الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كيف أثرت التغيرات المناخية على نوبل؟|رسائل خفية من مانحي الجائزة لقادة العالم

جائزة نوبل
جائزة نوبل

بعد التغيرات المناخية التي أصابت كوكب الأرض، وتسببت في أعاصير وفيضانات، وأيضا ارتفاع درجات الحرارة إلى حالات غير مسبوقة، أصبح للتغيرات المناخية تأثير كبير في مجال آخر وهو مجال توزيع الجوائز العلمية، فقد ارتبطت جائزة نوبل هذا العالم بجدل كبير حول أزمة التغيرات المناخية، وجاء توزيع الجائزة ليسلط الضوء على الجهود الكبيرة التي بذلها 3 علماء على مدار عشرات السنوات لفهم الأنظمة المناخية المعقدة في الأرض.

العلماء الثلاثة

وحصل كل من الياباني سيوكورو مانابي (90 عامًا)، والألماني كلاوس هاسلمان (89 عامًا)، والإيطالي جورجيو باريزي (73 عامًا)، على جائزة نوبل في الفيزياء، وذلك تقديرا لإسهاماتهم العلمية الكبيرة.

وقالت الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم، إن العالمين مانابي وهاسلمان، اقتسما نصف الجائزة البالغة 100 مليون كرونة سويدية، أي ما يعادل 1.15 مليون دولار أمريكي، لعملهما على تطوير نماذج حاسوبية لمناخ الأرض يمكنها التنبؤ بتأثير الاحتباس الحراري.

أما النصف الآخر من الجائزة فقد ذهب إلى الإيطالي جورجيو باريزي، وذلك لاكتشافه تفاعل الفوضى والتقلبات في الأنظمة الفيزيائية من المقاييس الذرية إلى المقاييس الكوكبية، وهو الاكتشاف الذي قالت عنه اللجنة إنه يجعل من الممكن فهم العديد من المواد والظواهر المختلفة والعشوائية ووصفها بالكامل.

ويستعرض "صدى البلد"، قصص هذه الاكتشافات، والتي من شأنها أن تزيد حجم المعرفة البشرية بمدى تغير مناخ الأرض في المستقبل وتأثير ذلك علينا، خلال السطور التالية.

جهود العلماء الثلاثة

وضع سيوكورو مانابي وكلاوس هاسلمان، الأساس لمعرفتنا بمناخ الأرض وكيف يؤثر البشر فيه، وساهم جورجيو باريزي في نظرية المواد المضطربة والعمليات العشوائية، وتتميز الأنظمة المعقدة بالعشوائية والفوضى وكذلك صعوبة الفهم، لكن نوبل هذا العام كللت جهود العلماء الذين ابتكروا طرقا جديدة لوصف الأنظمة المناخية والتنبؤ بسلوكها على المدى الطويل.

تركزت جهود سيوكورو مانابي على أحد الأنظمة المعقدة ذات الأهمية الحيوية للبشرية وهو مناخ الأرض، وأظهرت أبحاثه كيف أن زيادة مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي تؤدي إلى زيادة درجات الحرارة على سطح الكوكب.

وفي الستينيات، وضع عملية تطوير النماذج الفيزيائية لمناخ الأرض وكان أول شخص يستكشف التفاعل بين توازن الإشعاع والنقل الرأسي للكتل الهوائية، وكان هذا الاكتشاف بمثابة الأساس لتطوير النماذج المناخية الحالية، وبعد حوالي عشر سنوات من اكتشاف مانابي، ابتكر كلاوس هسلمان نموذجًا يربط بين الطقس والمناخ، وبذلك أجاب عن سؤال: “لماذا يمكن الاعتماد على النماذج المناخية على الرغم من تغير الطقس وفوضويته؟”.

كما طور كلاوس هاسلمان طرقا لتحديد إشارات محددة وبصمات الأصابع التي تتركها الظواهر الطبيعية والأنشطة البشرية في المناخ، وتم استخدام أساليبه لإثبات أن ارتفاع درجة الحرارة في الغلاف الجوي ناتج عن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون البشرية.

نظرية الأنظمة المعقدة

من جانبه، اكتشف جورجيو باريزي عام 1980، أنماطا خفية في مواد معقدة غير مرتبة، ويعتبر اكتشافه من بين أهم المساهمات في نظرية الأنظمة المعقدة، وقد كان لأبحاثه أصداء وتداعيات على العديد من مجالات الفيزياء، بدءًا من دراسات آليات تكدُس المواد الحبيبية إلى علوم الأعصاب.

جهود باريزي جعلت من الممكن فهم ووصف العديد من المواد والظواهر المختلفة والتي تبدو عشوائية تمامًا، ليس فقط في الفيزياء ولكن أيضًا في مجالات أخرى مختلفة جدًا، مثل الرياضيات وعلم الأحياء وعلم الأعصاب والتعلم الآلي.

رسائل خفية

نظرا للاهتمام الشديد بالتغيرات المناخية، وهو ما وضح جليا في تزيع جائزة نوبل، ظهرت بعض الاقاويل، بأن مانحي نوبل يريدون إيصال رسالة إلى قادة العالم بأن يتوقفواعن الممارسات التي تجعل كوكب الأرض يغلي بسبب انبعاثات الكربون المتزايدة والتي تؤدي إلى كل الكوارث المناخية الحالية.

وفي هذا الصدد، قال جوران هانسون، السكرتير العام للهيئة المانحة للجائزة، الأكاديمية السويدية الملكية للعلوم: "ما نرمي إليه هو أن النمذجة المناخية لها أساس راسخ في نظريات الفيزياء المحكمة".

وأضاف: "إن التغيُر المناخي العالمي يستند إلى أدلة علمية راسخة، هذا مفاد رسالتنا".