الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مساعد أمين البحوث الإسلامية:الأعمال الفنية دورها مهم في معالجة الإسراف عند الأطفال

الدكتورة الهام شاهين
الدكتورة الهام شاهين

قالت الدكتورة إلهام شاهين مساعد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية لشئون الواعظات ، إنه لا أحد منا إلا ويقدر أهمية وخطورة التبذير والإسراف الذي قد يصل إلى مرحلة السفه ، ونعلم أضراره على النفس والمجتمع وعلى اقتصاد الدول ومواردها المالية والغذائية والاقتصادية وفضيلة الإمام الأكبر حفظه الله يؤكد على كل هذه المعاني. 

 

وأضافت «شاهين» خلال تعليقها على بيان شيخ الأزهر الذي دعا فيه إلى تبني برامج عالمية وأعمال فنية للتحذير من خطورة السفه والتبذير أن فضيلة الإمام شيخ الأزهر  الدكتور أحمد الطيب  ينبه إلى أهمية التجديد في  تناول هذا الموضوع ، حتى يكون هناك عوامل جذب جماهيرية في العرض والتناول ،ويدعو إلى استخدام لغة العصر ووسائله في استعراض الإسراف والتبذير والسفه بالأعمال الفنية بكل صورها وأشكالها .

 

وأشارت إلى أن هناك الدراما التي يمكن أن تقدم في كل يوم صورة من صور الإسراف والتبذير والسفه في الإنفاق وتبين ضررها على نفس الشخص المسرف وعلى نفوس من حوله وعلى المجتمع ككل،  والأضرار التي تصيب الاقتصاد والغذاء والكساء .

 

ونوهت إلى أنه  يمكن أن يتم تناول تلك الموضوعات الهامة في الأعمال الكرتونية للأطفال ونعيد إلى الناس فن المونولوج الذي كان يعالج كثيرا من مشكلاتنا بكلمات نقد لاذعة في دقائق يحفظها الكبار والصغار لسهولتها و  جاذبيتها وهذا هو الفن الهادف.


وأوضحت أن فضيلة الإمام الأكبر ينبه الى أن هناك ما يمكن أن نعالج به تلك القضايا من خلال وضع برامج توعية دينية واجتماعية تقام في المدارس والجامعات ومراكز الشباب ودور الرعاية يتكاتف من خلالها كل منظمات المجتمع وهيئاته ومؤسساته للعمل معا على التوعية بخطورة الإسراف والتبذير وما يؤدي إليه كل منهما.

 

وقالت: معنى عدم محبة الله للمسرفين أنه لا يثيب المسرف على عمله ويحاسبه عليه أشد الحساب  بل إنه وصف المبذرين بأنهم إخوان الشياطين الذين يكفرون بنعمة الله فقال الله تعالى(( یَـٰبَنِیۤ ءَادَمَ خُذُوا۟ زِینَتَكُمۡ عِندَ كُلِّ مَسۡجِدࣲ وَكُلُوا۟ وَٱشۡرَبُوا۟ وَلَا تُسۡرِفُوۤا۟ۚ إِنَّهُۥ لَا یُحِبُّ ٱلۡمُسۡرِفِینَ)) [الأعراف ٣١].

 

وكان فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، قال إنَّ للابتلاء أنواعا تختلف عن بعضها باختلاف المنظور، وأنَّ الشخص المبتلى إنْ كان من الطائعين فإنَّ الحكمة من ابتلائه هي رفع درجاته، وإنْ كان من العاصين فابتلاؤه يكون تكفيرًا لذنوبه، مؤكدًا أنَّ الابتلاء كله خير، سواء كان للعبد المذنب أو للعبد الطائع فهو خير في كل الأحوال ما لم يقنط.

 

وأشار فضيلة الإمام الأكبر خلال برنامجه الأسبوعي "حديث شيخ الأزهر" الذي يذاع على الفضائية المصرية، إلى أنَّ هناك شكلاً آخر من صور الابتلاء يكون  باعتبار النظر إلى فقر الشخص وغناه، فإنْ كان الابتلاء للعبد بالفقر فالمطلوب منه الصبر، أمَّا إذا كان العبد المبتلى غنياً فالمطلوب منه الشكر، موضحًا أنَّ الشكر هنا ليس التلفظ بكلمة "الحمد لله والشكر لله" فقط ويأخذ المال ويستمتع به، إنَّما يكون الشكر هنا من جنس ما أنعم الله به عليه، فإنْ أنعم الله عليه بالمال فعليه أنْ يُخرج من هذا المال القدرَ المبين في الشرع، ويقول الحمد لله الذي وفقني أنْ انتصر على نوازع نفسي وأُخرج هذا القدر الذي أنعم الله عليَّ به.

 

وحذر من خطورة انتشار صور التبذير والإسراف والسفه في مجتمعاتنا العربية، مطالبًا بضرورة تبني برامج عالمية وأعمال فنية توضح للناس خطورة هذا الأمر، قائلا " أنا عشت بين أسر أجنبية، ورأيت الذين يمتلكون الأموال لا ينفقونها بهذه الصورة، وليست لديهم متع بهذه الصورة، لأنهم يركزون على تعليم المسؤولية، ويعلمون أنَّ الحياة مسؤوليات،  ولكن هنا في العالم العربي لا نركز على تربية تعلم المسؤولية بدليل أنَّ أبناءنا وبناتنا - في شريحة معينة - من كثرة المال والرفاهية، يريدون أنْ يفعلوا كل شئ، حتى وصل الأمر بهؤلاء الأبناء في بعض الأحيان إلى الانتحار، لأنه تعود أن يَطلب فيُطاع، مؤكدًا أنَّ هذه التربية تربيةٌ فاسدة، وأنَّ أول ضحايا هذه التربية الفاسدة هو الولد أو البنت.

 

وأوضح فضيلة الإمام الأكبر أنَّ الإسلام تدخَّل ومنع السفه والتبذير والإسراف بلا داع، مؤكدا أنه لا يمكن أن يحل المال محل التربية السليمة أبدًا، وأنَّ الحكمة من تدخل الشريعة والقرآن مع الغني في أمواله، هي تنظيم المسار لمصلحته ومصلحة أبنائه، كما أن الإسلام راعى في النظام المالي مصلحة المجتمع من حقوق في مال هذا الفرد مثلما راعى حقوق أسرته ونبه على أن التقصير بالحقوق هنا أو هنا يخل بالنظام العالمي وهو ما نعيشه الآن.