الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أحمد مسعود.. زعامة مقاومة أفغانية يائسة أم وعد بالنصر على طالبان؟

زعيم المقاومة الأفغانية
زعيم المقاومة الأفغانية أحمد مسعود

لا تزال ولاية بانشير، شمالي أفغانستان، تقاوم سيطرة حركة طالبان، بكل ما أوتيت من قوة، مستعينة بترسانة من الأسلحة باقية معها من عهد مقاومة الغزو السوفييتي، وبضعة آلاف من أفراد الجيش الأفغاني فروا إليها مع سيطرة طالبان السريعة على بقية مساحة البلاد.

 

ويقود المقاومة في بانشير أحمد مسعود، نجل زعيم تحالف الشمال أحمد شاه مسعود، الذي اغتيل في عملية انتحارية يوم 9 سبتمبر 2001 قبل يومين فقط من هجوم 11 سبتمبر.

 

وكتب أحمد مسعود، منشورًا، اليوم، عبر حسابه بموقع “فيس بوك”، تعهد فيه بمواصلة القتال ضد مقاتلي حركة طالبان "في سبيل الله والحرية والعدالة".

وقال أحمد مسعود "أظهرت معركة بانشير التي صمدت بقوة حتى الآن، وأخواتنا الموقرات في هيراتي، اللواتي رفعن بشجاعة صرخة الحقيقة، أن الناس لم يتخلوا عن مطالبهم، ويواصلون الكفاح من أجل الحقيقة".

 

وأضاف: "هؤلاء الأشخاص لا يتعبون ولا يهابون أي تهديدات.. يحدث الفشل فقط حين تتوقف عن النضال من أجل حقوقك. شعبنا يثق في الله وسيمضي قدما لبناء أفغانستان مزدهرة وحرة ومستقلة".

 

وكان أحمد مسعود قد نشر مقالًا بصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، الأسبوع الماضي، ذكر فيه أن الآلاف من قوات الكوماندوز وضباط الجيش الأفغاني لجأوا إلى إقليم بانشير الصعب التضاريس، داعيًا الغرب إلى مساعدته للوقوف في وجه طالبان.

 

ووفقًا لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، كان أمر الله صالح، نائب الرئيس الأفغاني المقرب من مسعود، قد ترك العاصمة كابول وتوجه إلى بانشير، وأعلن نفسه من هناك الرئيس الأفغاني بالإنابة؛ بعد فرار الرئيس الأفغاني أشرف غني، إلى الإمارات، يوم سقوط كابول في 15 أغسطس.

 

وُلد أحمد مسعود عام 1989، عام الانسحاب السوفييتي من أفغانستان بعد احتلال دام 10 أعوام وحرب مريرة بين الجيش السوفييتي والمقاومة الأفغانية التي كان تحالف الشمال بقيادة أحمد شاه مسعود أحد مكوناتها.

 

بعد التحاقه بمدارس في طاجيكستان وإيران، درس بين عامي 2010 و2011 بأكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية البريطانية المرموقة. كما حصل على درجة علمية في دراسات الحرب من جامعة "كينجز كوليج" البريطانية ودرجة الماجستير في السياسة الدولية من جامعة "سيتي" في لندن. وبعد عودته إلى أفغانستان في عام 2016 بدأ مسعود ينشط في مجال السياسة.

 

وفي سبتمبر 2019، ألقى خطاباً أمام حشد كبير في ضريح والده في وادي بانشير حيث أكد التزامه بمُثُل "الحرية والتحرر والعدالة وإقامة نظام إسلامي معتدل". وشجع المصالحة الوطنية ودعا إلى لامركزية السلطة في البلاد.

 

وبعد سيطرة طالبان على أفغانستان في أغسطس 2021 انضم مسعود إلى النائب الأول للرئيس أمر الله صالح في رفض حكم طالبان.

 

وفي 18 أغسطس 2021 قالت عنه صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أنه "قائد جبهة المقاومة الوطنية الأفغانية" ونشرت رسالة له في صفحة الرأي قال فيها إنه مستعد للسير على خطى والده "مع المجاهدين المستعدين لمقاومة طالبان مرة أخرى".

 

وناشد الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، مد يد العون له قائلاً: "بغض النظر عما يحدث، سندافع عن بانشير أنا والمجاهدون عن بنانشير؛ باعتبارها آخر معقل للحرية في أفغانستان، ومعنوياتنا عالية، نعرف من التجربة ما ينتظرنا، لكننا بحاجة إلى المزيد من الأسلحة والذخيرة والإمدادات".

 

وكتب مسعود في صحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية، في 17 أغسطس، مقالاً بعنوان "نحن المقاومة وعلى العالم أن يساعدنا" وقال فيها: "هذه المعركة هي مهمتي الآن وإلى الأبد. أنا ورفاقي في السلاح مستعدون لبذل دمائنا مع كل الأفغان الأحرار الذين يرفضون العبودية والذين أدعوهم للانضمام إلي في معقلنا في بانشير، وهي آخر منطقة حرة في بلادنا. بلدنا يعاني الويلات. أناشدكم أيها الأفغان من كل المناطق والقبائل، وأناشدكم الانضمام إلينا، وأدعوكم أيها الأفغان خارج الحدود والذين أفغانستان في قلوبهم لأخبركم أن لديكم أبناءً هنا في بانشير لم يفقدوا الأمل. وأناشد فرنسا وأوروبا والولايات المتحدة والعالم العربي وغيرهم الذين ساعدونا كثيراً في معركتنا من أجل الحرية ضد السوفييت في الماضي وضد طالبان قبل عشرين عاماً. فهل ستساعدوننا مرة أخرى؟".

 

وخلال زيارة له إلى باريس في مارس الماضي، صرح لوكالة "فرانس برس" إنه "قلق جداً" بشأن مستقبل أفغانستان ويشك في إمكانية نجاح محادثات السلام التي تجريها الولايات المتحدة مع طالبان. 

 

وقال إن الأفغان يشعرون بالقلق ونخشى "أن تغادر أمريكا أفغانستان وتتركنا لوحدنا في مواجهة طالبان".

 

وأعرب مسعود عن شكوك عميقة بالمفاوضات التي كانت تجريها الولايات المتحدة مع حركة طالبان في قطر وانتقدها بقوله: "الأفغان لا يقودون هذه المفاوضات بل هي مفاوضات بين الولايات المتحدة وطالبان، وما لم تتناول المفاوضات عملية توزيع السلطة على الجميع وتطبيق اللامركزية في أفغانستان؛ فلن نتمكن من حل أي مشاكل".