الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

روائح زكية تدغدغ حواس الزبائن والسياح

عطّار يصنع روائح يقول أنها تقاوم الزمن.. ويصنعها يدويا منذ 3 أجيال

تصنيع العطور يدويا
تصنيع العطور يدويا

داخل الوسط التاريخي لبلجراد، عاصمة صربيا، تقاوم معطرة «سافا» الزمن، وهي آخر محلّ للعطور اليدوية الصنع يعبق منذ ثلاثة أجيال بروائح زكية تدغدغ حواس الزبائن والسياح.

وبحسب ما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية، على مرّ السنوات، تغيّرت العاصمة الصربية لكن الزمن لم يترك بصماته على هذا المتجر، حيث تنتقل المهارات أباً عن جدّ. وتشكّل هذه الحرفة شغف عائلة يوفانوف حتّى لو لم تؤمّن لهم عيشاً لائقاً. 

ويقول كبيرهم نيناد يوفانوف البالغ من العمر71 عاماً، وهو يمزج عطراً في قاعة خلفية تشبه المختبر: «بقينا متمسّكين بالتقاليد وبشغفنا ومتسلّحين بعزمنا على مواصلة هذا العمل الذي لا يوفّر في بعض الأحيان دخلاً كافياً».

 وقد أبصرت هذه المعطرة النور إبّان الحرب العالمية الثانية، لكنها لم تحمل اسمها الحالي سوى بعد عقد من الزمن عندما أذنت السلطات اليوغوسلافية بعمل المؤسسة الخاصة.

ومحال العطور اليدوية الصنع في بلغراد شهدت «عصرها الذهبي» في الخمسينات والستينات من القرن الماضي، على ما يستذكر نيناد يوفانوف. 

غير أن يوغوسلافيا السابقة انفتحت على الواردات، وسرعان ما طغت العطور الصناعية على اليدوية. وازداد الوضع سوءاً نتيجة العقوبات على بلجراد في التسعينات وقت تشظّي يوغوسلافيا تشظّياً دامياً. 

ويخبر العطّار «بدأت تغلق أبوابها واحدة تلو الأخرى وفي نهاية المطاف لم يبق سوانا».

وعندما يدخل الزبون المحلّ الصغير المكسوّة جدرانه بالخشب، يساعده نيناد أو ابنه نيمانيا الذي يعمل في قطاع السينما في العثور على مبتغاه على الرفوف التي تزخر بقوارير من زجاج. ويقول نيمانيا: «ليس لدينا أسماء ماركات. فقواريرنا لا تحمل أسماء، ولا أغلفتنا.

 وقد بسّطنا غلاف المنتج وداخل المتجر كي يتسنّى للزبائن اكتشاف ما يفضّلونه بأنفسهم». ويستفسر العطّار عمّا يحبّه الزبون من عطور، بين روائح وردية وأخرى فاكهية أو عابقة بالعود قبل أن يرشّ العطر بواسطة رذّاذ قديم الطراز. 

ويُنصح الزبون بالتفسّح قليلاً كي يتفاعل العطر مع بشرته. وتأتي غالبية المكوّنات من فرنسا، مهد صناعة العطور. 

والمتجر صامد بفضل زبائنه الأوفياء، وأيضاً اهتمام السيّاح المتزايد بهذا «المتحف الحيّ»، كما يحلو لنيناد تسميته. 

واكتسبت هذه المعطرة أهميّة متعاظمة في ظلّ «كوفيد - 19»، الذي حرم الكثير من المرضى حاسة الشمّ.
ويقول نيناد: «تحملنا إلى أماكن مختلفة وإلى حقب غابرة».