EN 
هنيئاً لك بالفضائل ياحليمة *** لقد فزتى بالطاف عميقة
وقد أضحت أمورك مستقيمة *** فما أحسنه من خلقة عظيمة
الحمد لله الذي شرف الأكوان بظهور خير البرية ، فأزال بشرعه ظلمة الشرك ، ودعا الخلائق إلى عبادة مولاه، وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له تنزه عن عقائد الجاهلية ، وأشهد أن سيدنا محمداً حبيبه ومصطفاه - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه- ومن ولاه وبعد :
فلقد أبدل الله السيدة حليمة السعدية – رضي الله عنها- عسرها يسرا وبارك لها في رزقها ونمَّاهُ، وفرحت به ووجهت إليه - صلى الله عليه وسلم - المحبة القلبية، وناداها منادي الفلاح بشراك يا حَلِيمَة بِسَّيدِ الْمِلاحِ فركبت دابتها العجفاء بطيئة السير فاستسمنت وسبقت دواب القافلة لِمَا نالته من الخير فوصلت به إلى المقام، ومسحت بيده الشريفة – صلى الله عليه وسلم- على ضرع الأغنام ؛ فجادت سماء زواياه بِمُزْنِ الألبان الغزار ، ولم يَكُفَّ وَكْفُ وَبْلهِ الهَطَّال أناء الليل وأطراف النهار ، ولم يكن لها مصباح في حِنْدُسِ الظلام إلا نور وجهه علي الصلاة والسلام .
لك البشرى فطيبى ياحليمة
نبى نوره فى الحسن لائح *** حبيب فى الكون فائح
وفى أوصافه تتلى المدائ *** ومن بركاته صرتى مقيمة
حظيتى بالسرور والتهانى *** وقد نلتى به كل الأمانى
نبى قد حوى كل المعانى *** لقد فزتى بطلعته الوسيمة
ولم يزل عندها مدة من الزمن وهي ترفع مقداره لما مُنِحَهُ من المنن وهو يَشُبُّ في اليوم شباب الصبي في الشهر على الدوام ؛ حتى قام على قدميه في ثلاثٍ ومشى في خمسٍ وفي تسعة أشهر أعرب بفصيح الكلام، وتكاملت له - صلى الله عليه وسلم- جميع قواه وفيها شقا صدره الملكان ونزعا منه حظ الشيطان وملاه بالحكم والعلم واليقين والعرفان والتحم من غير ألم بقدرة العزيز الرحمن، وكان لا يشتكي حر جوع ولا ألم عطش كالصبيان إظهاراً لتميزه على الأقران - صلى الله عليه وسلم- فسعدت به وأسلمت ودفنت بالبقيع - رضي الله عنها - فعليها وعلى أهل البقيع رحمات الله ورضوانه تترا، وجمعنا الله مع سيد النبيين وإمام المتقين ورحمة الله للعالمين أجمعين.
يارب صلِّ على الذي لولاه *** ما كان الوجود بأسره موجودا
بدار الخلد من صلى عليه *** وآثار الرضا ظهرت عليه
نعيم زائد يسعى إليه *** وحور فى الجنان له خديمه
لك البشرى فطيبى يا حليمه
اللهم صلى على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
