الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

متى تنتهي كورونا من العالم؟.. استطلاع رأي.. وعلماء يجيبون

أرشيفية
أرشيفية

لا يزال فيروس كورونا «كوفيد - 19» يشكل تهديدا كبيرا على حياة سكان العالم، فبالرغم من وجود اللقاحات المضادة للفيروس وانتشارها في كل الدول العالم، إلا أن التحذيرات من منظمة الصحة العالمية مازالت قائمة بشأن الفيروس وسرعة انتشاره وشدة أعراضه.

وبالرغم من انتشار فيروس كورونا  وظهور اللقاحات المضادة له، إلا أن العالم ينتظر اليوم الذي يعلن فيه رسميا القضاء على فيروس كورونا بشكل نهائي والانتهاء من هذا الكابوس الذي يعيشه العالم منذ عامين.

استطلاع رأى 

وفي استطلاع للآراء قام به موقع الإذاعة الأمريكية العامة استطلع آراء بعض من العلماء على مستوى العالم عن موعد انتهاء كورونا من العالم، حيث حدد عدد من من العلماء "شرطين أساسيين" يجب توافرهما لكي يصبح فيروس كورونا أقل خطورة في نهاية المطاف، في ظل تزايد قدرته على التحور، وفق تقرير لموقع الإذاعة الأمريكية العامة "إن بي آر" NPR.

فالعلماء باتوا يدركون أن هذا الفيروس لا يشبه فيروسات أخرى مستقرة نسبيا مثل الحصبة، لذا وبعد عدة دراسات حددوا عاملين أساسيين لكي يتم حماية كل شخص حول العالم في نهاية المطاف من المرض المروع.

واستطلع الموقع الأمريكي آراء علماء وأطباء لمعرفة مستقبل الوباء، الذي أصاب وقتل الملايين حول العالم منذ ظهوره أول مرة عام 2019 في الصين، والنهاية المحتملة له، وما إذا كان سيعود بقوة العام المقبل، أو في المستقبل.

الوصول إلى مناعة القطيع

ويشير التقرير إلى أنه كان هناك بعض الأمل في قدرة البشرية على القضاء تماما على الفيروس، لكن مع سرعة انتشاره في جميع القارات، وتزايد عدد الحالات، تحول هذا الأمل إلى فكرة الاستئصال المحلي، من خلال الوصول إلى مناعة القطيع والحصول على التطعيمات.

من جانبها قالت عالمة الأحياء، جيني لافين، من جامعة إمروي في جورجيا، إن الأمر مثل أن نقول إنه إذا لم نكن قادرين على القضاء تماما على الفيروس الجديد، فربما نحقق الاستئصال المحلي، كما نفعل مع الحصبة أو شلل الأطفال.

استقرار الفيروسات

بينما تابع عالم الفيروسات بول بينياسز، من جامعة روكفلر بنيويورك: "لكن تحقيق ذلك بالنسبة للفيروس الجديد يتطلب استقرار الفيروس وعدم تغير تسلسله الجيني وعدم تحوره بمرور الوقت.

ولفتت عالمة الأحياء الجزيئية كاثرين كيستلر، من جامعة "واشنطن" في سياتل إلى أن الفيروسات، مثل الإنفلونزا على سبيل المثال، تتحور بسرعة كبيرة، لذلك تقلل من فعالية اللقاحات، وبالتالي يصاب الأشخاص بالفيروس بشكل مستمر، ما يستدعي تغيير اللقاحات كل عام.

ويشير التقرير إلى أنه في بداية الوباء كان الاعتقاد السائد أن الفيروس الجديد أشبه بالحصبة أكثر منه من الإنفلونزا، ثم بدأت المتغيرات في الظهور وبدا الأمر كما لو أنه لم يتحور فحسب، بل كان يتحور بسرعة كبيرة.

تكيف الفيروس بمرور الوقت

وتشير كيستلر إلى دراسة أجرتها وزملاؤها في جامعة واشنطن، إلى تكيف الفيروس الجديد بشكل ملحوظ في الوقت الحالي بمعدل أعلى أربع مرات من الإنفلونزا الموسمية.

تتوقع العالمة أن لا يتوقف الفيروس عن التكيف، وتقول: "قد يتباطأ، لكن الفيروسات التي تتطور بشكل تكيفي تميل إلى الاستمرار في ذلك. ولا تميل إلى الوصول إلى نهاية للتطور".

ويقول العديد من العلماء إن هذا التطور السريع يبدد الآمال في القضاء على فيروس كورونا، كما هو الحال مع الإنفلونزا، ومن المرجح أن يكون قادرا على إعادة إصابة الناس مرارا وتكرارا، وسوف يستمر في العودة عاما بعد عام.

وفي هذا الصدد يقول الدكتور أبرار كاران، اختصاصي الأمراض المعدية في جامعة ستانفورد، إن الجميع سيصاب بالفيروس في نهاية المطاف، ويضيف أن "الجميع سيصاب به سواء تم تطعيمهم أم ولا".

لكن كاران لا يعتقد أن المرض سيبقى مروعا للأبد، وتابع: "عندما يتم تطعيمك بالكامل أو تعرضت للمرض، فإنك تتعامل مع مرض مختلف تماما وعملية مختلفة تماما".

كورونا خفيفة مثل الإنفلونزا

ويعتقد بعض العلماء أنه في نهاية المطاف يمكن أن يتحول إلى مرض يبدو أكثر شبها بفيروسات كورونا الأخرى، أي مرض خفيف يشبه الإنفلونزا.

وتشير لافين، التي تعمل الآن في شركة التكنولوجيا الحيوية كاريوس، إلى دراسة أجرتها حول ما يمكن أن يفعله الفيروس الجديد بعد عامين، وخمسة، وحتى 10 سنوات من الآن، تشير إلى أنه لكي يتحول الفيروس الجديد إلى نزلة برد خفيفة، يجب تلبية شرطين، الشرط الأول: استمرار الحصول على الحماية المناعية ضد الأعراض الشديدة، من خلال الإصابة بالعدوى عدة مرات، أو الحصول على اللقاحات.

وتقول إنه إذا كان اللقاح أو التعرض الطبيعي للفيروس يوفر مناعة طويلة الأمد للجميع، وبمرور الوقت ستتم حماية الغالبية العظمى من السكان من أعراض فيروس كورونا الشديدة.

تكوّن مناعة عند الأطفال

وتابعت: "الشرط الثاني يجب أن يظل الفيروس خفيفا نسبيا عند الأطفال، فطالما أصيبوا به وهم صغار، ستتكون لديهم مناعة ضد الفيروس مثل البالغين، لذلك من الناحية النظرية، سيتم حماية كل شخص حول العالم في نهاية المطاف من المرض المروع".

واختتمت: "قد يستغرق تراكم هذه المناعة لدى جميع الناس وقتا طويلا، ربما سنوات، لهذا يجب حصول الناس على التطعيمات، لأنه كلما تمت حماية الجميع بشكل أسرع من الأعراض الشديدة، يمكن أن يتحول الفيروس بشكل أسرع من مرض يسبب الهلع، إلى مرض يتلاشى من خلفية حياتنا".