الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الأكثر انتشار ونفوذا.. مصطفى بكري يرصد التاريخ البرلماني لعائلة الأباظية

النائب مصطفى بكري
النائب مصطفى بكري

يستمر النائب مصطفى بكري في مواصلة سرد حلقاته المخصصة لرصد تاريخ العائلات البرلمانية فى مصر، والتي لعبت أدوارًا مهمة فى تاريخ الحياة النيابية المصرية، منذ نشأة «مجلس المشورة» فى عهد محمد على 1829، مرورًا بكافة المجالس والبرلمانات التى سبقت قيام ثورة 23 يوليو.

وخصص مصطفى بكري، حلقته الخامسة لرصد تاريخ العائلة الأباظية التى تعد واحدة من أهم الأسر المصرية وأكثرها انتشارًا ونفوذًا على مدى عقود طويلة من الزمن وحتى اليوم.

 

العائلة الأباظية ودورها فى الحياة البرلمانية المصرية
 

كانت رموز هذه العائلة حاضرة فى غالبية المجالس النيابية والاستشارية منذ تأسيس المجلس العالى فى عهد محمد على باشا (1824)، حيث جرى تمثيل العائلة الأباظية دونا عن غيرها باثنين من رموزها هما: شيخ العرب حسن أباظة والبغدادى أباظة، وحتى مجلسيْ النواب والشيوخ الحاليين 2021، حيث ضما أربعة نواب هم: أحمد فؤاد أباظة، وهانى الدرى أباظة، ووجيه حسين أباظة، ويسرا أحمد فؤاد أباظة..

أصل العائلة:

يعود نسب هذه العائلة إلى العرب العاربة من سكان «بنوقحطان» فى اليمن، وهم الذين أنشأوا الدولة اليمنية وعملوا على نهوضها وبناء مؤسساتها منذ قرون طويلة مضت، حيث تنتمى الأسرة إلى عائلة «العايد» التى ورد ذكرها فى الكثير من كتب التاريخ وتناولها ابن خلدون والمقريزى والشيخ على مبارك.

يقول ابن خلدون فى الجزء الثانى من كتابه «العبر وديوان المبتدأ والخبر»: «إن «العايد»، هم من بنى النافرة، من بنى النفاثة من جذام فى اليمن». (1)

وهبطت الأسرة إلى مصر فى القرن السابع الهجري، أى منذ أكثر من 800 عام، حيث اكتسبت العائلة اسم «الأباظية» من جنسية والدتهم زوجة «الشيخ العايد» الجد الأكبر للأسرة والذى تزوج من شقيقة أحد الحكام المماليك وكانت تنتمى إلى قبيلة “أباظة” الشركسية، الممتدة فى بلاد الشركس «أبخازيا» فى القوقاز، والتى جاءت إلى مصر هربًا من عمليات التطهير العرقى التى كانت تجرى ضد المسلمين هناك، فلما أنجبت الأم طفلها الذى سماه والده «حسن» لقبوه بـ«ابن الأباظية» نسبة إلى الأم، فغلب اللقب الذى أطلق عليه فى تلك الأيام على لقب «العايد» وهو لقب الوالد الكبير.

وقبيل التطرق لدور العائلة فى الحياة البرلمانية المصرية، من المهم معرفة سيرتها، وأصولها التى رصدها الكثير من المؤرخين والكتاب.

الآباء المؤسسون:

يقول المقريزي، إن “العايذ” (أجداد الأباظية) ينسبون إلى عايذ أو إلى (عايذة) أحد بطون (جذام) و(العايذ) من القاهرة وإلى العقبة تنسب إلى عبيد بن كعب بن على بن سعد بن أباوه بن غطفان بن أبى سعد بن إياس بن حرام بن جذام (2)، حيث ينتهى به النسب إلى بن يعرب بن قحطان (وهى من قبائل اليمن)(3)» حتى يصل بهم النسب إلى سام بن سيدنا نوح (عليه السلام)، كما أن إبراهيم العائدى جد الأسرة الأباظية هو من أمراء طى وعائد باليمن(4).

وفى تاريخ (ابن خلدون): أن أهل العائذ عرب يمنيون بحسب الأصل، وهم بطن من بطون كهلان، ولهم حظوظ فى الدول قبل الإسلام وبعده، وكان ورودهم الديار المصرية فى أول القرن السابع من الهجرة.

وقال الشيخ على باشا مبارك، إنه لا منافاة بين كلام ابن خلدون، وما نُقل عن المقريزي، لأن جذامًا فرع من كهلان، ففى “رسالة البيان والإعراب عمن بمصر من الأعراب”، قيل: إن جذامًا لحقت بالشام، فانتمت إلى سبأ ولحقوا باليمن، ثم قسم جذاما إلى بطون، ثم قال: والعائذ - بذال معجمة- بطن من جذام ينسبون إلى عائذة وهى أحد بطون جذام “.(5)

نزوح العائلة:

ونزحت العائلة من شمال اليمن إلى الحجاز عقب الإسلام واستوطنت فى منطقة «نجد» حتى القرن السادس للهجرة، ثم قدمت إلى مصر فى القرن السابع الهجري، حيث استقدمها الظاهر بيبرس أحد سلاطين المماليك الأولى، وعهد إليها بتولى خفارة المحمل الشريف وحماية الحجاج حتى يصلوا إلى العقبة (6)

