الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد دعوة شيخ الأزهر لتبني برامج عالمية للتحذير من خطورة السفه..عضو هيئة كبار العلماء: الأب مسئول عن إسراف أطفاله .. ومساعد أمين البحوث الإسلامية: الأعمال الفنية دورها مهم في معالجة التبذير

الدكتور أحمد الطيب
الدكتور أحمد الطيب شيخ الازهر

عضو هيئة كبار العلماء:

 الأب مسئول عن إسراف أطفاله وأفراد أسرته

الله أمرنا بالمحافظة على الأموال وعدم التبذير فى كل شيء

مساعد أمين البحوث الإسلامية:

الأعمال الفنية دورها مهم في معالجة الإسراف عند الأطفال

 

دعا فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، تبني برامج عالمية وأعمال فنية للتحذير من خطورة السفه والتبذير . 

 

وحذر فضيلته من خطورة انتشار صور التبذير والإسراف والسفه في مجتمعاتنا العربية، مطالبًا بضرورة تبني برامج عالمية وأعمال فنية توضح للناس خطورة هذا الأمر، قائلا " أنا عشت بين أسر أجنبية، ورأيت الذين يمتلكون الأموال لا ينفقونها بهذه الصورة، وليست لديهم متع بهذه الصورة، لأنهم يركزون على تعليم المسؤولية، ويعلمون أنَّ الحياة مسؤوليات،  ولكن هنا في العالم العربي لا نركز على تربية تعلم المسؤولية بدليل أنَّ أبناءنا وبناتنا - في شريحة معينة - من كثرة المال والرفاهية، يريدون أنْ يفعلوا كل شئيء، حتى وصل الأمر بهؤلاء الأبناء في بعض الأحيان إلى الانتحار، لأنه تعود أن يَطلب فيُطاع، مؤكدًا أنَّ هذه التربية تربيةٌ فاسدة، وأنَّ أول ضحايا هذه التربية الفاسدة هو الولد أو البنت.

 

وأوضح فضيلة الإمام الأكبر أنَّ الإسلام تدخَّل ومنع السفه والتبذير والإسراف بلا داع، مؤكدا أنه لا يمكن أن يحل المال محل التربية السليمة أبدًا، وأنَّ الحكمة من تدخل الشريعة والقرآن مع الغني في أمواله، هي تنظيم المسار لمصلحته ومصلحة أبنائه، كما أن الإسلام راعى في النظام المالي مصلحة المجتمع من حقوق في مال هذا الفرد مثلما راعى حقوق أسرته ونبه على أن التقصير بالحقوق هنا أو هنا يخل بالنظام العالمي وهو ما نعيشه الآن.

 

قال الدكتور محمود مهنا عضو هيئة كبار العلماء، إن الاب هو المسئول عن تبذير الأطفال وأى فرد فى الأسرة، لأن الله قال فى كتابه الكريم (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ )). 


وأضاف "مهنا"، فى تصريح خاص لـ "صدى البلد"، أن الرجل هو المسئول عن زوجته وأبنائه وبناته فيجب أن يكون قدوة وأن يعلم أبناءه عدم التبذير والإسراف، فالطفل الآن أصبح يكلف أباه بأن يشترى له موبايل بثمن غال، فهذا الأب يكون مبذرا وضارا للمجتمع، ولكنه إذا ما طلب الطفل يجب على الأب أن يحكي له كيف كان الرسول صلى الله عليه وسلم يفعل مع أبنائه وأحفاده ومع أولاد المسلمين، فالأب هو المسئول عن تبذير الطفل، فإن كان الأب وسطياً جاء أبناؤه وسطيين وإن كان مبذراً فجاء أبناؤه مبذرين، فكما أن الأب مسئول الأم أيضًا مسئولة عن تربيتهم تربية سوية. 

