ساحة واسعة ممتدة أمام المستشفى، التي تقع في الحي الهادي بالشيخ زايد، تحولت فجأة إلى جراج لعشرات السيارات القادمة من محافظات مختلفة، تقل أشخاص فرقتهم المسافات وجمع بينهم "الحزن"، اصطف أمس أهالي ضحايا حادث الطريق الدائري الأوسطي قادمين من المنيا والبحيرة وأسيوط والسكندرية لاستلام ما تبقى من جثامين ذويهم وشق سكون الحي الهادئ صراخ وعويل كل من فقد عزيز.
تخللت لحظات البكاء الهستيري روايات أهالي الضحايا المختلفة حول أخر ما كان ينوي الراحلون فعله أو ما ذهبوا إليه إضافة إلى سنوات الشقاء والكد في العمل لتوفير قوت اليوم لأسرهم فمنهم من فقد عائله ومنهم من فقد أسرة كاملة لم يتبق منها سوى ذكريات أليمة.
دلجا تتشح بالسواد بسبب شقيقة العريس وطفلتيها ووالدها

في قرية دلجا التابعة لمحافظة المنيا، تحولت تجهيزات عرس أحد شباب القرية الى "صوان" عزاء بعدما استقبلت القرية جثامين شقيقة العريس وطفلتيها ووالدها لدفنهم بعدما كان الجميع ينتظر وصولهم لحضور حفل الزفاف. أسرة جميل صادق شفيق كانت تستعد لحفل زفاف ابنهم نادي جميل يوم الأحد المقبل، حتى انقلب الأمر رأسا على عقب وصمتت الأغاني الصاخبة ليحل محلها تراتيل وترانيم العزاء، عقب ورود نبأ وفاة ناديه جميل صادق 30 سنه وبناتها مهرائيل 7 سنوات ويوستينا 4 سنوات.
الضحية نادية وطفلتيها كن مرافقات لزوجها في عمله بمحافظة الإسكندرية وغبن عن مسقط رأسها لمدة 6 أشهر كاملة حتى قررت قطع غربتها لحضور زفاف شقيقها فاستقلت الميكروباص المنكوب رفقة الطفلتين ووالدها العجوز.
أبن عم الضحية: الحزن حل مكان الفرح

ابن عم الضحايا صموئيل شفيق قال أن الحزن سيطر على جميع أبناء العائلة فبعدما كنا نستعد للاحتفال بحفل زفاف شقيقها نادي يوم الأحد المقبل فوجئنا بخبر وفاة ناديه ومهرائيل ويوستينا في حادث الطريق الدائري الأوسطي ونحن منذ الأمس في حالة حزن شديد وتوجه كثير من أهالي القرية مع أقارب الأسرة لإنهاء إجراءات التصريح بدفن الجثث.
وفد كنسي ينهي إجراءات نقل الجثامين

قال صالح فكري، قريب الضحية، إن القرية فقدت 4 من أسرة واحدة، وهم، جميل صدقي شفيق، 50 سنة، وابنته نادية، 25 سنة، وطفليها مهرائيل هاني اسحق، ويوستينا هاني اسحق، 5 سنوات، كان في طريق عودتهم إلى قرية دلجا، حيث الأب والأسرة تعمل بمزرعة بطريق مصر إسكندرية.

وأضاف فكري أن أهالي من القرية تجمعوا أمام مشرحة مستشفى الشيخ زايد لنقل الضحايا إلى مسقط رأسهم بالقرية لتشييع جثامينهم، مؤكدًا أن وفد كنسي من مطرانيه الأقباط الأرثوذكس بدير مواس برئاسة القس باخميوس، حضر أمام المستشفى لإنهاء إجراءات نقل الجثامين.
وقال أمجد عزت، مسؤول العلاقات العامة بمطرانية الأقباط الأرثوذكس بدير مواس، إن الأنبا أغابيوس، أسقف المطرانية، كلف وفدا لإنهاء إجراءات نقل الجثامين، مؤكدًا على أنه سيتم دفن الضحايا بمسقط رأسهم بالقرية، عقب أداء صلاة الجنازة عليهم.
محافظ المنيا يوجه بمساندة الأسرة

من جانبه نعي اللواء أسامة القاضي، محافظ المنيا، ببالغ الحزن والأسى ضحايا الحادث، وتقدم المحافظ بخالص العزاء لأسر الضحايا، داعياً المولى عز وجل أن يتغمدهم بواسع رحمته ويلهم أهلهم وذويهم الصبروالسلوان.
ووجه المحافظ، القائم بأعمال رئيس مدينة ديرمواس ومدير إدارة الأزمات والكوارث بالمحافظة، بالمتابعة والتنسيق المستمر لتوفير كافة أوجه الدعم والمساندة لأهالي ضحايا حادث الطريق الدائري الأوسطي وإنهاء الإجراءات اللازمة في تلك الأحداث المؤسفة.