وفى عام 650هـ (1252م- 1253م) هاجر شيخ العرب محمد العايدى الكبير، ومعه زمرة من أتباعه حيث نزلوا بمنطقة تقع بالقرب من مدينة بلبيس بالشرقية فأقاموا عليها بيوتًا وبلدانًا وقرى تعرف الآن ببلاد العايد أو كفر العايد.(7)

ولم يقتصر الأمر على منطقة بلبيس أو بعض المناطق الأخرى فى الشرقية بل امتد وجودهم إلى الدقهلية والقليوبية والمنوفية، حيث منحهم الظاهر بيبرس قطعًا كبيرة من الأراضي، فتملكوها وبدأوا فى زراعتها بالنخيل، وعندما تولى محمد على حكم مصر استعان بهم فى القضاء على معارضيه من المتمردين من عساكر الأرنؤود.(8)

لقب الأباظية

ويرجع لقب الأباظية إلى أن جدهم الأكبر إبراهيم العايدى تزوج أيام حكم المماليك الشراكسة لمصر بإحدى بناتهم، وكانت من قبيلة «أباظة» الشركسية وتدعى (الأبخاز) وتسمى هذه القبيلة بأربعة أسماء هى (الأبسليا والأباظجية، والصانيجا والمسميان)، وكانوا يسمون نجل إبراهيم العايدى بـ«ابن الأباظية»، لكى يميزوه عن أبناء القبيلة، وجرى هذا الاسم على لسان أبناء القبيلة، كما جرى على لسان العامة من الناس وقد أطلق اللقب على شيخ العرب «حسن أباظة» جد الأباظية فى العصر الحديث وكذلك شقيقه «البغدادى أباظة»، وهما ابنا سليمان بن عبد الله بن محمد بن سليمان بن محمد أباظة بن شيخ العرب إبراهيم العايدى.(9)

ويذكر بعض المؤرخين أن الاحتمال الأرجح هو أن تكون هذه الزيجة قد تمت فى العصر العثمانى وليس فى عصر دولة المماليك الشراكسة والتى انتهت عام 1516، حيث إن حسن وبغدادى أباظة لم يكن بينهما وبين جدهما «إبراهيم العائدي» سوى خمسة أجداد فقط.(10)

عهد محمد على:

عندما تولى محمد على باشا حكم مصر فى عام 1805 كانت قبيلة (الأباظية) تملك أموالا وأراضى وثروات عديدة، وقد خيرهم بين أن يعاملوا معاملة العرب بشرط أن ينزع ما تحت أيديهم من أراضٍ ونخيل، وبين أن يعاملوا معاملة الفلاحين ويبقى لهم ما تحت أيديهم، ففضلوا بقاء أراضيهم تحت سيطرتهم، (11)، وأسسوا بعض القرى واستقروا بها ومنها كفر بغدادى أباظة، وكفر أباظة، وكفر أبو حسين. كما أسسوا بعض العزب الخاصة بهم، مثل عزبة إسماعيل أباظة ببردين وهى التى أسسها والده السيد أباظة باشا عام 1875.

رموز العائلة

ويقول الشيخ على باشا مبارك فى كتابه «الخطط التوفيقية - الجزء الرابع- العائلة ورموززها:

ومن أشهر عائلات العائذ وأعظمها رتبة، وأرفعها مكانًا، عائلة أولاد أباظة، تقلبت فى الرتب السنية، والمناصب الديوانية منهم جملة، فأسبقهم فى ذلك الأمير الجليل ذو المجد الأثيل، المرحوم حسن أغا أباظة، جعله المرحوم إبراهيم باشا (سر عسكرى) والد الخديو إسماعيل باشا شيخ مشايخ نصف الشرقية سنة سبع وعشرين ومائتين وألف وقت تشريفه جهة بردين للمساحة العمومية، وبعد مدة جعل ناظر نظار نصفها، ثم مأمور جانب شيبة وهى المركز، ثم مأمور جانب ههيا وهى المركز أيضًا، ثم باشمعاون الشرقية والدقهلية، ثم عوفى من الخدامة لمرض قام به، وبقى معافى مشتغلًا بشأنه وزروعاته، وكان يزرع نحو أربعة آلاف فدان إلى أن توفى سنة 1265 خمسة وستين ومائتين وألف، وكان كريمًا جوادًا فصيح اللسان، ومن آثاره مسجد عظيم أنشأه فى كفر أباظة مقام الشعائر إلى الآن، وبنى ضريح الشيخ تاج الدين ومقبرتهم الآن عنده بعد أن كانت بمشهد الطواحين.

