الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لا تخافوا لكن احذروا.. كيف يتعامل الطب النفسي مع المتهمين في عنبر 8 غرب؟

مريض نفسي
مريض نفسي

استعرضت أمس محكمة جنايات الجيزة تقرير الطب النفسي حول الحالة العقلية لقذافي فراج عبد العاطي الشهير بـ "سفاح الجيزة" عقب 60 يوما قضاها تحت الملاحظة بمستشفى الأمراض النفسية والعصبية لبيان حالته العقلية وقت قيامه بقتل زوجته المجني عليها فاطمة زكريا. 

وكشف التقرير عن أن المتهم لا يعاني من أي أمراض نفسية أو عصبية، كما أنه سليم تمامًا وليس كما ادعى البعض أن هناك خللًا في قُواه العقلية جعله يرتكب تلك الأفعال من قتل وذبح ودفن ضحاياه في المنزل.

وتفتح تلك القضية ملف التعامل مع المتهمين في جرائم ويتم اخضاعهم للكشف النفسي وملاحظة قواهم العقلية وكيفية التعامل معهم داخل عنابر مستشفى العباسية للأمراض النفسية والعصبية. 

 

عنبر 8 غرب 

"عنبر 8 غرب" الذي ذكر في فيلم الفيل الأزرق ويقوم الدكتور يحيى راشد "الفنان كريم عبد العزيز" بتوقيع الكشف الطبي والنفسي على عدد من المحتجزين جنائيا لبيان سلامة قواهم العقلية وتحديد مسئوليتهم الجنائية عن الجرائم التي ارتكبوها يجسد بعض الحقائق.. وعلى الرغم من كون الدكتور يحيى شخصية خيالة الا ان عنبر 8 غرب ليس خياليا ويتواجد بالفعل داخل مستشفى العباسية. 

عنبر المسجونين أو "8 غرب" كما كان يطلق عليه منذ 20 عاما يودع به المتهمين المشتبه إصابتهم بأمراض نفسية ومتورطين في قضايا جنائية، ويكون تواجدهم في المستشفى بناءًا على قرار النائب العام أو المحكمة المختصة لإيداعهم في وحدة الطب الشرعي وهو مبنى مستقل عليه حراسة مشددة ويحيط بمبنى وحدة الطب النفسي الشرعي اسلاك شائكة وابراج حراسة معينة من وزارة الداخلية خاصة ان بداخله متهمين اغلبهم خطرين ومدة الإيداع 45 يومًا أو شهرين متتاليين؛ لملاحظتهم والكشف على قواهم العقلية.

بمجرد دخول المتهم المستشفى يكون الأطباء وطقم التمريض مسئولين عن ملاحظته فقط، لكن هناك لجنة ثلاثية تكون مسئولة عن تشخيص المرض وهذه اللجنة تكون مكونة من ثلاثة أشخاص أحدهم أستاذ جامعي "القاهرة، عين شمس، الأزهر"، واستشاريين صحة نفسية من مستشفى العباسية، وتجلس معه هذه اللجنة بمفرده عدة مرات وتكون النتيجة إما أن يكون مؤهل عقليًا ونفسيًا لارتكاب الجريمة ومسئول عن تصرفاته، وهذا يتم إحالته للمحاكمة القانونية ويتم والحكم عليه، وهذا دائمًا يكون مدعي ووجوده مدة طويلة 45 يومًا تكشف حقيقة إدعائه حيث أن التشخيص يكون مسئولية اللجنة وحدها.

كما أن اللجنة مسئولة في تقريرها عن الكشف عن طبيعة المتهم وحالته النفسية وقت ارتكاب الجريمة، وهذا يعتمد على حرفية اللجنة حيث إنها لا تكون متواجدة معه وقت ارتكاب الجريمة، ولكنها تستطيع الحكم على المتهم بسهولة عقب ملاحظته وسؤاله ومناقشته.

