الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

موقع أمريكي: مصر تحول أقدم عاصمة إسلامية في إفريقيا إلى متحف لزوار العالم

مشروع حدائق الفسطاط
مشروع حدائق الفسطاط

سلط موقع "المونيتور" الأمريكي، الضوء على مشروع تطوير حدائق الفسطاط، الذي تسارع الحكومة في إنجازه، وذلك من خلال بث حياة جديدة في مدينة الفسطاط القديمة، وإحياء أول عاصمة إسلامية فى إفريقيا، وذلك من خلال تحويلها إلى متحف مفتوح للزائرين من جميع أنحاء العالم.

وقال الموقع، إن الإعلان عن تطوير حدائق الفسطاط، جاء خلال اجتماع بين رئيس الوزراء مصطفى مدبولي والمسؤولين عن المشروع، إذ يهدف إلى تصميم حديقة عامة تطل على المواقع والمعالم الأثرية والتاريخية، وتحويل الموقع إلى وجهة سياحية إقليمية وعالمية.

كما يهدف المشروع إلى تقديم أنشطة ترفيهية وصناعات تقليدية نموذجية للمنطقة من خلال إحياء تراثها عبر مختلف العصور الفرعونية والقبطية والإسلامية والحديثة.

ونقل موقع "المونيتور" تصريحات سابقة للدكتور أسامة طلعت، رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بالمجلس الأعلى للآثار، إن الحديقة ستبنى على مساحة 500 فدان في قلب القاهرة التاريخية، التي تضم المتحف القومي للحضارة وبحيرة عين الصيرة ومجمع الأديان ومسجد عمرو بن العاص.

وقال طلعت إن الزوار سيتمكنون من التجول في أزقة مدينة الفسطاط القديمة الأصلية، والتي يتم ترميمها حاليًا.

وأوضح الباحث الإسلامي ، معاذ لافي، لـ"المونيتور" أن أي اهتمام بالمناطق الغنية بالآثار من شأنه أن يجذب السياح - خاصة في الفسطاط، التي لم تكن مدرجة على الخريطة السياحية قبل تطوير المتحف القومي للحضارة وبحيرة عين الصيرة.

وأضاف أنه لاحظ خلال زيارته للمتحف القومي للحضارة والمنطقة المحيطة أن مشروع التطوير يقوم على أسس علمية تراعي الطبيعة الأثرية والتاريخية للمكان.

ولفت إلى أن الموقع مثالي للسائحين الباحثين عن جولة متكاملة خاصة مع توافر الخدمات الأخرى مثل المطاعم والمقاهي والبازارات، لافتا إلى أن إنشاء ممر سياحي بطول 250 مترًا بجانب بحيرة عين الصيرة مع برجولات ومقاعد، سيكون بمثابة منطقة مفتوحة ومنتزه لزوار المتحف.

وأكد أن الفسطاط تحتوي على آثار تعود إلى آلاف السنين ويوجد بها بقايا منازل من أربعة طوابق أطلق عليها الرحالة القدامى ناطحات السحاب لمجرد أنها لم يتم العثور عليها في أي مدينة إسلامية أخرى.

وحول الأهمية التاريخية والأثرية للفسطاط، قال عبد الرحيم ريحان، مدير عام إدارة البحوث والدراسات الأثرية والنشر الأكاديمي بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار، لـ "المونيتور"، إنها تضم مجمع الأديان، حيث يوجد المعبد اليهودي المعروف باسم "كنيس بن عزرا، جنبًا إلى جنب كنائس مصر القديمة مثل كنيسة القديس سرجيوس وباخوس المعروفة باسم كنيسة أبي سرجة، والتي تضم الكهف الذي يُعتقد أن العائلة المقدسة أقامت فيه خلال إحدى رحلاتها إلى مصر.

وقال ريحان إن الكنائس الأخرى الموجودة هي الكنيسة المعلقة وكنيسة القديسة بربارة وكنيسة ماري جرجس وكنيسة العذراء (قصر الريحان) وكنيسة القديسين أباكر ويوحنا وكنيسة القديس جاورجيوس للروم الأرثوذكس وكنيسة القديس مرقوريوس أبو سيفين وكنيسة الأنبا شنودة.

وأضاف ريحان أن الفسطاط هي أيضًا موطن لمسجد عمرو بن العاص الذي يعتبر ثاني أقدم مسجد في مصر وإفريقيا بعد مسجد السادات قريش في محافظة الشرقية، لافتا إلى أن ذلك كله دفع الحكومة إلى وضع خطة شاملة لتنمية المنطقة.

بالإضافة إلى ذلك متحف الحضارة، ومراكز الحرف في الفسطاط، وهي من بين المشاريع الكبرى التي أنشأتها وزارة الثقافة بهدف إحياء أمجاد الماضي القديم مع إبراز حاضر مشرق من خلال السماح للفنانين والحرفيين بإطلاق العنان لإبداعاتهم.

وأكد أن مشروع تطوير الفسطاط سيحول المنطقة إلى موقع حضري متكامل يجمع بين القديم والجديد ويؤسس صلة بين الحاضر والماضي، وكلها محاطة بحدائق رائعة.

ولفت ريحان إلى أن الحديقة المقرر عملها في الفسطاط ستنافس بارك جويل المصمم حديثًا في برشلونة، والمسجل كموقع للتراث العالمي، مؤكدا أن مصر ستقدم وجهة جديدة للسياح حول العالم.

كما اقترح أن يطلق عليها اسم حدائق السلام لأنها بمثابة بوتقة تنصهر فيها الأديان وتضم إحدى أهم المحطات التي أقامت فيها العائلة المقدسة.

وطالب ريحان بإنشاء مسرح كبير وسط المنطقة لإقامة عروض ومهرجانات تراثية عالمية في قلب أقدم عاصمة إسلامية في مصر.