ويقول: أما ابنه السيد باشا أباظة: فقد فاق أباه، ونال من المجد أعلاه، ولد بكفر أباظة وتربى به وقرأ القرآن وشيئًا من الحساب على الفقيه الشيخ - عوض الجزار- الذى كان مرتبًا لتعليمهم، وكانت العلماء تفد عليهم كثيرًا فأقام عندهم منهم جماعة فصار يتعلم منهم، ثم لازمه الشيخ - خليل العزازي- إلى أن توفى، وكان عالمًا فاضلًا فنجب على يديه وتأهل للمناصب، فجعل أولًا مأمور جهة ههيا وسنه نحو ست عشرة سنة، ثم انتقل إلى جهة شيبة، ثم قسمت الشرقية نصفين، فجعل وكيل نصفها القبلى والمركز منية القمح، ثم انتقل إلى قسم شيبة، ثم إلى قسم العائذ، ثم تعهدت الأكابر بالبلاد، فتعهد بنحو عشرين بلدًا من بلاد الشرقية، وكل ذلك فى مدة العزيز المرحوم محمد على وابنه إبراهيم باشا سر عسكر والد الخديو إسماعيل باشا، ثم قعد عن الخدم الديوانية فى جميع مدة المرحوم - عباس باشا - ولما تولى المرحوم سعيد باشا ورحب صدره لأولاد العرب، أنعم عليه برتبة أميرألاى وجعله مدير البحيرة، ثم رقاه فقلده بوكالة الداخلية، ثم جعله ناظرًا على مضابط المعية، وأحيل عليه مع ذلك نظر قلم عرضحالاتها، ثم جعل وكيل مديرية الروضة، وهى الغربية والمنوفية وكانتا يومئذ مديرية واحدة.

ويضيف: ولما تولى الخديو إسماعيل باشا على الديار المصرية جعله عضوًا فى مجلس المنصورة، فبقى فيه ثلاثة أشهر، ثم جعل مدير القليوبية، ثم وكيل مجلس الاستئناف بوجه بحري، وشرف برتبة المتمايز وأحسن إليه بنيشان مجيدي، ثم جعل رئيس مجلس عضوًا بمجلس الأحكام، ثم وكيل تفتيش عموم الأقاليم، وشرف برتبة أميرميران، ثم جعله مدير عموم وجه بحري، ثم جعل عضوًا بمجلس الأحكام ثانيًا، ثم عوفى من الخدامة لمرض قام به إلى أن توفى إلى رحمة الله فى سنة 1292 اثنتين وتسعين ومائتين وألف، وكان - رحمه الله- سهل الأخلاق حسن التلاق، وملك من الأطيان نحو ستة آلاف فدان فى نحو خمس عشرة قرية، وله من المآثر مسجد عظيم أنشأه بشرويدة، وأنشأ بها أيضًا مدرسة لتعليم أولاده وأولاد أتباعه القرآن الشريف والخط والحساب واللغة العربية والتركية، وله بها كتبخانة تشتمل على نحو خمسة آلاف مجلد، وله فى البحر الحلو جوار شراعية كثيرة، وقد أعقب ستة عشر ولدًا من الذكور، ومثلها من الإناث وسنبين بعضًا منهم.

وقال: أما سليمان باشا أباظة ابن المرحوم حسن أغا أباظة، فإنه ولد بكفر أباظة أيضًا، وتعلم القرآن الشريف وفن الحساب وبعض علوم الشريعة على مذهب الإمام الشافعي، وتعلم علم النحو والعروض والأدب على الفاضل الشيخ خليل العزازى المذكور، وبقى ببلده خليط أخيه السيد باشا أباظة مدة، ثم اقتسما، فأقام فى زراعته بطاهرة مقبلًا على شأنه محمود السيرة إلى أن ندب للخدامة، فجعل ناظر قسم منية القمح فى سنة إحدى وسبعين، وسنه نحو عشرين سنة، ثم نقل إلى قسم العائذ، ثم جعل معاونًا أول بمديرية الشرقية، ثم ناظر قسم بلبيس، ثم قسم مدينة القمح ثانيًا، ثم تعطلت مطاليب قسم بلبيس، فأعيد إليه لنجابته، ثم أحسن إليه برتبة البيكباشي، وجعل مفتشًا أول بالنصف الثانى من الشرقية ومركزه أبو كبير، ثم مفتش عموم شفالك الشرقية جميعها والمركز كفر الحمام، وكوفئ على حسن إدارتها برتبة قائم مقام، ثم بعد ستة أشهر أنعم عليه برتبة أميرألاي، ثم جعل مفتش النصف الأول من الشرقية والمركز بردين، ثم مدير الغربية، ثم لبعض الأسباب جعل ناظر عرب وجه بحرى بمركز الزقازيق، ثم جعل مدير القليوبية والمركز بنها العسل، ثم مدير الشرقية، وأنعم عليه برتبة أميرميران، وأعطى نيشانين، ولم يسبق ذلك لغيره من أقرانه.

وأضاف أن له من الآثار مسجدًا عظيمًا بناه بطاهرة، ووقف عليه أطيانًا، ورتب به الشيخ - حسن الدحلوب - من علماء ناحية المنير يقرأ درس فقه على مذهب الإمام الشافعي، ودرس نحو ويجتمع فيه من التلامذة من البلاد المجاورة نحو ثلاثين تلميذًا، وله كتبخانة فيها نحو ألفىْ كتاب، وفى المسجد مزولة من عمل الشيخ خليل العزازي، وساعة لمعرفة الأوقات، وتملك من الأطيان نحو ألفىْ فدان فى عدة بلاد، وله بها وابورات لسقى الزرع وحلج القطن، وله من الأولاد الذكور والإناث عدة أكبرهم حسن بك، قرأ القرآن فى بلده لدى معلم خاص، وتعلم بعض علوم العربية، وبعض اللغة التركية، ثم ألحق بمدرسة بنها مدة، ثم بعد ذلك أقام بزراعة أبيه.

