فى المحافل الدولية لتعزيز علاقات مصر مع دول العالم وأهمية التواصل وبحث العلاقات الثنائية مع هذه الدول وتعزيز التعاون وبحث الملفات والقضايا الإقليمية الأمر الذى يعزز جهود التواصل الدولى لمصر وبناء جسور الثقة وتشكيل الرؤى المشتركة وتعزيز أطر التعاون الثنائى فى كافة المجالات ودعماً للمصالح المصرية وترسيخ مكانة القاهرة على كافة الاصعدة الدولية وأيضا يرسى قواعد التفاهم بين مصر وهذه الدول.

 


العلاقات المصرية مع المجتمع الدولى فى عهد الرئيس السيسى أكثر قوة وتوهجاً وامتداداً وتنوعاً ودولة تحظى بالاحترام من الجميع من خلال سياسات أخلاقية تدعو إلى السلام والامن والاستقرار والتنمية والبناء ومكافحة  التطرف والإرهاب والعنصرية وتجتث أسباب التوترات والنزاعات وتؤكد على مفهوم الاحترام المتبادل بين الدول وعدم التدخل فى الشئون الداخلية وأن التنمية للجميع فاستقرار إفريقيا ودول الجوار المصرى هو استقرار لمصر وأمنها القومى فمصر تحمل الخير والسلام والاستقرار للجميع لذلك ترى مصر تدافع عن حقوق إفريقيا وتدعو المجتمع الدولى لمساعدتها وأيضا دعم ومساندة السودان الشقيقة التى تشكل امتدادا للأمن القومى لمصر وتجسد العلاقات التاريخية والمصيرية بين البلدين الشقيقين فأمن واستقرار السودان هو أمن واستقرار لمصر.

 


مصر تضرب المثل والقدوة فى العمل الدولى الذى يعزز أطر السلام والتعاون والمساعدة والمساندة من حياة أفضل للجميع.
ما بين مصر وفرنسا من شراكة استراتيجية يعود الفضل فيه لقيادة مصرية تتمتع بالحكمة والصدق والشرف ووصول علاقات مصر الدولية إلى هذا المستوى غير المسبوق يمثل قصة نجاح ومصرية نقلت القاهرة من التقوقع إلى الانفتاح والتوهج.

 


قمة الرئيس السيسى وماكرون اليوم تأتى فى توقيت بالغ الأهمية خاصة فيما تشهده المنطقة من توترات وتصعيد فى الأراضى الفلسطينية.. وأيضا بحث العديد من الملفات والقضايا الإقليمية والتعاون الثنائى فى العديد من المجالات ومكافحة الإرهاب والتطرف والتعصب وإرساء قواعد الاعتدال والتسامح والتعايش من خلال مواجهة ومقاربة شاملة والاستفادة من التجربة المصرية فى هذا المجال.. وأيضا بحث الشراكة فى العديد من المجالات سواء الصحية والتعليمية والمالية والاقتصادية والعسكرية والثقافية لتكون بالفعل هى زيارة الأهداف الكثيرة والغزيرة.. ومد جسور التعاون والتواصل مع عدد كبير من الدول والمؤسسات الاقتصادية الدولية والزعماء والرؤساء وكبريات الشركات.