الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وسائل التقرب إلى الله .. داوم عليها وترقب المعجزات

وسائل التقرب إلى
وسائل التقرب إلى الله

وسائل التقرب إلى الله.. يسعى الكثر منا الى نيل رضا الله عز وجل وذلك لأانه أن رضى الله على العب يسر له امورة وفك كره وسهل له ، وسائل التقرب الى الله  كثيرة وكثير منا لا يعلم ان هناك ثمة وسائل تقرب الى الله بسيطة منها أداء الفرائض فيه أول وأعظم وسائل التقرب الى الله فإن أدى المسلم فرائضة كاملة رضي عنه الله وأرضاه ،وهناك العديد من وسائل التقرب الى الله الاخرى التي إن فعلها المسلم تقرب الى الله وهي :

 

وسائل التقرب الى الله   

الفرائض

 أول وأعظم أبواب كيفية التقرب إلى الله هو أداء الفرائض وقد ذكر في الحديث القدسي عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "ما تقرب إليّ عبدي بمثل أداء ما افترضت عليه ولا يزال عبدي يتقرب اليّ بالنوافل حتى أحبه"، فيأتي على رأس كيفية التقرب إلى الله هذه الفروض أركان الإسلام وهي:

الشهادتان: فهي الاعتقاد بأنّ الله الواحد الأحد الفردٌ الصمد، وأنّ محمدًا -صلّى الله عليه وسلّم- رسول الله، أنزل عليه القرآن للناس كافة والأمة مأمورة بطاعته ومحبته، فقد قال الله تعالى: "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله".

الصلاة: وتأتي أهميتها في أنّها صلة العبد بربّه، ولها مكانتها العظيمة حيث فُرضت في رحلة الإسراء والمعراج أيّ من دون أيّ وسيط، وهي أول ما يُحاسب عليه المرء يوم القيامة، فإن صلحت صلح سائر عمله، وإن فسدت فسد سائر عمله، كما أنّها الفارق بين المسلم والكافر وقد جاء في الحديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: "بين العبد والكفر أو الشرك ترك الصلاة، فإذا ترك الصلاة فقد كفر"والمسلم فُرضت عليه خمس صلوات في اليوم والليلة ليكون دائم الاتصال بالله بخالقه برازقه.

الصوم: حيث تجلّت فريضة الصوم في الآية القرانية، حيث قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}، وقد ذكر ابن كثير في تفسير هذه الآيات؛أنّ الله -عزّ وجلّ- خاطب المؤمنين وآمرهم بأن يصوموا شهر رمضان، وذلك تزكية للنفس وطهارتها وتنقيتها من الآثام، والأخلاق السيئة، وفي الصيام تزكية للبدن وتضييق مسالك الشيطان، ولذلك ثبت في الصحيحين عن الرسول صلّى الله عليه وسلّم: "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فانه له وجاء".

الزكاة: وهي فرض من فروض الإسلام وأعمدته الخمسة التي لا يقوم الإسلام إلّا بها، حيث يُكفّر جاحدها ويقاتل مانعها كما فعل أبو بكر الصدّيق -رضي الله عنه- أنّه قال: "والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة، فأن الزكاة حق المال"،ويطول شرح أحكام الزكاة ولكن الزكاة لها أهمية عُظمى في الإسلام، وهي لا تنقص من مال الفرد وانمّا تطهّره وتبارك فيه وفي صاحبه، حيث قال تعالى: "والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم".

الحج: وهو واجب على كلّ مسلم توفرت لديه شروط الإستطاعة وذلك بنص الآية: {ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين}،وهو واجب على المكلف مرة في العمر بإجماع العلماء.

أبواب التقرب إلى الله 

النوافل 

ثاني أبواب كيفية التقرب إلى الله وهي سننٌ عن رسول الله من جنس فرائض أركان الإسلام؛ كالصلاة والصيام والزكاة والحج يقابلهم من النوافل صلاة السنة وصيام النافلة وصدقةٌ وعمرة، وللنوافل أحكام وشروط ومواقيت ومراتب ولا يسع المقام هنا للتفصيل بها، فلقد علم النبي الكريم الأمة كيفية التقرب إلى الله بطرق شتى، وسيتم ذكر بعض الأمثلة على النوافل: صلاة الضحى، الوتر، صيام عاشوراء، ويومي الإثنين والخميس، وصيام الست من شوال. أما السنة المماثلة للزكاة وهي الصدقة، وأفضلها صدقة في رمضان، وفيما يأتي بيان فضائل الصدقة:

تجعل الملائكة تدعو بالخَلَف على المتصدق فتقول: "اللهم أعط منفقًا خلفًا".

قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: "إن الصدقة لتطفئ غضب الرب".

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "داووا مرضاكم بالصدقة".

 الصدقة تنصر الانسان على الشياطين، حيث قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: "لا يخرج رجل شيئاً من صدقة حتى يفك عنها لحيي سبعين شيطاناً"؛ لحيي: كنايةً عن الوسوسة. الصدقة تحمي العرض والشرف، حيث قال رسول صلّى الله عليه وسلّم: "ذبوا عن أعراضكم بأموالكم".

الصدقة تؤدي إلى حسن الخاتمة، حيث قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: "إن الصدقة لتطفئ غضب الرب، وتدفع ميتة السوء".