ويقول: أما أولاد السيد باشا أباظة، فمنهم الشيخ عبد الرحمن أباظة، ولد بكفر أباظة وانكف بصره، وقرأ القرآن الكريم، وتعلم بعض علوم فقهية ونحوية فى بلده، ثم أرسله والده إلى الأزهر وسنه خمس عشرة سنة، فأقام به عشر سنين، فحصل تحصيلًا عظيمًا، ثم رجع إلى بلده بأمر أبيه، وتولى أمر الزراعة ومشيخة البلد، ويقال: إنه كان عنده عتو كبير، وجبروت زائد على الأهالي.

ومنهم أحمد بك أباظة، نشأ بكفر أباظة وقرأ به القرآن، وتعلم بعض العربية، ثم ألحق بمدارس المحروسة، فتعلم بعض العلوم واللغات، ثم خرج منها برتبة ملازم ثان فى العساكر المشاة، ثم عوفى ثم جعل عضوًا فى مجلس شورى النواب، وشرف برتبة البيكباشي، وأعطى نيشانًا مجيديًا مع من أنعم عليهم بالرتب والنياشين من عمد البلاد، ثم أنعم عليه الخديوى إسماعيل باشا برتبة قائم مقام، وجعله وكيل مديرية البحيرة، ثم وكيل مديرية الدقهلية، ثم القليوبية ثم جعله مفتشًا فى شفالك النصفا أو الأول من الشرقية، ثم رئيس مجلس القليوبية، وأنعم عليه برتبة أميرألاي.

ويضيف: ومنهم عثمان بك أباظة، نشأ بكفر أباظة المذكور وبه تربى وقرأ القرآن، وبعض العلوم ثم تولى أمر زراعة أبيه، ثم دخل فى الخدامات الميرية، فجعل ناظر قسم منية القمح، ثم ناظر قلم قضايا مديرية الشرقية برتبة البيكباشي، ثم وكيل مديرية الشرقية، ثم مفتش الزنكلون والحوش بعد جعل التفتيشين تفتيشًا واحدًا، وهما تعلق إبراهيم باشا ابن أخى الخديو إسماعيل باشا، وقد أنعم عليه برتبة أميرالاي.

ويقول: إن منهم مأمون بك أباظة، الذى نشأ بذلك الكفر وقرأ به القرآن، وتعلم بعض العلوم ثم ألحق بمدارس المحروسة، ثم خرج منها إلى زراعة أبيه، ثم دخل فى خدمة الميري، فجعل حاكم خط ثم ناظر قسم ثم عوفى.

ومنهم أيضًا سليمان بك أباظة، ولد بذلك الكفر أيضًا، وقرأ القرآن به وبعض العلوم على الشيخ العزازي، ثم ألحق بالمدارس الملكية، فكان فيها بارعًا نجيبًا، ثم خرج منها وأقام بالمدرسة التى أنشأها والده بشرويدة مدة ثم أقام بزراعة أبيه، ثم وظف برياسة مجلس بلبيس.

ومنهم إسماعيل بك أباظة، نشأ بكفر أباظة وقرأ به القرآن، ثم ألحق بمدرسة بنها ثم بمدرسة المبتديان، ثم التجهيزية، ثم الإدارة وقرأ بها العلوم واللغات والشريعة الإسلامية، والقوانين الإفرنجية، ثم مات والده، فلحق ببلده وأقام بالزراعة، وجعل له عزبة أقام بها، ثم صار معاونًا أول بمديرية الشرقية.

ويضيف: منهم إبراهيم بك أباظة، ولد بكفر أباظة، وتعلم القرآن بشرويدة وبعض العلوم، ثم ألحق بالمدارس الميرية بالمحروسة وبرع فى الفنون/ واللغات، ثم أخرجه والده منها مع نجابته وأقامه فى الزراعة.

ومنهم أمين بك أباظة، الذى نشأ بشرويدة وقرأ بها القرآن ثم أدخل مدرسة المبتديان ثم التجهيزية، ثم أخرج منها أيضًا وأقيم فى الزراعة التى لهم فى ناحية البورة، ثم إن باقى أولاده صغارًا وأطفالًا لم يدخلوا فى ميادين الرجال.

ويقول: وأما حاشية حسن أغا أباظة الذى هو أصل هذه الشجرة المباركة، فمنهم بغدادى أخو حسن أغا أباظة، نشأ بكفر أباظة إلى أن ظهر ظهور الرجال، وحسنت له بأخيه الأحوال، فجعل شيخ مشايخ جانب بلبيس، ثم مأمور قسم ههيا، ثم عوفى من الخدامات سنة 1255 خمس وخمسين ومائتين وألف إلى أن توفى إلى رحمة الله سنة 1275 خمس وسبعين ومائتين وألف، وكانت زراعته نحو خمسمائة فدان، وقد أنشأ فى حياته كفرًا وكان يسكنه وبنى فيه مسجدًا وغرس نخيلًا وأشجارًا، ورزق من الأولاد أربعة ذكورًا وأربعة إناثًا، ترقى أحدهم محمد أباظة فجعل عضوًا فى مجلس شورى النواب، ثم رئيس مجلس بلبيس ثم مأمور ضبطيته، وأضاف: منهم: سليمان أباظة القمحاوي، ابن عم حسن أغا أباظة، نشأ بكفر أباظة إلى أن جعل شيخ خط، ثم ناظر قسم العائذ فى مدة العزيز محمد علي، ثم توفى سنة 1261 إحدى وستين ومائتين وألف، وترك ولدين:

أحدهما: محمد المهدي، قرأ القرآن وجاور بالأزهر فجود القرآن وتعلم بعض العلوم، ثم رجع فأقام فى زراعتهم بجزيرة أبى نملة.

