الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل الدعاء على النفس بالموت كفر؟.. ومتى يجوز تمنيه؟

هل الدعاء على النفس
هل الدعاء على النفس بالموت كفر؟

هل الدعاء على النفس بالموت كفر؟ .. يشغل بال كثير من الناس أسئلة كثيرة تتعلق بالموت أبرزها: هل الدعاء على النفس بالموت كفر؟، هل الدعاء على أولادي بالموت مستجاب؟، لماذا نهى النبي عن تمني الموت؟، وهل هو راحة للبدن والإنسان أم أنه بداية لعقاب أليم؟ 

ومن خلال التقرير التالي نسلط الضوء على أبرز ما ورد في هذا الأمر.

هل الدعاء على النفس بالموت كفر؟

تمني الموت من الأمور المنهي عنها إلا أنه لا يرقى لمرتبة الكفر، لأن من يملك تحقيق هذه الرغبة هو المولى عزوجل إلا أن الإنسان عليه أن يعيش حياته كما أمره الله تبارك وتعالى وأن يتمنى لنفسه الخير وأن يدعوا الله بأمور أخرى من شأنها أن تحسن له معيشته وتكشف عنه كربه وهمه وتقضي له حاجته، فإن الدعاء كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عبادة، فاغتنمها في تحقيق ما هو أنفع لك.

فقد نهى النبي في مواضع كثيرة عن دعوة الإنسان على نفسه أو ولده فقال:"لا تدعوا على ‏أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على خدمكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا ‏توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجاب لكم".

هل الدعاء على النفس بالموت كفر؟

وقد ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤالاً يقول صاحبه: دائمًا أدعو على نفسي و أتمنى الموت فهل هذا حرام؟، ليؤكد الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أن النبي الكريم نهى أن يدعو الإنسان على نفسه فقال "إن كان ولابد فاعلا فليقل الله أحييني ما دامت الحياة خيرا لي وتوفني ما دامت خيرا لي".

وأشار إلى أن الإنسان عليه ألا ينشغل بالحزن للفقيد عن الدعاء له، منوها أن الدنيا أيام قليلة تمر سريعا فلا ينبغي أن تمر علينا ونحن في حزن المستمر فنضيع واجبات أخرى علينا سواء لنفسنا أو للاخرين من حولنا، مستدلاً بقوله تعالى "إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ" منوها أن أجمل ما أوتي المؤمن أنه يبشر بعطاء الله الكريم بدون حساب إذا صبر.

هل الدعاء على النفس بالموت كفر؟

يقول الدكتور محمود شلبي أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية: إن دعاء المظلوم على الظالم جائز، لأن الله سبحانه وتعالى قال “لَّا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَن ظُلِمَ”، والنبي صلى الله عليه وسلم قال “اتَّقِ دعوة المظلوم فإنها ليس بينها وبين الله حجاب”.


وأضاف أمين الفتوى في إجابة سؤال: هل يجوز أن أدعو على من ظلمني حتى لو كانوا من أقاربي؟، أن الأولى والأفضل يفوض الإنسان أمره إلى الله وألا يشغل نفسه بهده الأمور، ويستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، وبدلا ما إشغال نفسه بالدعاء على الأشخاص يستغل هذه الفترة بالدعاء لنفسه وذكر الله.
ونوه أمين الفتوى أنه في كل الأحوال الله سبحانه وتعالى مطلع على عباده وسيحاسب كل إنسان على تصرفاته صغيرة كانت أو كبيرة، قال تعالى "وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ۚ وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ۗ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا، مشيراً إلى أن كل الأعمال يوم القيامة ستظهر وتتكشف ويقتص المظلوم من الظالم حتى يأخذ حقه غير منقوص.

هل الدعاء على النفس بالموت كفر؟

فيما أشار الدكتور مجدي عاشور المستشار الأكاديمي لمفتي الجمهورية، رداً على سؤال: حكم تمني الموت والدعاء على النفس به، إلى أنه لا يجوز للإنسان الدعاء على نفسه بالموت وتمنيه وذلك لقول الرسول  صلى الله عليه وسلم  "لا تدعوا على ‏أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على خدمكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا ‏توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجاب لكم".

