لآلئ تملأ الأرض نوراً.. أوائل الثانوية الأزهرية يروون كواليس تفوقهم

أعلن الأزهر الشريف، نسبة النجاح العامة في امتحانات الثانوية الأزهرية، التي بلغت في القسم الأدبي 46،05% والعلمي 61،65% وبلغت النسبة العامة للنجاح 51،25%، ونسبة النجاح في شعبة العلوم الإسلامية بلغت نسبة النجاح فيها 100%.

وتقدم للامتحانات هذا العام 10617 طالبا وطالبة حضر منهم 94918 طالبا وطالبة وتخلف منهم 11 ألفاً و99 طالبا وطالبة بسبب إجراءات كورونا، وكانت هناك ست محافظات لم ترصد فيها أي محاضر غش أو خروج عن الآداب العامة وهي: الإسماعيلية، والسويس، وجنوب سيناء، ومرسى مطروح، والوادي الجديد، والبحر الأحمر.
 

وهنأ موقع «صدى البلد» الطلاب الأوائل في الثانوية الأزهرية، الذين عبروا عن سعاتهم بتفوقهم، وحكوا لنا ما بذلوه من جهد، حتى ينالوا المراكز الأولى، معربين عن أمنيتهم بمستقبل واعد ومشرق في خدمة دينهم ووطنهم.

وعبَّر الطالب أمير محمد فهمي عمارة، من أوائل الثانوية الأزهرية فى القسم العلمي بمعهد طلعت السيد النموذجي بمحافظة القاهرة، عن سعادته عندما أخبره الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر بحصوله على مجموع 100% وأنه من أوائل الثانوية الأزهرية على مستوى الجمهورية. 

وقال الطالب أمير، فى تصريح خاص لـ«صدى البلد»: «كنت أتمنى من الله أن أكون من أوائل الثانوية الأزهرية، وقد حقق الله لي هذه الأمنية، فعندما هنأني شيخ الأزهر، وقال لي إننى من الأوائل؛ شعرت بفرحة وسعادة غير عادية لم أشعر بها من قبل». 

وأوضح أن أهم من عدد ساعات المذاكرة؛ هو الاستيعاب، فليست بالكم، وإنما بالكيف، مشيرًا إلى أن من أسهل المواد بالنسبة له؛ «الإنجليزية والرياضيات والتفسير»، وأصعب المواد كانت الأحياء، بينما الفيزياء كانت جيدة نوعًا ما. 

وأشار إلى أن حصوله على مجموع 100% كان فضل من الله عليه أولاً، ثم والدته؛ لمساعدتها له طوال العام، قائلاً: «كانت أكبر داعم ليا»، فضلاً عن تشجيع المدرسين لي. 

وعن أمنيته، قال: «نفسي أدخل كلية طب القوات المسلحة، فأنا أرى أن أسمى رسالتين أقدمهما؛ «خدمة مصر» و«خدمة المجتمع». 

بدورها، أعربت الطالبة أريج عبد الفتاح أحمد عبدالفتاح من أوائل الثانوية الأزهرية فى القسم الادبي بمعهد عاطف السادات بمنطقة الزيتون عن سعادتها؛ لحصولها على مجموع 98.89 % المركز الثاني على الجمهورية. 

وذكرت «أريج» فى تصريح خاص لـ «صدى البلد»: «لم أكن أتوقع أن أكون من أوائل الثانوية الأزهرية وخاصة ترتيبي الثاني على الجمهورية أدبي»، قائلة: «لما كنت بتابع إعلان نتيجة أوائل الثانوية الأزهرية وسمعت الترتيب بالأسماء إلى أن وصل للمركز الثالث فقدت الأمل أن أكون منهم وبعد ما سمعت وكيل الأزهر يقول المركز الثاني أريج عبدالفتاح فرحت فرحة لم أفرحها من قبل». 

ونوهت إلى أنها كانت تذاكر من 8 إلى 9 ساعات يومياً بجانب الدروس وكانت أسرتها تهيئ لها الأجواء لمساعدتها على مذاكرة جيدة، مُشيرة إلى أن أصعب مادة واجهتها هى «التاريخ» لأنها كانت تحتاج لمجهود كبير، أما أكثر مادة تحبها فكانت فهي اللغة الإنجليزية. 