وثانيهما: عبد الله أفندى قرأ القرآن بكفر أباظة، ودخل مدرسة خاله السيد باشا أباظة، فتعلم بها بعض الفنون واللغة التركية، ثم أقام بأبى نملة مع أخيه وأمه إلى أن جعل معاونًا بمديرية الشرقية وسنه إذ ذاك عشرون سنة تقريبًا.

ويقول: ومنهم حسين بن عبد الرحمن أباظة، ابن عم حسن أغا أباظة، نشأ بكفر أباظة إلى أن بلغ مبلغ الرجال، فجعل شيخ خط الشوبك ثم حاكم خطها، ثم عوفى من الخدامات سنة تسع وأربعين، فأقام بأرض الشوبك، واستحوذ هناك على نحو ألفىْ فدان، وبنى بها كفرًا يسمى كفر أبى حسين، وأنشأ فيه مسجدًا، وتوفى سنة 1282 اثنين وثمانين ومائتين وألف، وكان مهذب الأخلاق، كريم السجايا، كثير الأضياف، لبشاشته وحسن ملاقاته.

مؤسس العائلة

ويعد شيخ العرب (حسن أباظة الكبير) هو مؤسس الأسرة فى العصر الحديث، وقد ملك جاهًا وثروةً وأطيانًا وعقارات كثيرة.

وقد سعى محمد على إلى تقريب العائلة الأباظية منه، نظرًا لنفوذها وقوتها، وحاجته إليها، ولذلك عندما أنشأ المجلس العالى فى أواخر عام 1824 كان للأسرة الأباظية دونًا عن غيرها مقعدين فى المجلس أحدهما تولاه شيخ العرب حسن بك أباظة والثانى كان من نصيب بغدادى بك أباظة عن محافظة الشرقية وحيث تولى رئاسة المجلس إبراهيم باشا نجل محمد على حيث عقد اجتماعًا بأعضائه وفقًا لما ذكرته (جريدة الوقائع) فى يوم 2 سبتمبر سنة 1829 فى قصره وحضره كافة الأعضاء الذين عرضوا عليه كافة الشؤون الخاصة بالأقاليم.

ورغم أن المجلس العالى الذى تطور إلى مجلس المشورة لم يكن إلا مجلسًا استشاريًا، إلا أن كلا من العضوين، حسن بك أباظة وبغدادى أباظة، كانت لهما إسهاماتهما، فى حل الكثير من أزمات ومشاكل الدولة فى هذا الوقت، وكان محمد على يستعين بآراء شيخ العرب حسن أباظة كجسر تواصل للتعامل مع بعض الفئات القبلية والمجتمعية فى العديد من المناطق.

وقد شارك حسن بك أباظة فى الكثير من حروب فتوحات محمد على، فكان دومًا موضع تقدير ورفعة من الوالى وأركان الحكم فى هذا الوقت.

أما بغدادى أباظة، والذى نشأ بكفر أباظة، ثم عين شيخ مشايخ بلبيس، فقد اختاره محمد على عضوًا بالمجلس العالى مع أخيه حسن أباظة، حيث استمر هذا المجلس- الذى اتخذ لنفسه أسماء عديدة- 13 عامًا من عام 1824م إلى عام 1837م إلى أن توفى إلى رحمة الله عام 1275هــ.. حيث كان يمتلك حوالى 500 فدان، وقد بنى مسجدًا فى الكفر الذى قام بإنشائه، وقد رزق بأربعة ذكور وأربع إناث.

وكان السيد حسين أباظة باشا، هو الابن الأكبر لشيخ العرب حسن أباظة، وهو أول من نال رتبة الباشوية من أبناء العرب، وصاحب الرتبة الوحيدة فى الوجه البحرى فى هذا الوقت، وكان من الأصدقاء المقربين لسعيد باشا والى مصر، ثم أصبح مفتشًا للأقاليم، فامتدت سلطته إلى الوجهين القبلى والبحرى، وكان من المغضوب عليهم فى فترة حكم (عباس الأول)، وقد صدر أمر بإعدامه لمواقفه المعادية للحاكم، وفى يوم التنفيذ، جرى اغتيال عباس الأول، وبذلك نجا السيد أباظة باشا من الإعدام، وهو لم يكن عضوًا فى أى مجلس نيابى، حيث فضل العمل التنفيذى على العمل النيابى ولكن كانت له كلمته ومواقفه الوطنية التى خلدها التاريخ الحديث.

وعندما أنشأ الخديو اسماعيل مجلس شورى النواب فى عام 1866م جرى تمثيل العائلة (الأباظية) من خلال انتخاب أحمد أفندى أباظة عن قسم (منيا القمح) حيث كان عضوًا نشيطًا بالمجلس واختير عضوًا بقومسيون التعداد الذى ترأسه الشيخ محمد الصيرفى، وضم أحمد أفندى أباظة من قلم الشرقية والشيخ محمد الصيفى من قلم المدائن، والشيخ على سيد أحمد من قلم المنيا، والشيخ حميد أبو ستيت من قلم أسيوط وموسى أفندى الجندى من قلم الغربية.