وأضاف، أن الإنسان لا يضمن أنه إذا مات حسناته أكثر من سيئاته فبالتالي لا يدعو على نفسه وإنما يستحب أن يدعي بأن “ يطمئن الله قلبه من حالة اليأس والإحباط  وتغيير الحال الي أحسنه والهدى من الله ” وأيضا قول دعاء “اللهم أحيني ما دامت الحياة خيراً لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي ”. 

 

هل سكرات الموت مؤلمة؟

بحسب الداعية الإسلامي خالد الجندي، فإن سكرات الموت أشبه بحقنة بنج تسهل على الإنسان مفارقة الروح للجسد، موضحاً أن الجذر اللغوي لسكرات من سَكَرَ أي أحس بلذة السُكرِ، مشدداً على أن سكرات الموت ليست دليلاً على الألم.

ولفت خالد الجندي خلال برنامج لعلهم يفقهون إلى أن هناك معنيين لسكرات الموت أحدهما أنها من السكر أي الغلق، أي أنها تغلق عليه عمل الجوارح التي تخرج منها، ومنها قولنا سكران على من يشرب الخمر أي غفل أو قل الشعور والإحساس لديه.

وبين خالد الجندي أن سكرات الموت سهلة عند بعض الناس وليس الكل، وأنها تمثل سكرات الموت بالنسبة للإنسان، حقنة البنج قبل إجراء الجراحة، ومنها أنها تسكر كل الأعصاب ومراكز الإحساس كما تفعل حقنة بنج فهي أشبه بحقنة يعطيها الله للمتوفى، وذلك مصداقاً لحديث :"إن الله يكره أذى المؤمن".

وشدد على أنه لا مجال للخوف أو التشاؤم أو استعجال الموت قائلاً: "ملك الموت جاي جاي.. وبنرد على شبهة اعتراض النبي على وفاة ابنه إبراهيم احنا لا ننفي الحزن عن الأحياء، حديثنا للميت الذي سيقابل رب العالمين"، مشدداً على أن أعرابياً قال لابن عباس رضي الله عنه: ماذا بعد الحياة؟ قال: موت، قال: ماذا بعد الموت؟، قال: حساب، قال: ومن يحاسبنا؟، قال: أرحم الراحمين، قال: إذن لن يضيعنا". 


هل الموت راحة كل حي؟ 

سؤال قد يتبادر إلى ذهن البعض إلا أن حقيقته خلاف ذلك فإن معيار الراحة يتفاوت بين الإنسان وبين عمله، الذي هو في حكم الغيب بالنسبة له، يقول الشحات العزازي، الداعية الإسلامي، إنه يجوز للإنسان أن يتمنى الرحيل عن الدنيا ولقاء الله تبارك وتعالى أسوة بالأنبياء والصالحين، مشيراً إلى أنه يجوز ذلك بشرطين أحدهما تمام النعم وحسن العمل.

ولفت العزازي خلال برنامج لعلهم يفقهون المذاع على فضائية دي ام سي، إلى أنه يجوز للإنسان أن يسأل الله تبارك وتعالى الموت، كما فعل سيدنا يوسف عليه السلام هذا النبي العظيم فبعد أن جمع الله شمله مع أهله قال:" تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ"، وأيضاً سيدنا عمر بن عبدالعزيز عندما تولى الخلافة فكان حريصاً على التقشف ويقول تطيق نفسي إلى الجنة.

كما بين رمضان عبد الرازق الداعية الإسلامي، أن الله تبارك وتعالى كان يخير الأنبياء عند الممات، ولم يؤثر عن نبي أنه أحب البقاء في هذه الدنيا، ما يدل على أنه يجوز للإنسان أن يتعجل لقاء الله إذا تمت النعمة وحسن العمل حتى يلقى ربه معسل.

وحذر على أنه لا يجوز تمنى الموت لضر أصيب به الإنسان، فلا يتمن أحدنا الموت اعتراضاً على قضاء بل شوقاً إلى الله وحسن عملك وسيرتك وسريرتك أو خشي الإنسان على نفسه الفتنة، حيث روي عن النبي قوله:"يكره أحكم الموت وهو خير له من الفتنة ويكره قلة المال وهي أقل من الحساب".