EN 
بعض الكارهين للدولة المصرية واستقرارها، وسط الفوضى وانطلاقتها بمشاريع "معتبرة" وعملاقة ومرئية للجميع نحو المستقبل، ينظرون دائمًا بعين الانتقادات للكثير من الفعاليات الهامة والعالمية التي يتم تنظيمها على الأرض المصرية. فهم مدمنون الاتهامات والانتقادات سواء وجدت أم لم توجد. ويعمون أعينهم عن الإيجابيات في الحدث والتوصيات التي خرج بها وحسن تنظيمه وأهمية عقده في هذه الظروف العالمية التي لا تخفى عن أحد.
وحديثي عن النسخة الرابعة من منتدى شباب العالم، والتي اختتمت أعمالها في مدينة شرم الشيخ، بعد مناقشات ثرية وواعدة على مدار عدة أيام وبحضور الرئيسي السيسي وزعماء وسفراء ومسؤوليين عالميين، ووفود من نحو 196 دولة.
الكارهون المنتقدون، لا يرون فائدة للمنتدى ولا لفعالياته ويكيلون اتهامات "هوجاء عبثية مكررة"، هى عادتهم منذ ثمان سنوات مضت.
لكن عن الايجابيات، فهى "كثر"، ويحسب للدولة المصرية تنظيم منتدى شبابي عالمي بهذا الحجم، رغم الظروف العالمية وتفشي كورونا وأوميكرون والظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها الجميع. كما يُحسب لها، رهان عشرات الوفود على الحضور لمصر والمشاركة في نشاطات المنتدى وفعالياته، بقوة وثراء.
في نفس الوقت، يحسب لمنتدى شباب العالم، العديد من المناقشات الساخنة الجريئة التي شهدتها فعالياته، ومنها جلسة حقوق الإنسان في مصر والتي حضرها الرئيس وكانت واحدة من الجلسات الرائعة، التي تؤكد مدى صدق المنتدى وجرأة حواراته، وبروز هذه القضية داخل فعاليات المنتدى،حيث تم استعراض الكثير من أوضاع الحالة الحقوقية في مصر.
وهو ما يؤكد سخونة وجدية وقوة القضايا، التي طرحت في منتدى شباب العالم. وهذا يثبت أن المنتدى، فرصة متفردة وعلى مرأي من العالم للإجابة عن كل الأسئلة والهواجس التي تشغل بال الدولة المصرية وتطرح أيضا بالخارج.
والحاصل ان منتدى شباب العالم لم يتوقف فقط، أمام حقوق الانسان ولكنه تطرق لقضايا غاية في الخطورة ومنها قضية التغير المناخي، وقد تم إشراك شباب مصر وشباب العالم في التحضير لقمة المناخ القادمة.
وليس ذلك فقط، فالتوصيات الصادرة عن منتدى شباب العالم في نسخته الرابعة، ليست فقط توصيات وحالة حوار وتفاعل ثري بين الشباب المصري والعالمي، ولكن صدرت تكليفات للحكومة المصرية، بتفعيل بعض هذه التوصيات ومنها تكليف رئاسة الوزراء بإعداد تصور شامل مع شركاء التنمية لتحقيق امتداد إقليمى لمبادرات التنمية المصرية، في إطار المسؤولية تجاه المحيط الإقليمي والأفريقي.
وأيضا تكليف رئاسة الوزراء بالتنسيق مع مؤسسات الدولة بإعداد تصور شامل يعبر عن رؤية مصر لإعادة إعمار مناطق الصراع الإقليمية وغيرها من التكليفات. وهذا يؤكد أن منتدى شباب العالم، أخذ بعدًا جديدًا بخروج توصياته للدائرة العملية والأجهزة الحكومية.
منتدى شباب العالم.. "نقطة نور" للحوار الإنساني ومنصة لمناقشات جادة وثرية وساخنة، ندر أن تجد مكانًا دوليا وعالميًا لها بمثل هذه الضخامة كما يحدث في مصر.