وكانت للنائب أحمد أفندى أباظة إسهاماته فى الكثير من القضايا البرلمانية ومن بينها مدة الزراعة فى القطن إنما يخفف الأزمات التى كانت تواجه الملاك والأنفار (الفلاحين) على السواء.

وقد نشأ أحمد أفندى أباظة فى كفر أباظة، وكان قد تخلى عن عضويته بمجلس شورى النواب وعين وكيلا لمديرية البحيرة ويعد أحمد أفندى واحدًا من أبطال الثورة العرابية نظرا لمواقفه المناوئة للإنجليز وترضى إليه بطلب إلا أنه جرى تخفيف الحكم عليه إلى الغرامة التى بلغت 50 جنيها، وكان منزله بـ (بشرويدة) مقرًا للفدائيين لمحاربة الغزاة الإنجليز عند زحفهم.

وقد غابت الأسرة الأباظية عن الهيئة النيابية الثانية لمجلس شورى النواب من 1870 - 1873 كما غابت عن الهيئة النيابية الثالثة 1871 - 1879 لمجلس شورى النواب فى عهد الخديو إسماعيل.

وعادت العائلة مرة أخرى إلى العمل النيابى من خلال سليمان أباظة بك (باشا) الذى أصبح عضوًا بمجلس النواب المصرى الذى تأسس فى عهد الخديو توفيق ولم يستمر سوى دور انعقاد واحد حيث افتتح فى 26 ديسمبر عام 1881م وانفض فى 26 مارس عام 1882م وضم كلا من محمد الصيرفى بك ومحمد الشواربى بك.

وقد ولد سليمان أباظة فى كفر أباظة، وتخرج فى كلية الحقوق، وأصدر جريدة الأهالى المعادية للاحتلال الإنجليزى.

وبعد حل مجلس النواب المصرى تم إنشاء مجلس شورى القوانين والجمعية العمومية منذ عام 1883 إلى 1913م، حيث تم تعيين إسماعيل باشا أباظة فى 6 فبراير عام 1884 عضوا بمجلس شورى القوانين بدلا من أحمد رشيد باشا الذى استقال من عضوية المجلس.

وقد ترأس إسماعيل باشا الوفد المصرى لمفاوضة الإنجليز عام 1908 حيث ضم الوفد إلى جواره محمد الشريعى باشا وعبد اللطيف الصوفانى بك، ومحمد عثمان أباظة باشا وناشد بك حنا ومحمود بك سالم والسيد حسين القصبى، وقد سمى هذا الوفد بالوفد الأباظى، حيث سافر الوفد إلى إنجلترا لعرض مطالب مصر على الإنجليز، وقدم مذكرة تضمن ضرورة إقالة الحكومة، وجعل اللغة العربية لغة تعليم بالمدارس وزيادة عدد المدارس العليا وزيادة البعثات التعليمية وتعيين عدد بالمدارس العليا وزيادة البعثات التعليمية وتعيين المصريين الأكفاء فى الوظائف العامة وغيرها.

وكان إسماعيل باشا أباظة من أشد المعارضين لمشروع مد امتياز قناة السويس حتى عام 2008 بدلا من انتهائها عام 1968، حيث أقنع رئيس النظار بطرس باشا غالى بضرورة عرض المشروع على الجمعية العمومية ومجلس شورى القوانين قبل الإصدار.

وقد سقط اسم إسماعيل باشا أباظة من عضوية المجلس لخروج اسمه بقرعة تغيير نصف أعضاء مجالس المديريات، وخلال الهيئة النيابية الخامسة فى الفترة من 25 فبراير 1908 إلى 20 يونية عام 1913، وسقطت عضويته مجددًا لانتهاء مدته فى مجلس المديرية وانتخب بدلاً منه مصطفى باشا خليل عام 1910.

وكان هناك محمد صادق بك أباظة انتخب من أول فبراير 1909، وكان عبد الله السيد أباظة بك عضوًا بالجمعية التشريعية فى دور انعقادها الأول من 22 يناير إلى 17 يونية عام 1914، إلا أن حكمًا صدر من محكمة الاستئناف الأهلية قضى بحذف اسمه من كشف الجائز انتخابهم لعضوية الجمعية وسقطت عضويته عملاً بالمادة (52) من قانون الانتخاب الصادر فى 15 يونيه عام 1914 وانتخب بدلا منه إسماعيل باشا أباظة.. وقد ظل عبد الله أباظة طيلة حياته يدير أطيانه الزراعية، وكان من كبار الأعيان وملاك الأراضى ولم ينتخب أى من أفراد العائلة فى مجلس النواب المصرى عام 1924، والذى جاء فى أعقاب دستور 1923.

وفى الهيئة الثانية لمجلس النواب انتخب المحامى إبراهيم دسوقى أباظة عن دائرة (بردين) بالشرقية، كما انتخب محمد عثمان أباظة باشا من الأعيان نائبا عن دائرة (التلين) بالشرقية، وذلك فى المجلس الذى انعقد دوره الأول.

فى 23 مارس عام 1925 وهو المجلس الذى لم يستمر سوى ليوم واحد إذ صدر مرسوم فى نفس اليوم بحل المجلس وذلك بسبب انتخاب سعد زغلول باشا رئيسًا للمجلس وعدائه للإنجليز، وإعراض حكومة زيور باشا عن انتخابه.

