الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الله يحب الجمال.. خطيب المسجد الحرام يحذر من الإسراف وتجاوز التجمل المشروع إلى المذموم

خطيب المسجد الحرام
خطيب المسجد الحرام

 قال الشيخ الدكتور فيصل بن جميل غزاوي، إمام و خطيب المسجد الحرام، إن من أسماء الله الحسنى الجميل، مشيرًا إلى أنه مما يحسن بيانه أن قوله -عليه الصلاة والسلام- عن ربنا ذي الجلال والإكرام: ( يُحِبُّ الْجَمَالَ)  ينتظم دين الله كلَّه.

وأوضح «غزاوي»خطيب المسجد الحرام خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمةً، أنه تتناول محبته سبحانه للجمال أن يُجمِّل المرء قوله وقلبه وجوارحه وأعماله، فيحب من عبده أن يجمل لسانه بالذكر وأطيب الكلام وأحسن الحديث، ويجمل قلبه بالإخلاص والمحبة والإنابة والتوكل وغيرها من العبادات التي تزكي القلب.

وتابع خطيب المسجد الحرام : كما يجمله بإبعاده عن أمراضه؛ من ضغينة وحسد وغش وخيانة وعجب وغرور وغير ذلك، فهي تتنافى مع ما ينبغي أن يكون عليه القلب من جمال وبهاء، ويجمل جوارحه بالطاعات والأعمال الصالحات، ويجمل سيرته وسلوكه بالأخلاق الفاضلة والآداب الكريمة، ويجمل بدنه وهيئته بإظهار نعم الله عليه في لباسه، وتطهيرِه له من الأنجاس والأحداث والأوساخ.

وأضاف: والحرصِ على نظافة جسده وطيب ريحه بالاغتسال والتطيب وإزالة الأدناس والأقذار والروائح الكريهة، وتعاهدِ سنن الفطرة من الختان وتقليم الأظفار ونتف الإبط وحلق العانة وقص الشارب، مع الاقتصار في الزينة على ما أباح الله منها، محذرًا من التشبه بأعداء الله مما هو من خصائصهم في لبساهم وهيئاتهم.

وحذر عند التزين والتجمل من الإسراف والمخيلة وتجاوز التجمل المحمود المشروع إلى المذموم الممنوع بحيث يرى القبيح حسناً، وتغييرَ خلق الله زينةً وجمالاً، فلا عجب عندئذ أن يصبح في نظره إظهارُ مفاتن الجسد والتبرجُ والسفور وترك العفة عند المرأة، والتخنثُ والميوعة عند الرجل، من مظاهر الجمال والمحاسن، وهذا انتكاس في الفطرة وانحراف في السلوك وفساد في الذوق ونبذ لتعاليم الإسلام.

 وأشار إلى أن التدين بالإسلام هو تمثل قيم الجمال والتزين بأنوارها في السلوك والوجدان، ومتى أسلم المرء جَمُل حاله وازدانت فعاله وحسنت خصاله، فهذا شاعر أدرك الإسلام كبيرا فأنشد مستشعرا عظيم الفضل وجزيل المنة، مستشهدًا النبي -صلى الله عليه وسلم-: «ألا وإنَّ في الجَسَدِ مُضْغَةً، إذا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وإذا فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، ألا وهي القَلْبُ» و في هذا دلالة على عناية الإسلام بتجميل الباطن وتزيينه، حتى إذا أخذت الروح جمالها، سرى ذلك بالضرورة إلى ظاهر العبد فكساه وزينه بمحاسن الإسلام الظاهرة في تشريعاته وأحكامه، المحققة للسعادة والفلاح في الدارين.