بعد صراع مع المعرض، توفي المصور العراقي لطيف العاني، يوم الخميس، عن عمر ناهز 90 عاما، تاركا إرثا كبيرا من الصور الفوتوغرافية التي توثق العديد من الأحداث الهامة في تاريخ العراق.
تاريخ طويل للمصور العراقي صاحب لقب "عميد المصورين العراقيين" والذي يعد أحد رواد التصوير في العراق والشرق الأوسط، والموثق الأول لتاريخ العراق في منتصف القرن العشرين.
كان قد ولد في عام 1932 في مدينة كربلاء العراقية، وانتقل منها برفقة أسرته إلى بغداد بعد وفاة والده، وبدأ في مجال التصوير الفوتوغرافي خلال مساعدته لشقيقه في المجال نفسه.
وكان يمتلك شقيقه محل في بغداد، وتعلم هناك أساسيات التصوير وحصل على أول آلة للتصوير في عام 1947 بعدما اشترى له شقيقه كاميرا خصيصا، وكان شراء الكاميرا يعد أمرا مذهلا نسبة إلى قلة أعداد المصورين في العراق.
وكانت حينها استوديوهات التصوير الفوتوغرافي قليلة نسبيا في العراق، ولم تبدأ في الانتشار في العراق إلا في أواخر الأربعينات، وكان التصوير بجانب عمله الأساسي في إحدى شركات النفط في العراق.
وتعلم لطيف العاني أساسيات التصير على يد مجموعة من كبار الأساتذة والفنيين والمصورين الأجانب، حتى قرر الاطلاق للعمل بمفرده كمصور محترف.
وفي سنوات قليلة بزغ نجمه كمصور عراقي محترف، حتى عام 1960 الذي أسس فيه قسم التصوير في وزارة الثقافة التي كانت تسمى سابقا بوزارة الإعلام، وقدم العديد من الصور باللون الأبيض والأسود والملونة والتي كان نادر صدورها آنذاك.
يتمتع لطيف العاني بأرشيف نادر ومميز يوثق من خلاله العراق على مدار النصف لثاني من القرن العشرين، ومنها صور لشارع الرشيد في بداد، وبابل، وسوق الصفافير، ومنارة الملوية، وجامع المرجان وطارق كسرى، وأسواق بغداد.