وقد عمل إبراهيم دسوقى باشا أباظة محاميًا لعدة سنوات ثم اختير وكيلاً لنيابة الجيزة، وخلال هذه الفترة قامت ثورة 1919، وقد باشر التحقيقات فى الجرائم التى ارتكبها المحتل الإنجليزى ضد المواطنين، وقام بتوزيع كتاب مجانى باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية يتضمن هذه التحقيقات التى كشف فيها عن هذه الجرائم، وقام بطباعته وتوزيعه على نفقته الخاصة.

وكانت هذه التحقيقات هى التى استند إليها الوفد المصرى الذى فاوض الإنجليز حول استقلال مصر.

وقد كان إبراهيم دسوقى أباظة باشا زعيمًا للمعارضة فى مجلس نواب 1950، وظل نائبًا عن بردين لفترات متعددة من 1925 إلى عام 1952، كما اختير وكيلاً لمجلس النواب عام 1934، وعام 1938، وقدم العديد من الاستجوابات عن محاسيب الحكومة والاستثناءات والقمصان الزرقاء والطلبة ووسائل معاملة المعتقلين السياسيين.

وقد اختير النائب وزيرًا للشئون الاجتماعية عام 1941 واستمر بها حتى فبراير 1944، ثم وزيرًا للاتصالات والأوقاف والخارجية من 8 أكتوبر 1944 إلى 3 نوفمبر 1949 وكان له دوره الاجتماعى فى مساعدة الفقراء، وظل اسمه مخلدًا فى قلوب الكثيرين منهم إلى أن توفى فى 22 يناير عام 1953م.

وفى الهيئة النيابية الخامسة 20 يونية عام 1931 كان إبراهيم دسوقى أباظة قد فاز مجددًا بعضوية مجلس النواب، بالهيئة النيابية الثالثة، كما فاز محمد عزيز أباظة بأغلبية طبقته عن دائرة (الجديدة) إلا أنه تعين فى وظيفة حكومة وانتخب بدلا منه اسماعيل عثمان أباظة باشا من كبار الأعيان، حيث فاز بانتخابات مبكرة فى 31 يناير عام 1934.

وفى دائرة أبو حماد فاز سليمان إسماعيل أباظة بالأغلبية المطلقة فى أول يونيو 1931، وهو من كبار الأعيان وشقيق السيد أباظة، وقد عين وزيرًا للمعارف وانتخب فى منصب الوكيل الأول لمجلس النواب.

وفى الهيئة النيابية السادسة التى كان دور انعقادها الأول فى 23 مايو عام 1936 انتخب محمد عزيز أباظة باشا (وكيل مدير) فى 2 مايو 1936 عضوًا فى مجلس النواب مجددًا وهو من مواليد 13 أغسطس عام 1898 وكان وكيلا فى طنطا عام 1927 وقاضيًا بمحكمة الجيزة فى عام 1929 ووكيلا لمديرية الجيزة عام 1936م وعضوًا بالمجلس من 1936 - 1937 ثم اختير مديرًا لمديرية المنيا عام 1939 حتى عام 1940م، ثم مدير مديرية البحيرة عام 1940، ثم محافظ بورسعيد والحاكم العسكرى لمدن القناة من عام 1941 إلى 1943، ثم مدير مديرية أسيوط من عام 1944 حتى عام 1947، ثم عضوا بمجلس النواب من عام 1950 حتى 1951، ثم عضوا بمجلس الشيوخ من عام 1951 حتى عام 1952 وقد توفى فى عام 1973 بعد أن حاز على جائزة الدولة التقديرية فى الأدب.

وفى نفس دور الانعقاد انتخب المحامى محمد فكرى أباظة عضوا بمجلس النواب عن دائرة أبو حماد فى 7 مايو عام 1936م.

وفى الهيئة النيابية السابعة 19 نوفمبر عام 1938 انتخب إبراهيم دسوقى أباظة عن دائرة بردين، كما انتخب محمد فكرى أباظة المحامى عن دائرة منيا القمح، وانتخب أحمد محمد أباظة من الأعيان عن دائرة الجديدة، حيث فاز فى انتخابات 2/4/1938م. وانتخب عبد الله فكرى أباظة بك عضوًا بالمجلس عن دائرة أبو حماد فى 2 أبريل عام 1938 وقد قدم استقالته بسبب تعيينه فى وظيفة حكومية، وانتخب بدلا منه محمود إسماعيل أباظة بك من الأعيان، حيث فاز فى انتخاب تكميلى فى 21 فبراير عام 1939.

وهكذا وفى هيئة نيابية واحدة جرى تمثيل وانتخاب خمسة من العائلة الأباظية فى دوائرة مختلفة.

أما عن عضوية مجلس الشيوخ فقد فاز سليمان عثمان أباظة بك فى انتخابات مجلس الشيوخ فى 11 يونية عام 1931، كما فاز محمود إسماعيل أباظة بك فى انتخابات 11/6/1931.

وفى 7 مايو عام 1936 جرى انتخاب عبد الحميد إسماعيل أباظة بك عضوًا بمجلس الشيوخ عن دائرة ههيا. كما انتخب سليمان عثمان أباظة بك عضوًا بالمجلس عن دائرة منيا القمح فى نفس التوقيت أيضا.