وهناك حالات من الغضب العارم تدفع أي شخص أن يرتكب جريمته، ويدعى المرض النفسي وهذا يتم التفرقة بينه وبين أزمة المرض النفسي المؤقتة، حيث أن المرض النفسي ينقسم إلى أعراض دائمة أو مؤقتة، واللجنة تستطيع التفرقة بحكم عملها وخبرتها بينهما، وإذا أثبتت اللجنة أن المتهم مريض نفسي وغير مسئول عن أفعاله يتم إيداعه في مستشفى الخانكة والسيدات في قسم الإيداع بمستشفى الأمراض العقلية، وعقب ذلك يتم متابعة حالته من خلال لجان صحية كل سنة، وهذا حق قانوني له ويحكم عليه إذا تعافى أو تحسن من عدمه، وقد يتعافى المريض وهنا يأتي دور الأخصائي الاجتماعي الذي يقوم بدرس البيئة المحيطة بالمريض من عمله وعائلته وأصدقائه، ويتعهدوا بمتابعته كل فترة حتى لا يرتكب جريمة مرة أخرى وهنا يأتي قرار الإفراج عنه من المصحة.

 

60 يوما لسفاح الجيزة داخل 8 غرب 

عنبر "8 غرب" الخاص بالمتهمين الجنائيين الذين يخضعون للملاحظة النفسية قضى قذافي فراج أو سفاح الجيزة 60 يوما داخل عنبر مماثل ما ان تم تحديد موعد لاستقباله عقب مخاطبة النيابة العامة لمستشفى الأمراض النفسية فى العباسية أو الخانكة، لتحديد موعد لإيداعه عقب توفر مكان له داخل إحداهما. 

وذكر مصدر قضائي أن المتهم بارتكاب جريمة ويتم إخضاعه للكشف النفسي يمر بعدة مراحل يتضمن نتيجتها التقرير النهائي الذي يكتبه الطبيب النفسي ويسلمه للنيابة أو محكمة الجنايات حول الملاحظة والحالة العقلية للمتهم طوال فترة مكوثه بالمستشفى وما إذا كان يعاني من مرض نفسي أو عقلي. 

ويضيف المصدر أن المتهم الذى يتم عرضه على الطب النفسى، يخضع للكشف من قبل لجنة مختصة من أساتذة الطب النفسى، ويوضع تحت الملاحظة الفترة التي تحددها النيابة او المحكمة للتأكد من حقيقة إصابته بمرض نفسى دفعه لارتكاب الجريمة، أم أن الأمر مجرد محاولة للهروب من العقوبة المقررة قانونًا.

وتبدأ دورة دخول المريض المستشفى من مكتب النائب العام الذى يرسل المتهم ليحدد هل هو مسؤول عن فعله أم لا، وما مدى قوته العقلية، ويودع فى جناح خاص بعد رأى الطب الشرعى النفسى، وذلك عند الشك فى قواه العقلية بعد مرحلة الفحص التى تثبت قيامه بالفعل فى غير وعيه، أو وجود خلل عقلى ما لديه. 

ويصدر تقرير ملاحظة الحالة بناء على سلوكياتها كما يتم اخضاعها لعدة اختبارات، مثل اختبار الذكاء، واختبار بندر جشطلت البصرى الإدراكى، واختبار رسم اليد الإسقاطى، ويوضع المتهم تحت الملاحظة لمعرفة إذا كان قام بالفعل ومدرك لما ارتكبه أم لا، ثم يرسل التقرير للنيابة أو هيئة المحكمة. 

كما يلاحظ خلال الفترة التي يقضيها المتهم بالمستشفى سلوكياته وطريقة تناوله الطعام والتحدث مع زملائه من المرضى، وطريقة الحديث والسلوك العام له، ويتم تدوين ذلك في تقرير يومي بمعرفة التمريض والطبيب فيما يخضع لإجراء عدة إجراءات طبية منها إجراء رسم للمخ، وأشعة مقطعية على المخ.