الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اشتعال الصراع في جنوب شرق آسيا|هل "تغدر" الولايات المتحدة بتايوان أمام الصين؟

الولايات المتحدة
الولايات المتحدة والصين وتايوان

أصدر الرئيس الأمريكي جو بايدن، ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، ورئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون، بيانا مشتركا، في 15 سبتمبرالماضي، أعلنوا فيه عن إقامة شراكة جديدة في مجالي الدفاع والأمن، أطلق عليها اسم "AUKUS"، وسيتمثل المشروع الأول في إطارها، ببناء غواصات نووية للأسطول الحربي البحري لأستراليا.

 

تلك الخطوة شكلت تهديدا مباشرا للصين من قبل الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة، وبعدها اشتعلت المنطقة، واخترقت الصين، المجال الجوي التايواني، بطائراتها الحربية، وأعلنت بذلك التحدي الواضح والصريح لجيرانها من حلفاء الولايات المتحدة والغرب، ولكن لم تُبْدِ الولايات المتحدة أي قلق تجاه التصعيد الصيني في المنطقة، فهل ستتخلى الولايات المتحدة عن حليفتها تايوان، مثل ما فعلت مع أفغانستان؟.
 

تجاذب أمريكي صيني

الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، قال إن الأزمة في جنوب شرق آسيا وبحر الصين والصراع على النفوذ سيستمر بعض الوقت، لأن هناك تجاذب صيني أمريكي في المنطقة.

 

وتابع فهمي، في تصريحات لـ «صدى البلد»، أن الولايات المتحدة داعمة لتايوان منذ فترات طويلة، ولكن بشكل عام لن تدخل الولايات المتحدة في صراع مباشر مع الصين أو القوى الأخرى من أجل تايوان لاعتبارات متعلقة بالداخل الأمريكي.

 

ليست أفغانستان فقط

ولفت إلى أن هناك إشكاليات حقيقية عقب انسحاب الولايات المتحدة من الصراعات في العالم، لذلك فالقضية ليست أفغانستان فقط؛ لأن الولايات المتحدة لديها مشاكل أخرى داخلية، مشيرا إلى أن «الدعم من الولايات المتحدة سيبقى معنويا فقط، وليس دعما عسكريا واستراتيجيا أو اقتصاديا».

 

وأضاف أن الولايات المتحدة تمارس استراتيجية مختلفة بتخفيف الحمل الأمريكي في إدارة بعض المشكلات الخارجية، مثل موقفها من تايوان، وانسحابها من بعض المشاكل، مثل ما حدث في أفغانستان.

 

واستطرد: «لكن لن تنسحب الولايات المتحدة أو يكون لها خروج كامل أو ستدخل في صراعات مباشرة مع القوى الأخرى».

 

تخفيف الأحمال الخارجية

 

وعن سبب الاستراتيجية الأمريكية الجديدة بتخفيف أحمالها الخارجية؛ قال فهمي إن سبب التراجع الأمريكي في العالم الآن؛ يرجع لعدة عوامل، أولها الصراع القائم بين الديمقراطيين والجمهوريين على ملفات الأمن الاستراتيجي التي من ضمنها تايوان وأفغانستان.

 

الأزمة الاقتصادية للولايات المتحدة

وأكمل حديثه: «العامل الثاني؛ هو الأزمة الاقتصادية التي تعيشها الولايات المتحدة، وخطة التأهيل الكبرى التي يحاول الرئيس الأمريكي جو بايدن تمريرها في الكونجرس، وهناك صعوبات ومشكلات تعوق هذه الخطة، وهي خطة الائتمانات والقروض الخارجية التي تعد أمرا مهما، وتفسر لنا لماذا الإدارة الأمريكية تقوم بالتراجع الخارجي الآن».

 

واختتم حديثه: «رغم تمرير الخطة مبدئيا في الكونجرس؛ ولكن سيتقى هناك العديد من المشاكل في هذا الملف، وتايوان جزء منها، ولكن لن يكون هناك انسحاب كامل للولايات المتحدة من الملفات الخارجية».