وفى الهيئة النيابية الثامنة التى استمرت من عام 1942 - 1944 بلغ عدد أعضاء مديرية الشرقية فى هذه الهيئة (19 عضوًا) كان من بينهم أربعة من العائلة الأباظية هم: عبد الله فكرى أباظة، والذى فاز بالانتخاب فى 24 مارس 1942 عن دائرة (بردين)، ثم استقال فى 12 يناير سنة 1943، لاختياره فى وظيفة حكومية مرموقة، وانتخب بدلا منه إبراهيم دسوقى أباظة فى 16 مارس 1943، وانتخب محمد فكرى أباظة عن دائرة (منيا القمح) حيث فاز بالترشيح فى انتخابات الإعادة التى أجريت فى 29 مارس 1942، وقد اضطر منافسه للتنازل قبيل إجراء انتخابات الإعادة، أما أحمد محمد أباظة فقد شارك فى هذه الانتخابات وحصل على المقعد نائبا عن دائرة (الزنكلون). وفى هذه الهيئة انتخب النائب محمد فكرى أباظة كأحد سكرتيرى مجلس النواب عن هذه الدورة.

وفى الهيئة النيابية التاسعة كان عدد نواب الشرقية قد بلغ (19 عضوًا) من بينهم أربعة أعضاء ينتمون إلى الأسرة الأباظية وهم: عثمان محمد أباظة الذى فاز بعضوية مجلس النواب عن دائرة الجديدة فى 27 ديسمبر 1944، ومحمد فكرى أباظة الذى فاز عن دائرة (منيا القمح)، فى 9 يناير 1945، وفاز محمد رؤوف أباظة فى الانتخابات التكميلية التى أجريت بعد استقالة على على منصور والذى كان عضوًا بالمجلس عن دائرة (القنايات) بعد أن تم تعيينه وكيلاً لقسم قضايا الأوقاف فى 5 ديسمبر 1946، وفاز إسماعيل محمد أباظة عن دائرة (أبو حماد).

وفى الهيئة البرلمانية العاشرة لمجلس النواب والتى استمرت من عام 1950 - 1952، بلغ عدد الأعضاء (319 عضوًا)، وبلغ عدد الممثلين لمديرية الشرقية فى هذه الهيئة 23 عضوًا من بينهم أربعة من الأسرة الأباظية وهم: إبراهيم دسوقى أباظة باشا عن دائرة (بردين) وقد فاز فى الانتخاب فى 4/1/1950، كما فاز إسماعيل محمد أباظة فى الانتخابات عن دائرة (أبو حماد) فى 10/1/1950 وفاز عزيز أباظة باشا فى الانتخابات إلا أنه استقال لاختياره عضوية مجلس الشيوخ فى 18/1/1951، وانتخب بدلا منه أحمد محمد أباظة فى يوليو 1951.

مجلس الشيوخ

أما عن أعضاء مجلس الشيوخ من العائلة الأباظية فلم يكن كبيرًا، ذلك أن غالبية أفراد العائلة كانوا يفضلون مجلس النواب بسبب دوره البارز على حساب مجلس الشيوخ، إلا أن مجالس الشيوخ فى دوراتها المتعددة نادرًا ما كانت تخلو بالرغم من ذلك من تمثيل الأسرة الأباظية، ففى مجلس الشيوخ 1924-1930 لا يوجد تمثيل للأسرة، بينما مثل الأسرة فى مجلس الشيوخ 1931 - 1934 كل من: سليمان عثمان أباظة والذى فاز بالانتخاب عن دائرة (منيا القمح) فى 11 يونية 1931، وأيضا محمود إسماعيل أباظة الذى فاز بالانتخاب عن دائرة (الزقازيق)فى 11 يونية 1931.

وفى انتخابات مجلس الشيوخ 1936- 1938 فاز عبد الحميد إسماعيل أباظة بك عن دائرة (ههيا) بالشرقية، وفاز سليمان عثمان أباظة بك عن دائرة (منيا القمح).

وفى انتخابات مجلس الشيوخ 1939- 1946 فاز عبد الحميد إسماعيل أباظة بك بالانتخاب فى 7 مايو 1939، وخرج بالقرعة فى 7 مارس 1941، وامتدت نيابته بمرسوم 24 مارس 1941، وأعيد انتخابه بالترشيح فى 17 مارس 1942، وتوفى إلى رحمة الله بقاعة المجلس فى 2 أغسطس 1944 وانتخب بدلا منه: جلال عبد الحميد إسماعيل أباظة فى 22 سبتمبر 1944، وانتخب أيضا السيد أحمد أباظة عضوا بمجلس الشيوخ فى 28 أبريل 1946 بدلا من محمد أمين حسين مرعى بك الذى فاز بالقرعة من 7 مارس 1941، وانتهت مدة نيابته فى 7 مايو 1946، وانتخب أيضا سليمان عثمان أباظة بك، والذى فاز بالانتخاب فى 7 مايو 1936، وخرج بالقرعة فى 7 مارس 1941، وامتدت نيابته بمرسوم فى 24 مارس 1941 وأعيد انتخابه بالترشيح فى 7 مايو 1941، وتوفى إلى رحمة الله فى 15 نوفمبر 1944، وانتخب بدلا منه جمال الدين عثمان أباظة بك فى انتخاب تكميلى جرى فى 9 مارس 1945.