الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لماذا ينكرون وجود الله ؟.. خطيب المسجد الحرام: لأنهم يكابرون فطرتهم

لماذا ينكرون وجود
لماذا ينكرون وجود الله

قال الشيخ الدكتور فيصل بن جميل غزاوي ، إمام وخطيب المسجد الحرام، إن الاعتراف بالخالق أمر فطري ضروري في نفوس الناس لكن عندما تنتكس الفطرة فمن الناس من يكابر فطرته ويغالب عقله ويناقض البديهات فينكر وجود الله تعالى وينفي أن يكون لهذا الكون خالق مدبر مع أن كل ما في الكون والآفاق دلائل على وجوده وربوبيته وشواهد على وحدانيته وقدرته.

عند الشدائد تستيقظ الفطرة 

وأوضح «غزاوي» خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمةً، أنه عند الشدائد والأهوال تستيقظ فطرة الإنسان فيفرد ربه بالألوهية كما قال تعالى: «وَإِذَا مَسَّكُمُ الْضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلاَّ إِيَّاهُ»، لكن عندما تنتكس الفطرة عند بعض جهلة المتسمِّين بالإسلام إذا دهمتهم الشدائد وغشيتهم المحن والكروب تركوا دعاء الله واستغاثوا بمن يعتقدون فيه الولاية والصلاح وطلبوا منه العون والمدد.

وأضاف أنهم كانوا في ذلك أسوأ من المشركين عبدة الأصنام الذين كانوا عند حلول الحوادث العظام والخطوب الجسام يلجأون إلى الله وحده وينسون آلهتهم طالبين النجاة كما قال جل في علاه «فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ»، منوهًا بأن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان على فطرة سوية وهي الخلقة التي خلق الله عباده عليها وجعلهم مفطورين عليها. 

وتابع: والله تعالى فطرهم كذلك على محبة الخير والفضائل والمحاسن، وكراهية الشر والمساوئ والقبائح، وفطرهم حنفاء مستعدين لقبول الخير والإخلاص لله والتقرب إليه، منوهًا بأن الدين الإسلامي ديـن الفطـرة السـليمة، فخالق الفطرة جل في علاه هو الذي أنزل الدين القويم وشرعه وارتضاه ولم يقبل من أحد دينا سواه.

واستشهد بقول الله عز وجل: «فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ»، مشيرًا إلى أنه على الرغم من اختلاف البشر في مللهم ومشاربهم وأجناسهم فإنهم لا يزالون متفقين على المحافظة على إنسانيتهم، ليستمر بقاؤهم، وتنتظم حياتهم.

تأبى الشهوات الشاذة بحكم فطرتها

ونبه إلى أن هذه الخلقة التي خلق الله الناس عليها تأبى الشهوات الشاذة بحكم فطرتها، وهذا في غالب الناس؛ إذ النادر لا حكم له، بل هو شاذ، فلا يعتد بمن طرأ على فطرته عارض فأفسدها وطمس بصيرتها، حتى تختل المفاهيم لديه فيرى الحق باطلاً والباطل حقاً والحسن قبيحا والقبيح حسنا والحلال حراما والحرام حلالا، لما ورد عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا فَلَا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتْ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَالْآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا لَا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا إِلَّا مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاه».