يوما بعد يوم تقترب أوكرانيا وأكبر مدنها وعاصمتها كييف من السقوط في يد الجيش الروسي، الذي بات على أعتاب المدينة التي يحاصرها عقب عملية عسكرية محدودة أعلن عنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فجر الأربعاء.
وتؤكد التقارير الواردة من العاصمة الأوكرانية قرب سقوطها في يد القوات الروسية التي تشن هجمات بدون توقف من كافة الجهات منذ إنطلاق العملية.
وفي التقرير التالي نبرز لكم بعض المعلومات عن أوكرانيا وأكبر مدنها بعيد عن حالة الحرب التي تشهدها وأدت إلى إصابة الحياة بالشلل داخ المدينة.
أوكرانيا في أوروبا الشرقية
تقع دولة أوكرانيا في أوروبا الشرقية، عاصمتها كييف، ومساحة أراضيها تزيد عن 603 ألف كم مربع، ما يجعلها في المرتبة 44 عالميا من حيث المساحة، وأكبر دولة تقع بأكملها في القارة الأوروبية، وثاني أكبر بلد فيها.
حدود أوكرانيا متداخلة مع عدد كبير من الدول الأوروبية ، تحدها من الشمال روسيا البيضاء وروسيا ومن الشرق روسيا ومن الجنوب البحر الأسود ومن الغرب رومانيا والمجر وسلوفاكيا وبولندا.
كانت أوكرانيا عضو غير دائم في مجلس الأمن الدولي في الفترة مابين 1999- 2001م، وتاريخيا، انضمت أوكرانيا السوفيتية إلى الأمم المتحدة في عام 1945 باعتبارها واحدة من الأعضاء الأصليين في الاتحاد السوفياتي.
كان لأوكرانيا مقعدا من بين المقاعد الـ 15 من جمهوريات السوفياتيةالمتحدة، ودعمت أوكرانيا باستمرار السلام في العالم، وشاركت في المباحثات الرباعية حول النزاع في مولدوفا والتوصل إلى حل سلمي للصراع في ما بعد الحقبة السوفييتية في جورجيا، وقدمت أيضا مساهمة كبيرة في عمليات حفظ السلام للأمم المتحدة منذ عام 1992.
وأوكرانيا دولة موحدة تتألف من 24 أقليم، وهي الجمهورية الوحيدة ذات حكم ذاتي، كييف العاصمة وأكبر مدينة بها، وأوكرانيا هي جمهورية ذات نظام نصف رئاسي مع فصل السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية.
منذ تفكك الاتحاد السوفياتي، تمتلك أوكرانيا الجيش الثاني الأكبر في أوروبا، بعد روسيا، ويبلغ عدد السكان في أوكرانيا 46 مليون نسمة، 77.8% منهم من أصل أوكراني، مع أقليات كبيرة من الروس (17٪) والبيلاروس والرومانيين.
الأوكرانية هي اللغة الرسمية في أوكرانيا، كما يتحدث على نطاق واسع باللغة الروسية، والدين السائد في البلاد هو المسيحية الأرثوذكسية الشرقية، والتي أثرت بقوة في العمارة والأدب والموسيقى الأوكرانية.
وأوكرانيا ذات مناخ قاري معتدل في الغالب، على الرغم من أن الساحل الجنوبي –القرم- لديه مناخ شبه استوائي رطب، وهطول الأمطار وتوزيعها على نحو غير متناسب، أعلى المعدلات في الغرب والشمال وأدناها في الشرق والجنوب الشرقي.
وأوكرانيا تحتل المكان الثامن في أوروبا وفق عدد السياححسب تصنيفات منظمة السياحة العالمية، فهي ذات موقع استراتيجي -مفترق الطرق بين أوروبا الوسطى والشرقية، بين الشمال والجنوب، ولديها سلاسل جبال خلابة – جبال الكاربات مناسبة للتزلج، المشي لمسافات طويلة والصيد والقنص.
شواطئ البحر الأسود في الصيف ذات شعبية عالية لقضاء الإجازات، وأوكرانيا لديها مزارع عنب كبيرة، حيث أنها تنتج الخمور وتعتبر الأم، وتتميز بأطلال القلاع القديمة والحدائق التاريخية، الأرثوذكسية والكنائس الكاثوليكية وكذلك بعض المساجد والمعابد.