أما الطالبة مروة سعيد محمد السيد، السادسة على الثانوية الأزهرية بالقسم الأدبي فى معهد صقيل بمحافظة الجيزة، الحاصلة على مجموع 98.41%، فقالت: «امبارح لما سمعت عن اوائل الثانوية لم أكن متوقعة انى سأكون منهم»، مشيرة إلى أن من أبلغتها بالنتيجة هي معلمتي لأن شبكة الإنترنت لم تكن جيدة لديها، فتحدتث لي معلمتي وهنأتني بتفوقي ونجاحي وفوجئت بأننى المركز السادس على الجمهورية وبكيت من الفرحة». 

وتمنت أن تلتحق بكلية اللغات والترجمة الفورية «انجليزي»، مضيفة: «ونفسي أتخرج منها وأكون سفيرة للعرب فى الخارج». 

وألمحت إلى أن أسهل مادة كانت اللغة الإنجليزية والفرنسية، وأصعب مادة كانت التاريخ فكنت أذاكره أولا بأول حتى لا يتراكم علي، ولكن الامتحان كان سهلا، أما أصعب مادة قابلتها فى الامتحانات فكانت الصرف، قائلة “بعد امتحان الصرف فقدت الأمل ان احصل على هذا المجموع، ولكن بفضل الله أكرمني وتفوقت”. 

وأردفت: أن شقيقتها الكبرى تدرس فى صيدلة وكانت تساعدها كثيراً فى المذاكرة، لافتة إلى أنه فى أول الدراسة كانت لا تذاكر كثيراً ولكن قبل الامتحانات زاد عدد ساعات المذاكرة.  

الإمام الأكبر يهنئ أوائل الثانوية الأزهرية هاتفيا

وكيل الأزهر لأوائل الثانوية: تفوقكم يرسم مستقبلا مشرقا لهذا الوطن ويحقق نهضته

قالت الطالبة عبير عادل منصور الحاصلة على المركز الثالث في الثانوية الأزهرية على مستوى الجمهورية "أدبي"، معهد ف/ عزبة عمرو بكفر الشيخ، إنها تحب الصحافة جدًا وتتمنى أن تلتحق بكلية الصحافة والإعلام.

ولفتت إلى أنها  كانت تذاكر بمفردها وأحيانا كانت تسمع لوالدتها، مشيرة إلى أن أكثر مادة كانت تحبها هي مادة اللغة الإنجليزية، وأوضحت أنها تتمنى أن تصبح مذيعة مشهورة وناجحة، منوهة بأن من دعمها في دراستها كان والدتها ووالدها وإخوتها، وهذا النجاح بفضلهم.

قال الطالب صالح محمد موسى تهامي، من أبناء القليوبية الحاصل على الترتيب الخامس من أوائل الجمهورية بالأزهر “المكفوفين”، إنه يشعر بفرحة كبيرة ويحمد الله أنه كافأه على تعبه ومجهوده، وأنه دخل  بالأزهر حبا فيه خاصة أنه التحق به وهو حافظ لـ 3 أجزاء من القرآن الكريم.

وألمح إلى أنه لم يكن ينظم وقته فى المذاكرة ولكنه كان يذاكر أولا بأول كل ما يأخذه فى اليوم، مشيراً إلى أنه كان يجد صعوبة شديدة فى المذاكرة ولكن دعم أخيه وأساتذته وزملائه كان يشجعه.

وأفاد صالح بأن فقدان البصر كان يشكل تعبا بالنسبة له، ولكنه تدارك الأمر مع مساندة ودعم أهله واساتذته وزملائه في المعهد، مؤكداً أن شقيقه موسى له كل الفضل فى نجاحه وتفوقه وكان يساعده فى المذاكرة وأنه أكبر داعم ماديا ومعنويا له، منوهًا بأنه يريد أن يلتحق بكلية الدعوة الإسلامية لخدمة الإسلام والمسلمين، وأنه يتمنى أن يصبح قارئًا للقرآن الكريم في الإذاعة والتليفزيون.

