سكان الصحراء و حلايب شلاتين أبو رماد لهم أطعمة وأكلات خاصة بهم، مأكولات قابلة للصمود في وجه الصحراء وحالات التخزين، أشهرها بالطبع وجبة "العصيدة" وهي مشهورة في عدة مناطق.

يقول الباحث البيئى على دوار من أبناء المنطقة أنه تتكون "العصيدة" من دقيق وملح يضاف إلى قدر مليء بالماء مع تقليبه جيدًا بعصا يقال لها "كُوشِن" عبارة عن "مفراك" وبعد أن ينضج هذا الخليط يوضع في طبق أو صحن كبير ليضاف له لبن الإبل أو الماعز ويفضل في هذا اللبن الحامض أو الرايب وهناك من يفضل أن يكون من الحليب، ويستحسن أيضا إضافة القليل من السمن إلى العصيدة لتأكلها بالهنا والشفا، وهي من الوجبات التي يأكلها السكان في الصباح والمساء.
وتابع الباحث البيئى على دوار : الاكلة عبارة عن خليط من الدقيق واللبن الحامض غالباً مع سمن الأغنام، تتناسب هذه الوجبة مع طبيعة المكان الصحراوية ومناخ الصحراء الذي يتطلب وجود بعض الأغذية يمكن للسكان الحفاظ عليها أطول فترة ممكنة دون الحاجة إلى حافظة طعام مثل الثلاجات التي نعرفها في مدننا في الغالب تكون مواعيد هذه الوجبة في الصباح الباكر أو يتناولها السكان في وقت العشاء كوجبة خفيفة.
وويوضح الحسن عثمان موظف من أبناء الجنوب أنه من طقوس الصباح،عند قبائل حلايب وشلاتين شرب ﺍﻟﺠَﺒَﻨَﺔ ( ﺍﻟﻘﻬﻮﺓ ) وهى من المشروبات المقدسة في مثلث حلايب و هى أولي ما يجول في أذهان المواطنين عند كل صباح بعد تأدية فريضة الصلاة وتتشابه الجبنة إلي حد كبير مع مشروب ” القهوة “ إلا أن للجبنة سِمتٍ خاص يميزها و يجعلها تتفرد و تنعزل عن القهوة في إنعزال يشبه ذاك الذي تعيشه قبائل البجا !
وتابع الحسن نعومة حبات البُـن تختلف عن نعومته في إعدادات القهوة العربية التي تسمح للبُـن أن يُصحن بدرجة كبيرة إلا أنه في الجبنة لابد و أن يحتفظ ببعض الخشونة مُضاف إليها قطع الزنجبيل حسب رغبة شاربها.
وأوضح الحسن عثمان انه للجبنة طقوس مُلازمة لها عند قبائل البشارية و العبابدة من وجوب شُـربها بإعداد فردية فيشرب الفرد ثلاث ، أو خمسة ، أو سبعة فناجين من الجبنة. !!