الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رائد حركة التنوير| كيف نجح رفاعة الطهطاوي في إحداث طفرة علمية بمصر؟

أرشيفية - رفاعة الطهطاوي
أرشيفية - رفاعة الطهطاوي

تحل علينا اليوم، الذكرى 220 على ميلاد رفاعة رافع الطهطاوي، وهو رائد التنوير والنهضة العلمية في مصر، في عهد محمد على باشا، كما أنه له العديد من الإنجازات العلمية والثقافية استطاع من خلالها أكثر يكسب ثقة حكام مصر في تلك الفترة و يتدرج بين المناصب القيادية في البلاد، ويحصل على العديد من الهدايا نظرا لكفاءته في قيادة دفة التنوير العلمي في مصر، بوقت ساد فيها الجهل.

ويستعرض "صدى البلد"، أبرز المعلومات عن رفاعة رافع الطهطاوي، وإنجازاته العلمية، خلال السطور التالية.

نشأته وتعليمه

ولد رفاعة رافع الطهطاوي، في 15 أكتوبر عام 1801، بمدينة طهطا في محافظة سوهاج، ونشأ في عائلة بها الكثير من رجال القضاء والدين، فتلقى رفاعة عنهم العلم، وحفظ القرآن عن أبيه، وبعد وفاته رجع إلى طهطا مع أخواله ولقي من اهتماما كبيرا فحفظ على  أيديهم المتون التي كانت متداولة في هذا العصر.

في عام 1817، وهو ابن 16 عاما، التحق بالأزهر، ودرس الحديث والفقه والتفسير والنحو والصرف، وفي عام 1824 خدم كـ إمام في الجيش النظامي المصري الجديد عام 1824.

السفر إلى فرنسا

كان الوالي محمد علي، يريد  تأسيس دولة على قواعد علمية، فاهتم بالنظام التعليمي وأرسل البعثات إلى أوروبا لتلقي العلوم الحديثة، ومن هنا بدأت حياة رفاعة رافع الطهطاوي تتغير ملامحها، فقد اختار الوالي محمد علي باشا ضمن بعثة مكونة من 40 طالبا عام 1826، للسفر إلى فرنسا لدراسة اللغات والعلوم الأوروبية الحديثة، وكان عمره وقتها 24 عاما.

كان رفاعة الطهطاوي، قد سافر في هذه البعثة إماما لها، بجانب كونه إمام الجيش المصري الحديث، وكان وراء ترشيحه الشيخ حسن العطار، وهناك في فرنسا، اجتهد ودرس اللغة الفرنسية، وبدأ بتعلم العلوم الأوروبية المتقدمة، وبعد 5 سنوات أدى امتحان الترجمة، وقدم مخطوطة كتابه الذي نال شهرة واسعة بعد ذلك وهو "تخليص الإبريز في تلخيص باريز".

النهضة العلمية

عاد رفاعة الطهطاوي إلى مصر عام 1831، مفعما بالأمل، وما تمكن من تحصيله من علوم في فرنسا، واشتغل بالترجمة في مدرسة الطب، ثم عمل على تطوير مناهج الدراسة في العلوم الطبيعية، ولكن أعظم إنجازاته العلمية هو افتتاح مدرسة الترجمة عام 1835، التي صارت فيما بعد مدرسة الألسن، وعين مديرا لها، بجانب عمله فيها مدرسا.

في تلك الفترة ظهر مشروع رفاعة الطهطاوي الثقافي الكبير في مصر ووضع الأساس ل حركة النهضة العلمية في تلك الفترة، فقد كان رفاعة الطهطاوي أصيلا ومعاصرا، فقد عمل على ترجمة الفلسفة والتاريخ الغربي، ونصوص العلم الأوروبي المتقدم، بالتزامن مع جمع الأثار المصرية القديمة و استصدار أوامر لصيانتها ومنعها من التهريب والضياع.

ظل جهد رفاعة الطهطاوي في تنامي مستمر، وأنشأ أقساما متخصصة للترجمة مثل أقسام الرياضيات والطبيعيات والانسانيات، كما أنشأ مدرسة المحاسبة لدراسة الاقتصاد ومدرسة الإدارة لدراسة العلوم السياسية.

ثروة رفاعة الطهطاوي

نالت مجهودات رفاعة الطهطاوي، استحسان محمد علي ومعظم أبناءه، أعطوه العديد من الهدايا، والتي ذكرها علي مبارك في خططه كالتالي:

  • أهدى له إبراهيم باشا حديقة نادرة تبلغ مساحتها 36 فدان.
  • وأهداه محمد على باشا 250 فدانا في طهطا
  • أهداه الخديوي سعيد 200 فدانا
  • أهداه الخديوي اسماعيل 250 فدانا

وبلغت ثروته عند وفاته 1600 فدان، بعدما اشترى هو 900 فدان، بجانب العقارات العديدة في بلده طهطا وفي القاهرة.