ليس دعوة للانفلات.. كتَّاب ومثقفون يرحبون بقرار الرئيس بشأن إلغاء مد قانون الطوارئ بالبلاد: سيطلق مزيدًا من حرية الإبداع بالبلاد

علق كتّاب ومثقفون على قرار الرئيس السيسي، الذي اتخذه أمس بخصوص إلغاء مد حالة الطواريء بالبلاد، إذ رحبوا بالخطوة التي تمت، ورأوا أنها ستطلق مزيدًا من حرية الإبداع بالبلاد.

الكاتب والروائي وعضو مجلس النواب الأسبق يوسف القعيد تحدث على قرار الرئيس، بشأن إلغاء مد حالة الطوارئ بالبلاد، قائلا: "هذا قرار تاريخي اتخذه الرئيس عبد الفتاح السيسي، فرغم أن قانون الطوارئ لم يستخدم إلا في إطار القانون العام، منذ أن حكم الرئيس السيسي مصر، لكن إلغاءه هو علامة مهمة جدا، لأنه يشير إلى الاستقرار الحقيقي الذي تعيشه مصر، خلال الفترة الحالية، وهو يشير إلى عدم التخوفات من أي شيء طارئ، ويصل بنا في النهاية، بأن نشعر أننا في بلد طبيعي يعيش ظروف طبيعية.

وأضاف القعيد فى تصريحات لـ"صدى البلد "أنا أرى أن القرار شديد الأهمية وشديد الخطورة في نفس الوقت؛ لذلك يجب أن نشكرالرئيس السيسي على صدوره، ويجب على المجتمع في هذه اللحظة أن يحترم القانون وأن يحافظ عليه كي نثبت أننا جديرون بإلغاء قانون الطوارئ.

إبداع أدبي

وتابع «أما بالنسبة لمدى تأثير القرار على الثقافة فهذا القرار يعني مزيد من حرية الإبداع، لأن المبدع هنا عندما يكتب لن يهدده شبح الطوارئ؛ لكن يجب أن تكون هذه الحرية مسؤولة، لأن القرار سيطلق أفاق حقيقية للإبداع الأدبي، وهو مهم للكاتب، لأنه لن يفكر في شيء سوى حرية قلمه؛ كما قال نجيب محفوظ من قبل».

واختتم «سينعكس أيضا على الإبداع ككل بصورة كبيرة؛ ومنها حرية السينما، وحرية المسرح، وحرية الفنون التشكيلية، بالإضافة إلى حرية الكتابة أيا كان شكلها، ويجب أن يعبر مثقفي مصر عن امتنانهم بالقرار».

صورة مصر

من جانبه قال الدكتور أحمد مجاهد، الرئيس السابق للهيئة المصرية العامة للكتاب، ورئيس قسم الدراما والنقد المسرحي بجامعة عين شمس، إن قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي بمد إلغاء حالة الطوارئ؛ له الكثير من الأبعاد السياسية في الداخل والخارج، لأنه سيكسر مزاعم الدول التي تزايد علينا في ملف حقوق الإنسان، فهم دائما ما كانوا يتحدثون عن استمرار قانون الطوارئ، لذا فإلغاؤه- من وجهة نظري- سيحسن من صورة مصر في الخارج، وينفي الادعاءات التي تطلقها بعض الدول.

حرية الإبداع 

وأضاف في تصريح لـ"صدى البلد": أما بالنسبة للداخل؛ فمن أكثر الأشياء التي كانت تمثل عقبات "قانونية" بالنسبة لحرية الإبداع في مصر؛ كان قانون الطوارئ نفسه، لأنه كان يسمح باتخاذ إجراءات استثنائية ضد الكتاب والمبدعين، لذلك فهذا القرار الذي اتخذه الرئيس، سينعكس بشكل كبير على مساحة حرية الإبداع في مصر.

ويضيف مجاهد: القرار سيعطي انطباعا لدى العالم كله، وعلى الاقتصاد تحديدا، وسيؤكد أن مصر أصبحت آمنة تماما، وأنها لم تعد تحتاج لهذا القانون الاستثنائي للمحافظة على أمنها؛ لذلك فالقرار رائع جدا، وقد كانت مصر متشوقة له من سنوات طويلة، وهذا من الأيام التي يجدر على المصريين أن يحتفوا بها. 

وفيما يخص الإبداع والمبدعين، قال: أعتقد أن إلغاء قانون الطوارئ؛ ليس دعوة للانفلات، لكن المسألة أن المبدع سيتحرك بحرية في كتاباته، وهذا الإحساس سيجعل الكاتب أكثر حرية، حتى ولو لم يكن يتناول قضايا شائكة خلال كتاباته، وسينعكس أيضا على الناشرين ودور النشر المختلفة.

سلامة الدولة

أما الأديب والفنان التشكيلي عز الدين نجيب، فقد تحدث عن تبعيات القرار الذي اتخذه الرئيس السيسي بشأن إلغاء حالة الطوارئ وانعكاسه على المثقفين، وقال: إن القرار جيد للغاية، لأن حالة الطوارئ المزمنة والتي استمرت لعشرات السنين في مصر، لا يمكن أن تتلخص أبدا في مشكلة الحريات أو حقوق الإنسان، وإنما كان لها بعد أبعد بكثير، فقد شعر المثقفين والناس أنهم في حالة طوارئ داخلية، وقد جعلت الإنسان رقيب على نفسه، وافتقد الإحساس بالشجاعة، حتى لو لم يكن هناك ما يستدعي الخوف هذا.

وأضاف: أنا أثني على قرار الرئيس الذي اتخذه بشأن هذا الأمر، لأنه سيترتب عليه إشاعة مناخ من الطمأنينة، لكل المواطنين، وللأدباء والفنانين بشكل خاص، بمعنى أن تتاح لهم حرية التعبير بصورة أكبر، وفي الحدود التي يحددها القانون، لسلامة الدولة والأمن العام.

يتطرق عز الدين نجيب إلى جزأيه أخرى، إذ يشير إلى أن هذا القرار هو دليل على  استعادة الدولة لمؤسساتها وقوتها، ولذلك يجب على المثقفين أن يتخلصوا من الأحكام العرفية التي يفرضونها على أنفسهم، وهذا الأمر سيتطلب وقت كبير حتى تشفى النفوس، فهناك سلبية أصابت المثقفين لسنوات، وهذه السلبية جعلتهم لا يبادروا بأي موقف إيجابي إلا فيما ندر، وتلك الحالة كانت بسبب ما فرضته حالة الطوارئ، والتي سببت لهم عاهات نفسية، لذلك يتطلب الأمر تقديم جيل جديد من المبدعين أصحاء نفسيا، ولذلك أنا متفاءل من هذا القرار الذي اتخذه الرئيس.