مطاحن القهوة والفلفل وعلاقتها بصناعة السيارات

في كثير من الأحوال قد نشاهد طواحين الهواء فالعديد من البلدان، و بين محبي كرة القدم يشتهر المنتخب الهولندي بهذا اللقب وهو "الطواحين"، و السر في هذه الأداة إما يتعلق بتوليد الطاقة، أو في عدة صناعات أخرى مثل طحن المحاصيل الزراعية، و لكن يبقى السؤال الأبرز في هذا الموضوع ماهي علاقة تلك الطواحين بصناعة السيارات ؟ 

تبدأ القصة من داخل اسطول شركة بيجو الفرنسية، و التي تعود أصولها للعام 1842، حيث كانت تعمل مع نهاية القرن الـ 19 في مجال الدراجات النارية، و اتخذت العاصمة الفرنسية باريس مقرًا لها و بالتحديد بالقرب من محطة مترو Porte Maillot وفندق كونكورد لافيت، و الذي يسمى حاليًا حياه ريجينسي، بعدما كانت تستقر الشركة في مدينة سوشو.

و بهذه المناسبة كانت ترعى الشركة فريق سوشو لكرة القدم الذي أتم تأسيسه في عام 1928، بواسطة احدى افراد عائلة بيجو، ليتخذ النادي شعار الأسد الفرنسي ليكون رمزًا له، و يدل هذا الشعار على سرعة وقوة ومرونة شفرات منشار بيجو نسبة إلى المهنة الأولى و هي انتاج المنسوجات.

و لكن تأتي المفاجأة في هذه القصة و نتحدث عن المهنة الأولى للصانع الفرنسي بيجو وهي، طحن القهوة و الملح و الفلفل، و التي تطورت لتبقى واحدة من أعظم شركات تصنيع السيارات حول العالم، فهي تعتبر ثاني أكبر شركة تصنع السيارات في أوروبا بعد فولكس فاجن الألمانية، و يذكر أن العام 1901 طرحت بيجو محركًا صغيرًا يعمل بعمود 652 سم مكعب (40 قدم مكعب) بقوة 5 حصان (3.7 كيلو واط) مكون من أسطوانة واحدة، لتواصل الشركة تألقها تحديدًا في العام 1907 عدة إضافات خاصة بعالم المحركات.

ثم أطلقت مصنعها في مدينة سوشو في عام 1928 لتبدأ رحلة قوية في مجال تصنيع السيارات، تاركة تاريخ كبير عبر عدة طرازات تاريخية تنوعت بين الإطلالة الخاصة بالتصميم الخارجي و الداخلي، مع اتباع أحدث التقنيات المستخدمة في عصرنا الحديث، لتتشكل اركان تلك المعادلة و رحلة الانطلاق من المطاحن لواحدة من أكبر شركات تصنيع السيارات.