الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بالتقويم الهجري .. جهود شيخ الأزهر الدعوية والإنسانية في ذكرى مولده

شيخ الأزهر
شيخ الأزهر

سلط مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية الضوء على مسيرة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيّب شيخ الأزهر الشريف، في ذكرى مولده الهجري، التي توافق الثالث من شهر صفر.

مولده ونشأته 


ولد الإمام أحمد محمد أحمد الطيب الحسَّاني بقرية القُرنة غرب مدينة الأقصر في الثالث من صفر لعام: 1365هـ الموافق للسادس من يناير لعام: 1946م، لأسرة عريقة شريفة مشهورة بالعلم، والصلاح، ينتهي نسبها إلى سيدنا رسول الله.


وتربَّى في ساحة والده الشيخ محمد الطيب -رحمه الله-، وحَفِظ القرآن الكريم في صغره، وأتقن العديد من المتون العلميَّة على الطريقة الأزهرية الأصيلة.


التحق بعد ذلك -حفظه الله- بمعهد إسنا الديني، ثم بمعهد قنا الديني، ثم بشُعبة العقيدة والفلسفة بكلية أصول الدين بالقاهرة، وتخرَّج فيها بتفوق عام: 1969م، ثم عُيَّن معيدًا بالكلية. 
 

مسيرته العلمية والعملية


⁦▪️⁩حصل فضيلة الإمام الاكبر على درجة الماجستير شعبة العقيدة والفلسفة، عام: 1971م.
⁦▪️⁩حصل على الدكتوراه من الشعبة نفسها، عام: 1977م.
⁦▪️⁩سافر في مهمة علميَّةٍ إلى جامعة باريس بفرنسا عام: 1977م، وظل بها مدة ستة أشهر، ويُجِيد فضيلتُه اللغة الفرنسية إجادةً تامَّةً، ويترجم منها إلى اللغة العربية.
⁦▪️⁩حصل على درجة أستاذ بالكلية، عام: 1988م.
⁦▪️⁩انتُدِب عميدًا لكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بمحافظة قنا، عام: 1990م.
⁦▪️⁩انتُدِب عميدًا لكلية الدراسات الإسلامية بنين بأسوان، عام: 1995م.
⁦▪️⁩درَّس فضيلته بعددٍ من جامعات العالم الإسلامي في الرياض، والدوحة، والعين، وإسلام آباد.
⁦▪️⁩عُيِّن عميدًا لكلية أصول الدين بالجامعة الإسلامية العالمية بباكستان، في العام الدراسي 1999/ 2000م.
⁦▪️⁩عُيِّن مفتيًا لجمهورية مصر العربية من مارس 2002م، حتى سبتمبر 2003م.
⁦▪️⁩عُيِّن رئيسًا لجامعة الأزهر، من سبتمبر 2003م، حتى مارس 2010م. 
⁦▪️⁩وفي مارس 2010م تولى فضيلته إمامة مشيخة الأزهر الشريف حفظه الله ومتَّعه بالصحة والعافية.
⁦▪️⁩ويشغل فضيلته رئاسة هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، والمجلس الأعلى للأزهر، واللجنة الدينية باتحاد الإذاعة والتليفزيون، ومجلس أمناء بيت الزكاة والصدقات المصري، وغير ذلك من عضويات المجامع والمجالس والجمعيات والمؤسسات واللجان؛ مما لا يتسع المقام لذكره.
 

تصانيفه وترجماته


⁦▪️⁩لفضيلة الإمام مؤلفات عديدة منها: (مقومات الإسلام - آداب وقيم - البحث عن السلام - الجانب النقدي في فلسفة أبي البركات البغدادي - مباحث الوجود والماهيَّة من كتاب المواقف، عرض ودراسة - مدخل لدراسة المنطق القديم - بحوث في الفلسفة الإسلامية، بالاشتراك مع آخَرين - تعليق على قسم الإلهيات من كتاب تهذيب الكلام).
⁦▪️⁩وأبحاث منشورة في مجلات علمية مُحكَّمَة، منها: (أسس علم الجدل عند الأشعري - التراث والتجديد، مناقشات وردود - أصول نظرية العلم عند الأشعري - مفهوم الحركة بين الفلسفة الإسلامية والفلسفة الماركسية).
⁦▪️⁩بالإضافة لتحقيقاته، والتي منها: تحقيق رسالة «صحيح أدلة النقل في ماهية العقل» لأبي البركات البغدادي، مع مقدمة باللغة الفرنسية، نشرت بمجلة المعهد العلمي الفرنسي بالقاهرة.
⁦▪️⁩ولفضيلته مترجمات عديدة من الفرنسية للعربية، منها: (ترجمة المقدمات الفرنسية للمعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي - ترجمة كتاب: Osman Yahya,  Histoire et classification de l'oeuvre d'Ibn Arabi  من الفرنسية إلى العربية، بعنوان: «مؤلفات ابن عربي تاريخها وتصنيفها»).
⁦▪️⁩وأبحاث قُدِّمت للمؤتمرات والنَّدوات، منها: (نظرات في قضيَّة تحريف القرآن المنسوبة للشيعة الإماميَّة - ضرورة التجديد - الشيخ مصطفى عبد الرازق المفتَرى عليه).
 


