الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

روسيا المتهم الأول

مرض غامض يضرب الدبلوماسيين والجواسيس الأمريكيين فقط|هل بدأت الحرب الجينية بين القوى العظمى؟

متلازمة هافانا
متلازمة هافانا

يسعى الأطباء والعلماء ورجال المخابرات والمسئولون الحكوميون الأمريكيون، للوصول إلى أسرار متلازمة هافانا، وهو مرض غامض أصاب دبلوماسيي وجواسيس أمريكا، ويعتبرها البعض عملا من أعمال الحرب، بالتزامن مع تساؤلات أخرى حول ما إذا كانت شكلا جديدا وسريا من المراقبة.

وتبحث الدوائر الأمريكية المختلفة عن السبب وراء هذه المتلازمة التي تصيب رجال أمريكا حول العالم، بشكل يجعل قراء المشهد يدركون أن أمريكا ومواطنيها ودبلوماسيها مستهدفون، وأيضا طرح تساؤل عما إذا كان هذه الإصابات شكلا جديدا من أشكال الحرب.

ويستعرض "صدى البلد"، خلال السطور التالية أبرز المعلومات عن متلازمة هافانا، وجهود أمريكا في كشف غموض إصابة رجالها حول العالم بها.

أعراض متلازمة هافانا

تبدأ أعراض متلازمة هافانا، التي تصيب الأمريكيين فقط، بصوت داخل الرأس، يصفه المصابون بأنه أقرب إلى الطنين أو صوت طحن المدن، أو الصرير الثاقب للأذن، بينما وصفته إحدى النساء، بأنه طنين منخفض وضغط شديد في جمجمتها.

شعر المصابون أيضا بالألم الشديد بسبب هذا الصوت، الذي نتج عن متلازمة هافانا، كما أن تغطية آذانهم لم تحدث أي فرق، وعانى البعض من الدوخة والإرهاق لأشهر، بينما من لم يسمع صوتا، شعر بالحرارة والضغط فقط.

كثرة الحالات، دفعت وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أمس الجمعة، إلى كشف ملابسات متلازمة هافانا، وقال إنه مرض غامض يصيب الدبلوماسيين الأمريكيين في جميع أنحاء العالم، وإن المصادر تقول إنه ناجم عن هجمات صوتية ينسبها البعض إلى روسيا.

وأكد بلينكن على تعيين دبلوماسيين مخضرمين، وهما جوناثان مور المكلف بتنسيق رد وزارة الخارجية، ومارجريت أويهارا، والتي سوف تتولى التأكد من توفير الرعاية الطبية لكل شخص تظهر عليه الأعراض.

ظهرت الحوادث الصحية غير الطبيعية للدبلوماسيين الأمريكيين للمرة الأولى في كوبا عام 2016، بعدما سمع 40 دبلوماسيا أمريكيا أصواتا حادة جدا وبدأوا يعانون من صداع شديد ودوار وغثيان، وحملت السلطات الأمريكية وقتها كوبا المسئولية عن هذه الحوادث، ومنذ ذلك الحين سجلت حالات من هذا النوع في الصين وألمانيا وأستراليا وروسيا والنمسا، وحتى داخل واشنطن.

أعداد الحالات

وعن أعداد الحالات، ترفض وزارة الخارجية الأمريكية تقديرها، ولكن تشير التقارير الإعلامية داخل أمريكا إلى أن عدد الإصابات بلغ 200 إصابة ومشتبه بإصابتهم، وفي المقابل دعا بلينكن، كل دبلوماسي أمريكي لـ كشف وضعه من المرض دون خوف أو انتقادات، مؤكدا أن كل العاملين في حكومة الولايات المتحدة عازمون على كشف أسباب ومرتكبي هذه الحوادث ورعاية المتضررين.

وأوضح أن بعض الدبلوماسيين يخضعون حاليا للفحوص الطبية العصبية والسمعية وطب العيون، قبل مغادرتهم للعمل في الخارج، وذلك للحصول على أساس للمقارنة إذا أبلغوا لاحقا عن حادث صحي غير طبيعي.

وأشار عدد من المسئولين الأمريكين إلى أن سبب هذه الهجمات هي موجات لاسلكية محتملة، مشتبهين في روسيا، ولكن هذه الفرضية تثير تساؤل بعض العلماء الذين يعتبرون أن وجود سبب مشترك لكل هذه الحالات أمر غير مرجح.

كان رئيس المخابرات الروسية سيرجي ناريشكين، نفى خلال تصريحات سابقة في سبتمبر الماضي، أن تكون أعراض متلازمة هافانا التي أصابت عناصر المخابرات الأمريكية، قد ظهرت في الخارج لدى موظفي ووكلاء المخابرات الروسية.


-