تحل علينا اليوم، ذكرى ميلاد الإمام جلال الدين السيوطي، أحد علماء الدين الإسلامي الذي كان مفخرة عصره وطاف العديد من دول العالم لتلقي العلم ونشره.
الإمام السيوطي، رحمه الله، يمثل ظاهرة مبهرة في تاريخنا العلمي المجيد، حيث سطعت شمسه في أرض الكنانة بمصر في أواخر القرن التاسع الهجري وأوائل القرن العاشر، فشكل مدارا للعلوم، دار في فلكه الباحثون والعلماء على مدى خمسة قرون.
تعريف جلال الدين السيوطي
هو جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد جلال الدين الخضيري الشافعي، ولد في رجب سنة 849 هجرية، وتوفي عن إحدى وستين عاما.
حفظ جلال الدين السيوطي، القرآن في سن الثامنة من عمره، كما حفظ عمدة الأحكام ، والمنهاج الفرعي في الفقه للإمام النووي.
تتلمذ الإمام السيوطي على يد مائة وخمسون عالما في علم الرواية عن طريق السماع، أبرزهم: الشيخ علم الدين البيقي ، والشيخ المنياوي، والشيخة أم هانئ بنت أبي الحسن الهوريني، وآسيا بنت جار لله بن صالح الشيباني.
درس الإمام السيوطي علوم الفقه ، وحصل على الإجازة في العلوم العربية، في سن السابعة عشر من عمره، وبرع في علوم الدين واللغة والتاريخ.
رحل الإمام السيوطي للدراسة ، إلى عدة مدن في مصر وأتصل وأخذ عن رجال العلم، ثم سافر إلى عدد من البلدان العربية في الشام والحجاز واليمن والمغرب، ورحل إلى الهند ومالي وتشاد.
الإمام السيوطي رغم أنه لم يكمل الـ 60 من العمر، إلا أنه ترك لنا تراثا يزيد على ألف مؤلف من تأليفه، شكلت مرجعا لدارسي الماجستير والدكتوراه في مختلف الكليات الشرعية، وللباحثين في أقسام الدراسات الإسلامية في العالم، في الحديث والتفسير وعلوم اللغة والفقه وغير ذلك من العلوم.
مؤلفات الإمام السيوطي
الإمام السيوطي كان دائرة معارف متكاملة، حيث ترك لنا مؤلفات في قضية التجديد وأهم المجددين عبر تاريخنا الإسلامي مثل كتاب (تحفة المهتدين في اخبار المجددين)، ومؤلفات في الاجتهاد الفقهي الذي يحل كثيرا من أزماتنا المعاصرة مثل كتابه (الرد على من أخلد إلى الأرض وجهل أن الاجتهاد في كل عصر فرض)، ومؤلفات في حماية الآثار تفيدنا اليوم ضد تيارات التطرّف التي تدمر الآثار القديمة مثل كتابه (تحفة الكرام، في خبر الأهرام)، ومؤلفات في الحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية مثل كتابه (الجهر بمنع البروز والتعدي على النهر)، مما يدل على أنه كان سابقا لزمانه وترك لنا تراثا يفيدنا اليوم.