الإمام الطيب ومواجهة التطرف الديني والإسلاموفوبيا


حرص الأزهر الشريف بقيادة إمامه الطيب أن يحافظ على وسطية الإسلام، التي حاول المتطرفون في طرفي النقيض أن ينالوا منها، وأن يشوهوا الإسلام بفهمهم السَّقيم لتعاليمه وأحكامه (الإرهاب)، أو ينشروا ثقافة التَّخويف من الإسلام (الإسلاموفوبيا).
وقد كان للإمام الأكبر موقفٌ واضحٌ في هذا الشَّأن، نابعٌ من الشعور بالمسئولية، ومُنطلِقٌ من مبدأ احترام المُشتركات الإنسانية، التي لا تختلف باختلاف دين أو لغة أو جنس، وكانت له خُطىً فاعلة في هذا الشأن، منها:
⁦▪️⁩إنشاء «مرصد الأزهر العالمي لمكافحة التَّطرف» باثنتي عشرة لغة؛ ليكون عين الأزهر النَّاظرة على العالم.
⁦▪️⁩إنشاء «مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية» باللغة العربية وعدد من اللغات منها: الإنجليزية والفرنسية والألمانية؛ للقضاء على فوضى الفتاوى، والرد الواعي والفوري على الفتاوى الشَّاذة والمُتطرفة.
⁦▪️⁩إنشاء «مركز الأزهر للتَّرجمة»؛ ليكون معنيًّا بترجمة الكتب التي من شأنها توضيح صورة الإسلام الحقيقية بإحدى عشرة لغة، وإرسالها إلى سفارات الدول الأجنبية والمنظمات الدولية في مصر وخارجها.
⁦▪️⁩إنشاء «مركز حوار الأديان بالأزهر الشريف»؛ ليكون بمثابة انطلاقة جديدة تعتمد الحوار الفكري والديني والحضاري مع أتباع الأديان والحضارات الأخرى سبيلًا للتَّوافق والتَّعايش، وللتأكيد على أنه لا سبيل للتَّعارف والسَّلام إلا بالجلوس على مائدة الحوار، وفتح قنوات اتصال بين مركز الحوار بالأزهر والمراكز المُهتمَّة بالحوار في مختلف دول العالم.
⁦▪️⁩إنشاء «وحدة بيان» التَّابعة لمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية؛ لتفكيك الأفكار المشوِّهة لتعاليم الإسلام، ومجابهةً للفكر اللاديني.
⁦▪️⁩إيفاد «قوافل السَّلام الدولية» إلى العديد من دول العالم بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين؛ لتعزيز السِّلم، ونشر ثقافة التَّسامح والعيش المشترك.
⁦▪️⁩إرسال «البعثات الأزهرية» لأكثر من 80 دولة؛ لنشر العلم الإسلامي الوسطي المُستنير.
⁦▪️⁩إطلاق «مشروع حوار الشَّرق والغرب»؛ ليكون النَّواة الأساسية لمفهوم التَّعددية والتَّكامل بين الشَّرق والغرب، وكان من أهم فعالياته «الملتقى الأول للشباب المسلم والمسيحي» الذي شارك فيه خمسون شابًّا من مختلف دول العالم.
⁦▪️⁩إنشاء «أكاديمية الأزهر لتدريب الأئمة والوعاظ والمُفتيين المصريين والوافدين»؛ لتعزيز وسطية الإسلام ونشرها -من خلال هؤلاء السفراء الأزاهرة الوسطيين- في ربوع العالم أجمع.
وغير ذلك من جهود فضيلة الإمام الأكبر في نشر وسطية الإسلام، ومجابهة التطرف والإسلاموفوبيا.
 

 

