أعلن السفير الأمريكي لدى أنقرة والمبعوث الخاص إلى سوريا، توم باراك، عن عقد اجتماع غير مسبوق في باريس جمعه بمسؤولين سوريين وإسرائيليين، مساء الخميس، بهدف تخفيف حدة التوترات بين الجانبين.
وقال باراك في بيان نشره عبر وسائل التواصل الاجتماعي: "التقيت بمسؤولين سوريين وإسرائيليين في باريس هذا المساء... كان هدفنا تخفيف التوترات، وقد نجحنا في ذلك".
وأضاف أن جميع الأطراف التي شاركت في اللقاء أكدت التزامها بمواصلة هذا المسار الحواري، رغم حساسية الظروف وتعقيد الملفات العالقة، مشيرًا إلى أن اللقاء شهد أجواءً إيجابية تعكس رغبة مشتركة في تجنب التصعيد.
ويأتي هذا التحرك الدبلوماسي الأمريكي في وقت تشهد فيه محافظة السويداء، جنوب سوريا، حالة من التدهور الأمني الحاد، في ظل اشتباكات دموية اندلعت منذ 12 يوليو الجاري بين مجموعات من العشائر البدوية ومقاتلين من الطائفة الدرزية، بمشاركة عناصر من قوات الأمن السورية.
وأسفرت هذه المواجهات عن مقتل ما لا يقل عن 814 شخصاً، بينهم نساء وأطفال وأفراد من الكوادر الطبية والإعلامية، بالإضافة إلى إصابة أكثر من 900 شخص، وفقاً لما وثقته الشبكة السورية لحقوق الإنسان.
وفي ظل هذا التصعيد، نفذت إسرائيل عدة غارات جوية جنوب سوريا وفي العاصمة دمشق، زاعمة أن تدخلها العسكري يأتي لحماية أبناء الطائفة الدرزية، وهو ما اعتبره مراقبون سبباً إضافياً لتفاقم التوتر وتعقيد المشهد الإقليمي.
ورغم إعلان الحكومة السورية عن عدة مبادرات لوقف إطلاق النار وتوقيع اتفاقات تهدئة، إلا أن العنف ما يزال مستمراً في بعض المناطق، مع استمرار الاشتباكات المتقطعة ووجود حالة من الانفلات الأمني، الأمر الذي دفع المجتمع الدولي، وخاصة الولايات المتحدة، إلى تكثيف جهود الوساطة بين مختلف الأطراف.
ويرى محللون أن الاجتماع في باريس قد يمثل بداية لمسار دبلوماسي جديد يربط بين الأوضاع الميدانية في الجنوب السوري وتوازنات إقليمية أوسع تشمل إسرائيل، مع احتمال فتح قنوات غير معلنة للتنسيق الأمني أو تهدئة النزاعات الحدودية، وسط مخاوف من تحول التصعيد في السويداء إلى صراع إقليمي مفتوح.