EN 
اعتقلت شرطة إسبانيا، مهاجرًا يمنيا كان يحتجز في شقة مستأجرة، ابنتيه مع ابنتين لشقيقه، اختطفهما وأخرجهما من اليمن قِبَل عدة سنوات، كما استعانت الشرطة بالسفارة السعودية لإنقاذ الموقف.
وقالت صحيفة "إل باييس" الإسبانية، إن المهاجر البالغ من العمر 54 عاما الذي أعلنت الشرطة أمس الجمعة اعتقاله في مدينة قرطاجنة قبل 10 أيام، غادر اليمن في عام 2014 مع الفتيات الأربع اللواتي كن قاصرات حينئذ، ولا تزال إحدى ابنتي شقيقه قاصرة حتى الآن.
ومنذ ذلك الحين، أقام المهاجر مع الفتيات الأربع في إندونيسيا وكولومبيا وماليزيا وكوريا الجنوبية وتركيا والإكوادور، وووصل في نهاية المطاف إلى إسبانيا في مارس 2020.
وذكرت الصحيفة أن المهاجر بعد وصوله البلاد، احتجز الفتيات الأربع داخل شقة مستأجرة ولم يسمح لهن بالتواصل إلا مع موظفات من منظمة Fundación Cepaim المعنية بمساعدة المهاجرين وبحضوره حصرا.
ولجأت هذه المنظمة إلى السلطات وأبلغتها بمخاوفها إزاء وضع الفتيات، خاصة وأنه لم يكن بإمكانهن الإجابة عن أسئلة موجهة إليهن دون موافقة مسبقة من المهاجر، وكانت أجوبتهن على أسئلة عن أمهاتهن مبهمة ومتضاربة.
وبحسب بيانات الشرطة، كان المهاجر يخزن الغذاء في غرفته وكان يشرف على توزيعه بين الفتيات، بالإضافة إلى سحبه كافة الأجهزة الإلكترونية من الشقة، بدعوى أنهن "لا يحتجن إلى أي تواصل مع العالم الخارجي".
وأشارت الصحيفة إلى أن التحقيق الشرطي في القضية كان صعبا ومتعثرا، حيث رفضت محكمة في البداية السماح بتفتيش مقر إقامة المهاجر، على الرغم من الشكوى المقدمة من المنظمة.
ولجأ المحققون إلى الملحق المعني بالشؤون الداخلية في سفارة السعودية، بهدف التواصل مع زوجة شقيق المهاجر، وكشفوا أن هذا الرجل لم يملك أي من الوثائق المطلوبة لإخراج ابنتي شقيقه من اليمن.
وأكدت والدة الفتيات عبر مؤتمر الفيديو أن ابنتيها اختطفتا عندما كانتا قاصرتين، وأن مصيرهما كان مجهولا لها على مدى 8 سنوات، مشيرة إلى أن الإنتربول سبق أن أصدرت مذكرة اعتقال بحق شقيق زوجها على خلفية هذه القضية.
ووفقا لبيانات الصحيفة، أبلغ موظفو القنصلية اليمنية في تركيا المهاجر عندما حاول تمديد جوازه برفع الدعوى بحقه، وبعد ذلك غادر الرجل مع الفتيات إلى إسبانيا.
وأشارت الصحيفة إلى أن الشرطة خلال تفتيش مقر إقامة المهاجر عثرت على قرابة خمسة آلاف يورو و2.5 ألف دولار.
وذكرت مصادر أمنية للصحيفة أن المهاجر، حسب المعطيات المتوفرة، كان يستفيد بمساعدات من الدولة للحصول على موارد الرزق.
ولا يزال المهاجر قيد الحبس، فيما تم تسليم الفتيات إلى مركز إعادة تأهيل، وفقا للصحيفة.