قال الطالب محمد محمد حسن الحاصل على المركز الأول مكرر في الثانوية الأزهرية على مستوى الجمهورية "علمي" معهد الحاج محمد عبد الوهاب النموذجي بالشرقية، إن "الأزهر نعمة كبيرة ومن أكبر الحاجات اللى حصلتلى في حياتى ومحدش هيحس بنعمة الأزهر غير اللى كان فيه".

وأكمل: أنه يتمنى أن يدخل كلية الطب وأن يكون جراحا، ولكن التخصص الذى سيجده مناسبا له في المستقبل سيتخصص فيه، مضيفا: أنه كان يذاكر بالتدريج ففى الفترة التى كانت قبل الامتحان بحوالى 3 أشهر كان يذاكر 6 ساعات فى اليوم، وفى الفترة من شهر 11 كان يذاكر 10 ساعات، أما فترة قبل الامتحان بشهر كان يذاكر اليوم كله، ويرتاح فقط وقت النوم والطعام، أما فى فترة الامتحانات كان ينام ويستيقظ 3 فجرا ليذاكر.

وواصل: أنه لم يكن يجد صعوبة فى مذاكرة المواد نفسها ولكن الصعوبة تكون بسبب الضغوطات والتوتر وهو أصعب شيئ ولجهه وبعد ذلك يكتشف أنه ليس بتلك الصعوبة  ولكن كل ذلك بسبب الضغوطات.

ونصح محمد الطلاب بالابتعاد عن التوتر والضغوطات وأن يعتمدوا على أنفسهم ولا يتبعوا خطة مذاكرة شخص آخر لأنه ليس شرطا أن تكون خطته مناسبة لهم، فعلى كل طالب أن يضع الخطة المناسبة له وذلك سيجعله بدون ضغوطات لانه لو اتبع خطة شخص آخر وكانت غير مناسبة له سيشعر بالاحباط وسيشعر بالملل سريعا.

واستطرد الطالب أن من دعمه فى دراسته كان والده ووالدته وأكد أنه يهديهم تفوقه هذا “لأنه من غيرهم ولا حاجة”، وأيضا أساتذته كان لهم دور فى أنه يحصل على ترتيب فى أوائل الجمهورية.

واستطرد: أن أكثر المواد التى كان يحبها هى مادة القرآن الكريم ووجه رسالة للطلاب سواء كانوا من الأزهر أو التربية والتعليم بأنهم يجب عليهم أن يواظبوا على حفظ وقراءة القرآن، متابعا: أنه أيضا كان بيحب أن يذاكر مادة الرياضيات ويبدأ بها مذاكرته، لأنه يشعر أنها بتنير عقله.

ونوه بأن مثله الأعلى كان الطالب أحمد مدحت الأول على الجمهورية العام الماضي 2020 وطالب آخر حصل على 100% اسمه محمود البحيري الأول على الجمهورية من خمس سنوات، فأراد أن يكون مثلهم، مؤكدًا أنه يتمنى أن يصبح شخصا مهما يشرف بلده ويجعلها تفتخر به كما تفخر بالدكتور مجدي يعقوب والدكتور أحمد زويل.

قالت الطالبة علياء ياسر أنور من أبناء حوش عيسى بالبحيرة، والتي حصلت على الترتيب الثاني من أوائل الجمهورية مكفوفين، والحاصلة 96.19% إن الداعم الأكبر في دراستها والديها، مشيرة إلى أن من أهدافها دخول كلية اللغات والترجمة بالأزهر الشريف.

أوضحت الطالبة في تصريح خاص لـ«صدى البلد»، أن والدها يعمل إماما وخطيبا بوزارة الأوقاف مطالبة الجهات المختلفة في الدولة أن تكرم أوائل الثانوية الأزهرية التكريم الذي يليق بهم حتى يستمروا في تفوقهم واستكمال مسيرة نجاحاتهم.

وأضاف والد الطالبة علياء ياسر أنور أن نجلته الصغيرة كانت الأولى في الشهادة الإعدادية في الثانوية الأزهرية لكنها لم تلق التكريم المطلوب، مطالبا بمنحة دراسية لنجلته دعما لتفوقها.