قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

ما ذنب من ولد في أمريكا ولم يعرف الإسلام؟ من أهل الفترة

تجمع للمسلمين في إحدى دول العالم
تجمع للمسلمين في إحدى دول العالم

ما ذنب من ولد في أمريكا ولم يعرف الإسلام ؟ أجاب عن هذا السؤال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، منوها أن هؤلاء لا يمكن ان نحكم عليهم بأنهم من أهل النار.

أهل الفترة في الإسلام

وأضاف علي جمعة، في لقائه على فضائية "سي بي سي"، أن هؤلاء يسمون أهل الفترة، وحكم أهل الفترة في الإسلام الذين لم تبلغهم الدعوة بصورة لافتة للنظر، منوها أن هؤلاء جزاؤهم الجنة وهذا مذهب الأشاعرة.

وأشار إلى أن هؤلاء طالما لم يصل إليهم رسول ولا الدعوة الإسلامية الصحيحة فلن يحاسبوا على عدم اعتنقاهم الإسلام، فلابد أن تصل إليهم صورة الإسلام بصورة صحيحة.

شروط أهل الفترة

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن أهل «الفترة» مصطلح شرعي يطلق على من عاش في زمن لم يأتهم فيه رسول، أو كانوا في مكان لم تصلهم فيه الدعوة الإسلامية ولا يعرفون عنها شيئًا، مؤكدًا أنهم ناجون من عذاب النار يوم القيامة.

وأضاف «جمعة» في إجابته عن سؤال: «هل يوجد أهل فترة في زماننا المعاصر؟» أن الأشاعرة يشترطون للحكم على الآخر بأنه ليس من أهل الفترة: «بأن تصل إليه الدعوة بصورة صحيحة واضحة ولافتة للنظر، وأن يكون سليم الحواس، ثم يرفضها»، فإذا وصل إليهم مطلق الدعوة من غير أن تكون واضحة أو صحيحة أو لافتة للنظر، فكأنها لم تصل وأصبح أصحابها من أهل الفترة ناجون من النار يوم القيامة.

وأشار إلى أن الإمام محمد عبده اشترط للحكم على الآخر بأنه ليس من أهل الفترة أن يكون أهلًا للنظر -صاحب فكر- يستطيع أن يدرك به حقيقة الإسلام، كما رأى محمد عبده أن الذي لديه غلط في الفكر يكون من أهل الفترة.

ونبه على أن تنظيم داعش الإرهابي يشوه صورة الإسلام ويصد الناس عن سبيل الله، مشيرًا إلى أن البعض من غير المسلمين تصل إليهم صورة مغلوطة عن الإسلام بسبب هذا التنظيم الإرهابي فلا يدخلون في الدين لأنهم ينظرون إلى الإسلام أنه دين يظلم المرأة ويسفك الدماء ويسترق البشر ويهين الأطفال بسبب داعش، والإسلام بريء من أفعالهم.


سبب نجاة أهل الفترة

قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء إن أهل الفترة هم الناجون من عذاب الله يوم القيامة نظرا لأنهم لم تبلغهم الدعوة بالشكل الملفت للنظر وقال فيهم الله :" وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا".

وأضاف جمعة، ألمراد بها المدة التي بين عيسى عليه السلام ـ ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فلم يكن بينهما نبي، حيث قال الله تعالى فيهم: { ‏قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِّنَ الرُّسُلِ‏}‏ . ويلحق بأهل الفترة من كان يعيش منعزلًا أو بعيدًا عن الإسلام والمسلمين.

الأوروبيون أهل فترة

قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إنه لا يحق لأحد تكفير أهل الفترة ومنهم الأوروبيون ومن في أدغال أفريقيا، لأنه لم يصل إليهم الإسلامُ بصورة صحيحة لافتة.

وأضاف شيخ الأزهر، أن أهل الفترة الذين لم تصل إليهم الدعوة ليسوا كفًارا، حيث إن الإسلام لا يؤاخذ الإنسان على عدم المعرفة والجهل بالأمور.

وأشار إلى أن الرسالات السماوية قبل النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- كانت محصورة على أقوام معينة، منوهًا بأن كل رسول أرسل إلى قوم معينين، كما قال تعالى: «وَإِلَىٰ عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا ۗ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۚ أَفَلَا تَتَّقُونَ»، وقال تعالى: «وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا ۗ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ»، مؤكدًا أن الرسالات السماوية نزلت لهداية أقوام بعينهم وتنتهي بموتهم.

وعرف الإمام الأكبر، أهل الفترة بأنهم الذين جاءوا بين رسول وآخر، وهم ناجون من العذاب، كما قال الله تعالى: «وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا» الإسراء من الآية 15، موضحًا أن المقصود هنا: تبلغه رسالة رسولنا ثم يعرفها وينكرها فهو كافر.

وفي إجابته عن سؤال «هل الأوروبيون أهل فترة ولا يحاسبهم الله تعالى؟»، أكد شيخ الأزهر، أن العلماء القُدامى والمحدثين قالوا: يُقاس على أهل الفترة كل قوم لم تبلغهم الآن دعوة محمد -صلى الله عليه وسلم- أو بلغتهم مغلوطة ومغشوشة، منبها على أن الشارع الأوروبي الآن لا يعرف عن الإسلام إلا ما يراه على الشاشات من قتل وغير ذلك، فبلغته رسالة الإسلام مغلوطة ومُنفِرة، متسائلًا: فهل هؤلاء نعتبرهم كفروا بمحمد، ونبدأ نتساءل عن مصيرهم من أهل الجنة أم النار، فإن العلماء قالوا يقيسون على أهل الفترة لأن العلم عندهم لم يحصل.

وتساءل الإمام الأكبر، كيف يعذب الله تعالى شعوبًا لم تصل إليها رسالة محمد -صلى الله عليه وسلم-، منوهًا بأن الوثانيين في أدغال أفريقيا لا يعرفون محمدًا -صلى الله عليه وسلم-، فهم أهل فترة وكذلك كل من وصلت إليهم رسالة الدعوة مغشوشة وحملتهم على كراهية الإسلام.

وألمح إلى أن الشيخ شلتوت، الإمام الأكبر الراحل، قال: «الكفر الذي يدخل جهنم من بلغته رسالة، وبلغته بلاغًا صحيحًا، وكان أهلًا للنظر –التأمل- ونَظر فيها، ثم بعد ذلك عرف أنها الحق ثم جحد فهذا هو كافر».