 

التوبة 

 حيث إنّ من رحمه الله على العباد أنّ ترك لهم باب التوبة للعودة الى الطريق الصحيح إن ابتعد الإنسان وعصى، لقد قال الله سبحانه وتعالى: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى}،بل إنّ الحقّ -سبحانه- حذّر الأمة من القنوط من رحمته وذلك من أعظم صور التشديد على التوبة، حيث قال تعالى: {قُلۡ يَٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ أَسۡرَفُواْ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ لَا تَقۡنَطُواْ مِن رَّحۡمَةِ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ يَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعًاۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ}، كيف لا تكون للتوبة تلك المنزلة وفيها تركٌ للذنب مخافًا من الله، واستشعار قبحه، والندم على فعله، والعزيمة على عدم العودة إليه، ولقد قال المولى في كتابه العزيز: {إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلتَّوَّٰبِينَ وَيُحِبُّ ٱلۡمُتَطَهِّرِينَ}، مع وعده -سبحانه- بأنّه يغفر لمن تاب توبًة نصوحة، ولم يكتف الله الكريم بذلك فقط بل ربط التوبة والاستغفار بالبركات من السماء وزيادة المال والبنين، حيث قال الله تعالى: { يُرۡسِلِ ٱلسَّمَآءَ عَلَيۡكُم مِّدۡرَارٗا* وَيُمۡدِدۡكُم بِأَمۡوَٰلٖ وَبَنِينَ وَيَجۡعَل لَّكُمۡ جَنَّٰتٖ وَيَجۡعَل لَّكُمۡ أَنۡهَٰرٗا}.

 

كيفية التقرب الى الله و البُعد عن المعاصي ترك المعاصي 

من أهم أبواب كيفية التقرب إلى الله ، ويكمن سرّ ترك المعاصي في الخوف والخشية من الله تعالى؛ وذلك بإستشعار عظمة الله ويقين بعلم الله المطلق ويقينه بيوم الحساب ويوم الجزاء، وقد قال الأستاذ سيد قطب -رحمه الله- في ظلال القرآن: "الخوف من الله هو الحاجز الصلب أمام دفعات الهوى العنيفة، قلَ أن يثبت غير هذا الحاجز امام دفعات الهوى"، ولذلك فإنّ البعد عن المعاصي هو أقوى المؤشرات على يقظة قلب صاحبه وإخلاصه واذعانه لله عزّ وجلّ، وقد حذّر الله في مواطن كثيرة من القرآن الكريم، فقال: {فَلَا تَخَافُوهُمۡ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ}،وقال تعالى: {إِنَّ ٱلَّذِينَ هُم مِّنۡ خَشۡيَةِ رَبِّهِم مُّشۡفِقُونَ* وَٱلَّذِينَ هُم بِ‍َٔايَٰتِ رَبِّهِمۡ يُؤۡمِنُونَ* وَٱلَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمۡ لَا يُشۡرِكُونَ}.

 

 الدعاء

 الدعاء وسيلة عظيمة للتقرب إلى الله، فيقوم العبد بدعاء خالقه ليوفقه، ويعينه، وينصره، فيبرء من قوته إلى قوة الله وحوله، وعن الرسول-صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: "الدعاء هو العبادة"، فالدعاء جزءٌ عظيم من العبادة التي هي جوهر خلق الإنسان كما قال تعالى: {وَمَا خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِيَعۡبُدُون}، ومن كرم الله -تعالى- أنّه وعد عباده بأنّه دائم الإجابة، فقد قال الله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌۖ أُجِيبُ دَعۡوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِۖ فَلۡيَسۡتَجِيبُواْ لِي وَلۡيُؤۡمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمۡ يَرۡشُدُونَ}، وهذا من لطف الله ورحمته بأن جعل للدعاء تلك المنزلة رغم سهولة القيام به، ولقد جاء في الحديث عن الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: "إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له"،

 وللدعاء آداب، وشروط ومواقيت يُستحب بها وهناك دعاء ليس بينه وبين الله حجاب، وقد ذُكر عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: "ثلاث دعوات يستجاب لهن لا شك فيهن دعوة المظلوم ودعوة المسافر ودعوة الوالد لولده".

 

دعاء في الثلث الأخير من الليل 

الدعاء بدعوة ذي النون عليه السلام: "لا إله الإ انت سبحانك اني كنت من الظالمين". الدعاء في السجود، وهو أقرب ما يكون العبد الى ربّه. 

الدعاء عند المرض. 

الدعاء عند الإستيقاظ من الليل وقد ورد في ذلك حديث عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- حيث قال: "من تعار من الليل فقال لا إله الإ الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، الحمد لله، وسبحان الله، ولا إله إلا الله ، الله أكبر ، لا حول ولا قوة إلا بالله ثمّ قال :اللهم اغفر لي أو دعى استجيب له ".

 ساعة الإجابة يوم الجمعة.

الدعوة إلى الله فإمة محمد خير أمة أخرجت للناس، تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، ويُنصح بالاطلاع على مسيرة الدكتور عبد الرحمن السميط -رحمه الله- الذي اشتغل بالدعوة بأساليب واقعية أتت أُكلها، فقد أسلم على يد منظمته بحمد الله أكثر من ١١ مليون شخص.

 طلب العلم فقد رفع الله -تعالى- من منزلة العلماء فقال: {فَسۡ‍َٔلُوٓاْ أَهۡلَ ٱلذِّكۡرِ إِن كُنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ}، ولقد ورد في سنة المصطفى: "من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهّل الله له طريقًا إلى الجنة " وكذلك قال: "من يرد الله به خيراً يفقّه في الدين".

 

العبادات الخاصة 

مثل الاعتكاف، التهجد، والصدقة بالسرّ، وتعظيم شعائر الله، الحبّ في الله، والسعي في مصالح الناس، وإصلاح ذات البين، فتعدّ كلّها من كيفية التقرب إلى الله. الذّكر وهو من أوسع أبواب كيفية التقرب إلى الله، وهنا لا بدّ من التنويه إلى أنّ قراءة القرآن وحفظه وتعليمه هي من أهم أنواع الذّكر، فقد ورد في الحديث عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه"