الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ذكرى وفاة طه حسين|كيف شكلت أفكاره ثورة بالحراك الثقافي ونقلته من الضيق للانفتاح؟

أرشيفية - طه حسين
أرشيفية - طه حسين

تمر علينا اليوم، الخميس، ذكرى رحيل عميد الأدب العربي، الدكتور طه حسين، أحد أبرز مثقفي مصر، وصناع نهضتها في القرن العشرين، والذي رحل في 28 أكتوبر عام 1973، بعدما نجح في تحقيق ما لم يحققه أحد في الحياة الثقافية والتعليمية بمصر، وتوفي عن عمر ناهز 84 عاما، وقال عنه عباس العقاد في وفاته إنه رجل جريء العقل مفطور على المناجزة والتحدي.

استطاع طه حسين نقل الحراك الثقافي بين القديم والحديث، من دائرته الضيقة التي كان عليها إلى مستوى أرحب وأوسع بكثير. 

ويستعرض "صدى البلد"، أبرز المعلومات عن طه حسين خلال السطور التالية، وكيف تمكن من نقل الحراك الثقافي المصري من دائرته الضيقة إلى مدى أوسع، خلال السطور التالية.

نشأته ونبوغه

ولد طه حسين في 15 نوفمبر عام 1889، في طبقة متوسطة، وكان الأبن السابع بين 13 طفلا، في قرية الكيلو، بالقرب من مغاغة إحدى مدن محافظ المنيا في صعيد مصر، وفي سن 3 سنوات أصيب بعدوى الرمد في عينيه، وبسبب سوء المعاملة الطبية، والاعتماد على الحلاق في علاجه، فقد الطفل الصغير بصره للأبد.

دخل طه حسين كتاب القرية وهو في هذه السن الصغيرة، وتتلمذ على يد الشيخ محمد جاد الرب، وتعلم في الكتاب اللغة العربية وتلاوة القرآن، وحفظه في مدة قصيرة أذهلت أستاذه وأقاربه، ليلتحق بالأزهر في عام 1902، للدراسة الدينية ودراسة اللغة العربية، ولكن بعد 4 أعوام من الدراسة ضاق الشاب، وأحس أن الأربع سنوات مرت كأربعين عاما، وهو ما ذكره في  سيرته الذاتية، بسبب رتابة الدراسة وعقم المنهج وعدم تطور الأساتذة وطرق التدريس.

صدمة ثقافية

وفي عام 1908، عندما افتتحت الجامعة المصرية، التحق طه حسين بها، ودرس العلوم العصرية والحضارة الإسلامية، والتاريخ والجغرافيا، وكانت تلك العلوم بمثابة صدمة له، لأنه تعود طوال السنوات السابقة على دراسة العلوم المتعلقة بالفقه والحديث والتفسير، وكان بعيدا تماما عن العلوم الجديدة في القرن العشرين، فنهم منها قدر المستطاع في التاريخ والجغرافيا واللغات الشرقية، ولكنه ظل يتردد أيضا على دروس الأزهر والمشاركة في ندواته اللغوية والدينية، وظل على هذا الحال حتى عام 1914، عندما نال شهادة الدكتوراه في موضوع الأطروحة وهو "ذكرى أبي العلاء"، ما أثار ضجة في الأوساط الدينية وقتها.

حرمانه من العالمية

واتهمه أحد أعضاء البرلمان المصري في تلك الفترة بالمروق والزندقة، والخروج على مبادئ الدين الحنيف، وصدرت أوامر شيخ الأزهر للجنة الفاحصة بعدم منح طه حسين درجة العالمية مهما كانت الظروف، ولكن بالرغم من عدم بلوغه أعلى الدرجات العلمية في الأزهر، إلا أنه وصل إلى الدرجات العليا في الجامعة، عندما حصل على الدكتوراه.

السفر إلى باريس

وفي نفس العام، أرسلته الجامعة المصرية إلى مونبيلية بفرنسا، لمتابعة دراسته، ودرس علم النفس والتاريخ الحديث، وعاد بعد عام إلى مصر، ليثير معارك فكرية وخصومات متعددة، كان أبرزها الفروق بين تدريس الأزهر والجامعات الغربية.

في عام 1918 كان قد عاد إلى باريس، وأعد أطروحة الدكتوراة الثانية وعنوانها: «الفلسفة الاجتماعية عند ابن خلدون»، وكان ذلك عام 1918 إضافة إلى إنجازه دبلوم الدراسات العليا في القانون الروماني، والنجاح فيه بدرجة الامتياز، وفي غضون تلك الأعوام كان قد تزوج من سوزان بريسو، الفرنسية السويسرية الجنسية، التي ساعدته على الاطلاع أكثر فأكثر باللغة الفرنسية واللاتينية، فتمكن من الثقافة الغربية إلى حد بعيد.

ثورة علمية في مصر

عاد إلى مصر مرة أخرى عام 1919، وبدأ رحلته العلمية الحقيقة، وعين أستاذا للتاريخ اليوناني والروماني القديم في الجامعة الأهلية، حتى عام 1925، وبعدها عين أستاذا لتاريخ الأدب العربي في كلية بين عامي 1925 و1928، ثم عين عميدا لكلية الآداب عام 1930، ليصبح أول مصري يشغل هذا المنصب، ولكنه استقال منه بعد عامين وعاد للتدريس مرة أخرى، وفي الفترة ما بين عامي 1936 وحتى 1939، عاد من جديد عميدا لكلية الآداب.

شغل منصب وزير المعارف، وهي وزارة التربية والتعليم حاليا، لمدة عامين، وأثر في تلك الفترة مجانية التعليم، كما ساهم في إنشاء جامعة الإسكندرية وعين مديرا لها، وأنشأ أيضا جامعة عين شمس.