 

وتابع: أنه فى الزمن الأول كان الآباء يعلمون أبناءهم تحمل المسئولية حتى أن عبدالله بن عمر جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فى غزوة بدر وكان ابنه 14 عاماً فأراد أن يدخل فى الجهاد فقال له النبي انك صغير فعندما بلغ 15 فى غزوة أحد انضم الى الجيش، إذن النبي صلى الله عليه وسلم هو المثال الاول  للكبير والصغير، وبيًن للأطفال المسئولية من 15 عاما وهو يجاهد فى سبيل الله، كذلك سيدنا سعد بن معاذ كان صغيراً فى السن وكان رئيسا لقومه ومن أعظم المجاهدين والمحبين للأوطان لأنه تعلم من رسولنا الكريم الأدب والأخلاق والجهاد فى سبيل الله والمحافظة على الاوطان، فإن كان الاب محترماُ متديناً وطنياً ومسئولاً يعمل ليلاً ونهاراً فإن ابناءه سيكونون مثله، فالإنسان مسئول أمام ربه وليكن مسئولاً عن ابنه ومذاكرته وعمله وحياته .

 

وأضاف إن الله عز وجل نهانا عن الإسراف وبيّن جزاء المسرفين، فى قوله تعالى (( وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيراً* إِنَّ الْمُبَذرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ)) كما أمرنا بالمحافظة على الاموال، ويجب على كل مغتنٍ أن يكون وسطيا فى كل شيء فلا يغره ماله الكثير الذي معه ويصرف هنا وهنا. 


وأوضح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إماما للمتوسطين فى كل شيء، وكان ربما يمر عليه اليوم واليومان ولا يطعم حتى الشعير، تقول احدى أمهات المؤمنين (( ما شبع آل محمد من الشعير يومين قط ))، مُشيراً الى أن الاسلام قال لنا فى القرآن الكريم (( وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا ))  أى يجب علينا أن نكون وسطيين فى كل شيء العقيدة والشرعية والأموال والحركة والسكون.

 

وأشار الى أن الإسلام أمرنا أن ندخر بعض الاموال لبناء المجتمعات والاسر وعدم ضياع الاولاد، ولذلك يقول صلى الله عليه وسلم ((كفى المر إثماً ان يضيع من يعول )) وأن نتخذ الأموال ذخيرة لنا وحفظنا لأسرنا ولمجتمعنا فلا نسرف ولا نبذر ولا نرمى بالأموال هنا وهنا . 

 

وتابع: أن الله عز وجل أمرنا بعدم التبذير فى كل شيء فى الطعام والزينة وجاء ذلك كله فى آية واحدة فى قوله تعالى (( وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ )) فهذه الآية أعطتني عدم الاسراف فى الاكل والشرب، فلو اخذ المجتمع بهذه الآية فقط لأصبح من المجتمعات الأولى التى لها وزن واعتبار. 

 

من جانبها قالت الدكتورة إلهام شاهين مساعد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية لشئون الواعظات ، إنه لا أحد منا إلا ويقدر أهمية وخطورة التبذير والإسراف الذي قد يصل إلى مرحلة السفه ، ونعلم أضراره على النفس والمجتمع وعلى اقتصاد الدول ومواردها المالية والغذائية والاقتصادية وفضيلة الإمام الأكبر حفظه الله يؤكد على كل هذه المعاني. 

 

وأضافت «شاهين» خلال تعليقها على بيان شيخ الأزهر الذي دعا فيه إلى تبني برامج عالمية وأعمال فنية للتحذير من خطورة السفه والتبذير أن فضيلة الإمام شيخ الأزهر  الدكتور أحمد الطيب  ينبه إلى أهمية التجديد في  تناول هذا الموضوع ، حتى يكون هناك عوامل جذب جماهيرية في العرض والتناول ،ويدعو إلى استخدام لغة العصر ووسائله في استعراض الإسراف والتبذير والسفه بالأعمال الفنية بكل صورها وأشكالها .

 

وأشارت إلى أن هناك الدراما التي يمكن أن تقدم في كل يوم صورة من صور الإسراف والتبذير والسفه في الإنفاق وتبين ضررها على نفس الشخص المسرف وعلى نفوس من حوله وعلى المجتمع ككل،  والأضرار التي تصيب الاقتصاد والغذاء والكساء .

 

ونوهت إلى أنه يمكن أن يتم تناول تلك الموضوعات الهامة في الأعمال الكرتونية للأطفال ونعيد إلى الناس فن المونولوج الذي كان يعالج كثيرا من مشكلاتنا بكلمات نقد لاذعة في دقائق يحفظها الكبار والصغار لسهولتها وجاذبيتها وهذا هو الفن الهادف.