كييف العاصمة وأكبر المدن
وكييف عاصمة البلاد لديها العديد من الهياكل فريدة من نوعها مثل كاتدرائية القديسة صوفيا والشوارع الواسعة ذات مباني تاريخية رائعة، وهناك مدن أخرى معروفة بالسياحة مثل مدينة الميناء أوديسا والبلدة القديمة في لفيف في الغرب.
المأكولات الأوكرانية لديها تاريخ طويل ويقدم مجموعة متنوعة من الأطباق الأصلية الشهية، ومن عجائب الدنيا السبع في أوكرانيا هي المعالم التاريخية والثقافية.
وفقا للدستور، اللغة الرسمية للدولة هي الاوكرانية، كما يتحدثون اللغة الروسية على نطاق واسع، وخاصة في جنوب شرق البلاد، يتحدثون باللغة الأوكرانية بشكل رئيسي في غرب ووسط البلاد، ففي أوكرانيا الغربية، اللغة الأوكرانية هي أيضا اللغة السائدة (مثل لفيف)، وفي الوسط اللغة الأوكرانية والروسية على حد سواء، واللغة الروسية أكثر شيوعا في كييف.
ونظم الرعاية الصحية الأوكرانيا مدعومة من قبل الدولة ومتاحة الرعاية الصحية مجانا لجميع المواطنين الأوكران والمقيمين المسجلين، ومع ذلك، فإنه ليس إلزاميا للعلاج في مستشفى تديره الدولة، فهناك العديد من المجمعات الطبية الخاصة موجودة على الصعيد الوطني.
كييف هي عاصمة أوكرانيا وتُعد من العواصم القديمة في أوروبا الشرقية وهي من أبرز مدن السياحة في أوكرانيا، وتُعتبر كييف من المدن التي تجمع بين التاريخ العميق والمناظر الطبيعية البديعة، حيث تتمتع بضمّها لعدد من الأنهار الرائعة مثل نهر دنيبرو، ويتوافد عليها العديد من السُيّاح من جميع البلدان أيضًا لزيارة المتاحف والاستمتاع بالفن الأوكراني الراقي.
وكييف تضم مجموعة كبيرة من الفنادق والمُنتجعات الفاخرة التي تُقدّم أفضل الخدمات والأنشطة الترفيهية، حيث تقع على نهر دنيبر في الوسط الشمالي من البلاد، يُحدها من الجنوب البحر الأسود، ومن الجهة الشمالية تُحيطها روسيا البيضاء، ومن جهة الشرق تُحدها روسيا، وتشترك غرباً بكل من المجر، بولندا، ودولة سلوفاكيا، فهي تُعد من المراكز التجارية والثقافية والتعليمية الهامة في أوروبا الشرقية.
وتُعتبر المدينة مركزا صناعيا وتعليميا وثقافيا مهما في أوروبا الشرقية، فهي موطن للصناعات التكنولوجية الفائقة والعديد من مؤسسات التعليم العالي، كما أنها موقع للعديد من المناطق الأثرية المشهورة، وتمتلك المدينة بنية تحتية واسعة النطاق ونظاما متطوّرا للنقل العام، بما في ذلك مترو كييف.
أصبحت كييف في عام 1917 - بعد استقلال الجمهورية الأوكرانية الشعبية عن الإمبراطورية الروسية- عاصمة للجمهورية الجديدة، ومنذ عام 1921 أصبحت كييف مدينة مهمة في جمهورية أوكرانيا السوفياتية الاشتراكية وأصبحت عاصمة لها عام 1934.
وبقت كييف عاصمة أوكرانيا بعد انهيار الاتحاد السوفياتي واستقلال أوكرانيا عام 1991 ويقارب عدد سكانها الثلاثة ملايين نسمة.
خاركيف ثاني أكبر مدينة
وتعتبر خاركيف ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا بعد العاصمة كييف من حيث المساحة وعدد السكان، وهي أكبر مركز صناعي وعلمي وثقافي، وهي أكبر مدينة طلابية، حيث يوجد أكثر من 40 معهدا تعليميا عاليا.
وتقع المدينة في شمالي شرقي أوكرانيا عند التقاء نهري لوبان وخاركيف، وأسست في القرن الـ17 (1656-1654 م) وبقيت عاصمة أوكرانيا حتى مطلع الثلاثينيات من القرن الـ20، ويزيد عدد سكانها على مليون نسمة، ويوجد فيها نحو 700 نصب تذكاري، إضافة إلى المتاحف والمسارح وقاعات عرض.
وتتميز المدينة بوجود جالية عربية كبيرة وخاصة من بلاد الشام ودول المغرب العربي ودول الخليج العربي.