قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

تكشفها حفيدته لـ"صدى البلد".. كواليس مشاركة اللواء محمد نجيب في حرب فلسطين وانضمامه للضباط الأحرار

اللواء محمد نجيب مع حفيدته نعمة
اللواء محمد نجيب مع حفيدته نعمة

تحل علينا الذكرى الـ 69 لثورة 23 يوليو 1952، عندما أطاحت مجموعة الضباط الأحرار بقيادة اللواء محمد نجيب، بالنظام الملكي المدعوم من بريطانيا، للدفع بمصر إلى مصر سياسي جديد.

ومهدت ثورة 23 يوليو للمصريين حكم بلادهم للمرة الأولى بعد 2500 عام، وكان أول رئيس جمهورية مصري هو اللواء محمد نجيب، والذي قطع بتوليه حكم مصر سلسلة الحكام الأجانب بداية من الفرس مرورا باليونانيين والرومان والأتراك والفرنسيين وآخرهم البريطانيين.

وبمناسبة ذكرى ثورة 23 يوليو، أجرى "صدى البلد" حوارا مع السيدة نعمة يوسف محمد نجيب، حفيدة اللواء محمد نجيب أول رئيس جمهورية في تاريخ مصر، وتطرق الحديث عن الجوانب الإنسانية التى لا يعلم عنها الكثير، ومواقفه مع العائلة وجنوده من الجيش بعد إنتهاء خدمته، وأيضا مشاركته في حرب فلسطين وكيف كانت سببا في انضمامه للضباط الأحرار وقيام ثورة 23 يوليو، وكان نص الحوار كالتالي.

ما أسباب انضمام اللواء محمد نجيب للضباط الأحرار؟

قالت السيدة "نعمة نجيب"، حفيد اللواء محمد نجيب: "ربما لا يعلم الكثيرون أن جدي اللواء محمد نجيب كان يقود فيلقا في ميدان حرب فلسطين عام 1948، وخاض العديد من المعارك وانتصر في معظمها ، وكان من الممكن أن تستمر الانتصارات لولا استلام القوات الأسلحة الفاسدة".

وتابعت: "لا يعرف الكثيرون أن اللواء محمد نجيب كان يشارك في المعارك بنفسه، وفي أحد المعارك فوجئ بتعطل إحدى الدبابات التابعة له ووقوعها تحت خط نيران العدو، فما كان منه إلا أن ترك موقعه وذهب زحفا لمحاولة إنقاذ طاقمها إلا أنه أصيب بسبع طلقات نارية نفذت منها ثلاث الي جوار القلب وكادت أن تودي بحياته".

وأوضحت السيدة نعمة نجيب أنه بعد تعافي جدها من إصابته، وما رآه في حرب فلسطين، أدرك تماما أن التغيير بات واجبا لذلك لم يتردد لحظة حين عرض عليه الضباط الاحرار أمر الثورة وطلبوا منه ان يقود ذلك ووافق.

هل يوجد أسباب أخرى غير ما حدث في حرب فلسطين؟

أكدت قائلة "هناك أسباب أخرى بالطبع، فما حدث من فساد وتفاوت كبير بين طبقات المجتمع وتركز السلطة والأموال في يد العائلة المالكة، دون باقي طبقات الشعب، بجانب سيطرة الاحتلال الإنجليزي على مقاليد الأمور، وما عاناه الشعب جراء ذلك الاحتلال البغيض، كل هذا كان حاسما لقيام رياح التغيير، ولكن فيما يخص جدي الراحل محمد نجيب أرى أن حرب فلسطين ١٩٤٨ كانت النقطة الحاسمة والفاصلة بالنسبة له لاتخاذ القرار بالتغيير".

كيف ترين قرار قبوله الانضمام للضباط الأحرار؟

تابعت: "أري أن قرار قبوله قيادة الضباط الأحرار كان من أشجع وأهم القرارات في تاريخ مصر الحديث، فلولا موافقته على تلك المسؤولية الجسيمة ما كان قدر لثورة يوليو أن تنجح، حيث كان مستحيلا أن يقوم الضباط الأحرار صغار السن باعطاء أوامر لوحدات من الجيش للتحرك ضد الملك ومحاصرته وإجباره على التنازل عن العرش، والوحيد القادر على ذلك هو قائد بحجم محمد نجيب وتاريخه وشعبيته الكبيرة خاصة بعد فوزه في انتخابات نادي ضباط الجيش ضد مرشح الملك، لذلك فإن دوره بالثورة كان عظيما بكل المقاييس".

ماذا عن الجوانب الإنسانية في حياة اللواء محمد نجيب؟

أكدت حفيدة اللواء محمد نجيب: "بالنسبة للجانب الإنساني من حياة جدي، كان شخصا بسيطا وطيبا جدا، ومحبوبا من كل الناس من حوله لحسن معاملته لهم ورفقه بهم، وبالنسبة لنا أحفاده كان دائم الاطمئنان علينا، ومشغول دائما بتوفير كل شئ نحتاجه و متابعة دراستنا وأحوالنا بصفة عامة، وكان يقضي معظم وقته في القراءة، وعلى درجة عالية من الثقافة ومتابعة كل المجالات، حتى أنه كان يتقن أكثر من 5 لغات".

ولفتت: "كان ليا روتين يومي معاه وهو اننا ننزل نتمشى في الحديقة في الفترة من العصر إلى الغروب، وكان مواظبا على قراءة القرآن الكريم أثناء سيره، حتى أن أول آيات من القرآن حفظتها وأنا سني صغير جدا بسبب سماعي المستمر لها منه".

كيف كان يقضي الأعياد؟

قالت: "في الأعياد كان بيجمع كل الموجودين في البيت، بما فيهم جنود الحراسة، وكان يوقفنا طابور ويدينا كلنا عيديات متساوية في قيمتها دون تفرقة بين أحد، وأذكر أن كثير من جنود الحراسة بعد انتهاء مدة تجنيدهم كانوا دايما يزوره من وقت لآخر".

كيف كانت علاقته بجنوده؟

تابعت قائلة: "في السبعينات بعدما تولى الرئيس السادات الحكم ورفع عنه الحراسة، كان يخرج كل أسبوع يزور المرضى في المستشفيات العسكرية ويحمل لهم باقات من الزهور، وكانت كل الناس تلتف حوله وتحييه و تبادله مشاعر الحب والود، فقد كان يحبه الجميع".