الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فرنسا.. مسلمون يغادرون البلاد مع اقتراب الانتخابات الرئاسية

فرنسا.. مسلمون يغادرون
فرنسا.. مسلمون يغادرون البلاد مع اقتراب الانتخابات الرئاسية

دائما ما يهيمن الحديث على الهجرة النقاشات الانتخابية لمرشحي انتخابات الرئاسة في فرنسا، لكن هيمنة الأزمة قبيل شهرين فقط من موعد الانتخابات، أدى إلى مغادرة العديد من مسلمي فرنسا إلى الخارج.

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، تحقيقا حول الأسباب التي جعلت بعض الفرنسيين المسلمين يغادرون البلاد تباعا للعيش في بلدان أجنبية، على غرار الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وبريطانيا.

ومنحت الصحيفة في تقرير بعنوان "رحيل في الخفاء لمسلمي فرنسا"، الفرصة لعدد من الفرنسيين المسلمين لشرح أسباب هجرتهم لهذا البلد.

وفي هذا السياق، يقول صبري لواتاح صاحب الـ38 عاما، وهو روائي يعشق اللغة الفرنسية: "اعتداءات 2015 هي التي جعلتني أغادر فرنسا.. فهمت بأنهم -الفرنسيون- لن يغفروا لنا هذا الحادث".

ورغم ولادته في فرنسا وامتلاكه لعلاقات عائلية وطيدة في مدينة "سانت إتيان بجنوب فرنسا، لكنه قرر أن يستقر في مدينة فيلادلفيا، بولاية بنسيلفانيا، في الولايات المتحدة.

وقال لواتاح إن ذلك بسبب "عدم شعوري بالأمن والأمان في فرنسا" فضلا عن تعرضه إلى "العنصرية" ونعته "بالعربي القذر"، وتابع قائلا: "عندما تسكن في مدينة كبيرة وذات توجه ديمقراطي مثل فيلادلفيا، فإنك تشعر بالراحة والاطمئنان، عكس باريس حيث نشعر بأننا في مرجل".

ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في فرنسا المقررة في 10 و24 أبريل المقبل، يركز بعض المرشحين من اليمين المتطرف مثل إيريك زمور، ومارين لوبان زعيمة حزب التجمع الوطني، على موضوع الهجرة والمهاجرين، ويحذرون من تجسيد نظرية "الاستبدال الكبير" على أرض الواقع.

وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أن بعض المرشحين في الانتخابات الرئاسية يدلون بتصريحات مهينة بحق الفرنسيين المسلمين، على غرار إيريك زمور الذي قال إن "أرباب العمل الفرنسيين لهم الحق في رفض تشغيل العرب والسود".

بدوره، أكد عمار مكروس البالغ 46 عاما وهو فرنسي مسلم كان يعيش في الضاحية الباريسية قبل أن يغادر برفقة زوجته الفرنسية إلى مدينة "ليسيستر" البريطانية "لا أعامل على أنني فرنسي إلا عندما أكون في الخارج".

وتابع "أتحدث باللغة الفرنسية وتزوجت من فرنسية وأحب المطبخ الفرنسي والثقافة الفرنسية، لكن رغم كل هذا، في بلدي لست فرنسيا".

وكانت دراسة نشرتها الحكومة الفرنسية في نوفمبر 2021، ذكرت أن الفرنسيين من أصول مسلمة لديهم حظوظ أقل لكي يتصل بهم رب عمل ما لإجراء مقابلة معهم بهدف توظيفهم.

ودفعت هذه الظروف بالشابة مريم غريبو ابنة الـ31 عاما إلى أن تترك فرنسا لمدة 6 سنوات متجهة إلى سويسرا ثم السنغال من أجل العمل هناك.، لكنها عندما قررت العودة إلى فرنسا حيث تقطن عائلتها، لم تجد عملا.

وقالت للصحيفة "الشعور بأنني غريبة في بلدي يطرح لي مشكلة حقيقية.. يجب أن يتركونا نعيش وفق معتقداتنا الدينية وضميرنا".

فيما اعتبرت راما ياد، الوزيرة السابقة في عهد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، أن "التركيز المفرط حول موضوع الهجرة من قبل المرشحين خلال الحملة الانتخابية، ما هو إلا نتيجة لعشرين عاما من الحديث عن الهوية الوطنية".

وأكدت الصحيفة الأمريكية أن موضوع الهجرة فرض نفسه في الحملة الانتخابية للرئاسة الفرنسية، على الرغم من أن عدد المهاجرين الذين يعيشون في فرنسا أقل بكثير مقارنة بدول غربية أخرى.