الإمام الطيب ودور الأزهر الإنساني


يضطلع الأزهر الشريف بقيادة شيخه الطيب بدور إنساني راقٍ في مصر والعالم يُولي الضُّعفاء والمرضى والمضطهدين اهتمامًا ودعمًا وإعانة، ويواسي المكروب، ويمسح دمعة المُصاب، ومن الأمثلة على ذلك:
⁦▪️⁩متابعة الأزهر الشريف وشيخه الطيب أحوال المسلمين حول العالم، ودعم المستضعفين منهم، واستنكار الممارسات العنصرية ضدهم.
⁦▪️⁩تسيير قوافل طبية وإغاثية دولية ومحلية، تضم نخبة من أساتذة كليات الطب بجامعة الأزهر الشريف في مختلف التخصصات؛ لإجراء العمليات الجراحية، وما يلزمها من فحوص طبية دقيقة؛ لتخفيف معاناة المُحتاجين، وآلام المرضى.
⁦▪️⁩تدخلات فضيلة الإمام الطيب لدعم بعض الحالات الإنسانية الفردية، ككفالة سفر بعض الطلاب الوافدين إلى بلدانهم، وتحمُّله تكاليف تعليم بعض الأطفال غير القادرين، أو أصحاب الإنجاز الكبير من محدودي الدَّخل.
⁦▪️⁩تبرُّع فضيلة الإمام بقيمة «جائزة الأخوة الإنسانية» لدعم المحتاجين، وسداد ديون الغارمين والغارمات.
⁦▪️⁩مُضاعفة الإعانة الشَّهرية للمُستحقين المستفيدين من خدمات «بيت الزكاة والصدقات المصري» أحد ابتكارات فضيلة الإمام الأكبر -حفظه الله-.
⁦▪️⁩تكاتف الأزهر مع باقي مؤسسات الدولة المصرية في مواجهة جائحة فيروس كورونا، وتبرعه بخمسة ملايين جنيه لصالح صندوق «تحيا مصر».
⁦▪️⁩تكفُّل شيخ الأزهر بتعليم أبناء الأطباء الذين كانوا في صفوف المواجهة الأولى ضد فيروس كورونا المستَجِد، وكانوا ضمن ضحاياه.
وغير ذلك من جهود فضيلة الإمام الأكبر في تعزيز دور الأزهر الإنساني.
 

تكريمات وأوسمة 


⁦▪️⁩تسلَّم فضيلته «جائزة الشخصية الإسلامية»، التي حصلت عليها جامعة الأزهر من سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي عام: 2003م. 
⁦▪️⁩مَنَح الملك عبد الله الثاني ملك المملكة الأردنية الهاشمية فضيلتَه «وسام الاستقلال من الدرجة الأولى»، و«شهادة العضوية في أكاديمية آل البيت الملكية للفكر الإسلامي»؛ تقديرًا لما قام به فضيلتُه من شرح جوانب الدين الإسلامي الحنيف بوسطية واعتدال، أثناءَ مشاركته في المؤتمر الإسلامي الدولي الذي عُقِد بالأردن عام: 2005م.
⁦▪️⁩تسلَّم فضيلتُه جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم «شخصية العام الإسلامية» عام: 2013م.
⁦▪️⁩نال فضيلته جائزة «شخصية العام الثقافية»، المقدمة من هيئة جائزة الشيخ زايد الدولية للكتاب عام: 2013م.
⁦▪️⁩اختير فضيلته «شخصية العام من دولة الكويت» بمناسبة اختيارها عاصمة الثقافة الإسلامية لعام: 2016م.
⁦▪️⁩مَنَح سمو الشيخ صباح الأحمد الصباح أمير دولة الكويت فضيلتَه «وسامَ دولة الكويت ذا الوشاح من الدرجة الممتازة» عام: 2016م، لخدماته الجليلة التي قدمها لنشر وسطية الدين الإسلامي، والدفاع عن المسلمين في العالم.
⁦▪️⁩قلدت جامعة «بولونيا» الإيطالية، أقدم وأعرق جامعات أوروبا، فضيلته «وسام السجل الأكبر» عام: 2018م؛ مشيرةً إلى أنه يجسد نموذج عالم الدين المنفتح، والمعتدل، الذي يكرس حياته لمواجهة الأفكار المتطرفة، ونزعات الكراهية والإقصاء، ويوضح تعاليم الأديان الحقيقية، القائمة على التَّسامح والحوار وقبول الآخر.
⁦▪️⁩مُنِح فضيلته 6 شهادات دكتوراه فخرية من جامعة «أوراسيا الوطنية» بكازاخستان، و«أكاديمية أوزبكستان الإسلامية الدولية»، وجامعة «أمير سونجكلا» التايلاندية، وجامعة «مولانا مالك إبراهيم الإسلامية» بإندونيسيا، وجامعة «الملايا» بالعاصمة الماليزية كوالالمبور، وجامعة «بنى سويف» المصرية في العلوم الاجتماعية.
⁦▪️⁩وفي عام: 2020م منحت ماليزيا فضيلتَه لقب «الشخصية الإسلامية الأولى»؛ تقديرًا لمساهماته في خدمة الأمة الإسلامية.
وفي ختام هذا التَّعريف نودّ أن نشير إلى أنَّ ما ذُكر فيه لم يكن إلا غيضًا من فيضٍ، وقليلًا من كثيرٍ، حاولنا فيه أن نضع بين أيديكم الملامح الرئيسة لسيرة فضيلة الإمام النَّيِّرة، ومسيرته العامِرة، وشخصيته الفذَّة المُؤثرة؛ حتى يقتدي بها المُقتدُون في مجالات تميزها وتفوُّقها كافَّة.
حَفِظ اللهُ الإمامَ الأكبر ورعاه، وبارك علمَه وعملَه ومسعَاه، وأيَّده وسدَّده وتولَّاه، إنَّه سُبحانه وليُّ ذلك ومولَاه.