الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قضية الغواصات لا تزال خطيرة|أمريكا تتودد وفرنسا تتمنع وموقف مفاجئ للاتحاد الأوروبي

أزمة الغواصات الفرنسية
أزمة الغواصات الفرنسية

أصدر الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ورئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، ورئيس الوزراء الأسترالي، سكوت موريسون، بيانا مشتركا في 15 سبتمبر الماضي، أعلنوا فيه عن إقامة شراكة جديدة في مجالي الدفاع والأمن أطلق عليها اسم "AUKUS"، وسيتمثل المشروع الأول في إطارها ببناء غواصات نووية للأسطول الحربي البحري لأستراليا.

شرخ في العلاقات

وعقب الإعلان عن الشراكة حدث شرخ في العلاقات بين فرنسا من جهة والولايات المتحدة وأستراليا من جهة أخرى، حيث ألغت الحكومة الأسترالية بإقامة هذه الشراكة الجديدة صفقة بقيمة 40 مليار دولار لشراء غواصات فرنسية وقررت استبدالها بأخرى أمريكية تعمل بالوقود النووي، ما دفع باريس إلى وصف الأمر بأنه «خيانة وطعنة في الظهر» و«قرار على طريقة» الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب.

ولاحقا أعلن وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لو دريان، أن باريس قررت استدعاء سفيريها من واشنطن وكانبيرا على خلفية هذه التطورات، كما اتهم لاحقا بريطانيا بـ«الانتهازية المستمرة».

وأجرى الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعد ذلك اتصالا هاتفيا تعهدا خلاله ببدء «مشاورات مكثفة» حول علاقات البلدين واتفقا على إعادة باريس سفيرها إلى واشنطن.

والثلاثاء الماضي، ووفق الرئاسة الفرنسية (الإليزيه)، استقبل الرئيس إيمانويل ماكرون، وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن، في لقاء هدف إلى «المساهمة في ترميم الثقة بين فرنسا والولايات المتحدة» بعد أزمة الغواصات.

القضية لا تزال خطيرة

من جانبه أكد وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لو دريان، أن الأزمة مع الولايات المتحدة بسبب قضية الغواصات لا تزال خطيرة ولم تتم تسويتها، لكنه أعلن أن فرنسا ستعيد قريبا سفيرها إلى أستراليا.

وقال لودريان، في كلمة ألقاها الأربعاء، أمام البرلمان الفرنسي، إنه أجرى محادثات «صريحة ومفصلة» مع وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، خلال زيارته إلى باريس.

وصرح لودريان مع ذلك: «الأزمة خطيرة، ولم تتم تسويتها بمجرد استئنافنا الحوار، وهي ستستمر وقت طويلا» معقبا: «الخروج منها سيتطلب منا أفعالا وليس كلاما».    

وأشار إلى أن باريس وواشنطن تعملان على حل الخلاف من أجل التوصل إلى نتيجة حتى نهاية أكتوبر الجاري، مشيرا إلى أن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، ونظيره الأمريكي، جو بايدن، سيجريان محادثات جديدة في أواسط هذا الشهر.

وذكر لودريان أن فرنسا ستعيد سفيرها، جان-بيير تتيبو، إلى أستراليا بعد سحبه بسبب الخلاف.

وأبلغ لودريان المشرعين الفرنسيين: «طلبت من سفيرنا العودة إلى كانبيرا، لإعادة تحديد إطار علاقاتنا في المستقبل".

موقف أوروبي مغاير

من جانبه دافع الاتحاد الأوروبي عن قرار أستراليا بالتخلي عن عقد مع فرنسا لشراء غواصات الذي أثار خلافا عبر الأطلسي مؤخرا.

وقال جوزيب بوريل منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الجمعة، إن قرار أستراليا بشأن التخلي عن شراء الغواصات كان قرارا «منطقيا»، في تصريح يخذل فرنسا.

وأضاف بوريل قائلا في إحدى المناسبات بالعاصمة الإسبانية مدريد: «قررت أستراليا تعزيز العلاقات العسكرية والصناعية العسكرية مع الذين يمكن أن يقدموا لها أفضل حماية».

القفز نحو المجهول

وفي هذا الصدد، قالت الكاتبة الصحفية الفرنسية، فابيولا بدوي، إن تصريحات وزير الخارجية الفرنسي بشأن عودة السفير الفرنسي إلى أستراليا، لا يجب النظر إليها بتفاؤل كبير، لأن وزير الخارجية لم يحدد موعدا لعودة السفيرة، مشيرة إلى أنه في أخر خطابه أكد أن شراء أستراليا الغواصات النووية من الولايات المتحدة هو بمثابة «القفز نحو المجهول».

وأوضحت أن لقاء وزير الخارجية الفرنسي ونظيره الأمريكي، يعد بمثابة انفراجة في الأزمة القائمة بين البلدين، ولكن باريس تريد أفعال حقيقة تدل على إيجابية الموقف الأمريكي وليس مجرد تصريحات أو لقاءات.

وأكدت أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، حضر فعليا إلى باريس من أجل حضور الاجتماع الوزراي لمنظمة التعاون والتنمية في المجال الاقتصادي، وبطبيعة الحال تضمنت الزيارة مناقشة وزير الخارجية الفرنسي ولقاء الرئيس ماكرون للحديث حول أزمة الغواصات، كما ناقشوا مسألة التحالف الأمريكية البريطاني الأسترالي وكل ما يمكن أن يترتب عليه عليه من تبعات جديدة.

اجتماع ماكرون - بلينكن

ولفتت إلى أن لقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع وزير الخارجية الأمريكية، جاء بهدف محاولة بداية ترميم الثقة بين واشنطن وباريس، ولكن أمريكا وبريطانيا عليهما العمل بشكل أكبر واتخاذ قرارات ملموسة على الأرض لصالح باريس، لأن اللقاءات والتصريحات غير كفيلة لاحتواء شعور الغضب الفرنسي.

وأشارت إلى أن تلك الزيارة قد يكون لها أهمية ولكن لن تظهر حاليا، وربما تعطي مؤشرات لنجاحات في المستقبل خاصة في ظل التواصل بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ونظيره الأمريكي جو بايدن و لقائهما المرتقب في روما في قمة العشرين نهاية شهر أكتوبر الجاري.