الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ذكرى استشهاد سيدنا حمزة بن عبد المطلب.. كيف رد الرسول على المشركين؟

القرآن الكريم
القرآن الكريم

تحل اليوم الأربعاء، ذكرى استشهاد حمزة بن عبد المطلب الهاشمي القرشي صحابي من صحابة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وعمُّه وأخوه من الرضاعة وأحد وزرائه الأربعة عشر، وهو خير أعمامه لقوله: «خَيْرُ إِخْوَتِي عَلِيٌّ، وَخَيْرُ أَعْمَامِي حَمْزَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا»، وهو أسنُّ من الرسولِ محمدٍ بسنتين، كما أنه قريبٌ له من جهة أمه.
 

موقف النبي بعد استشهاد حمزة
 

قالت دار الإفتاء المصرية، إن المشركين قتلوا سيدنا حمزة بن عبد المطلب، عم النبي ﷺ، في غزوة أحد ومثلوا بجسده الطاهر.

وأضافت الإفتاء على صفحتها على "فيس بوك"، أنه مع ذلك لم يفكر رسول الله ﷺ بأن يمثِّل بأحد من قتلاهم، بل الأرقى من ذلك أن الأعداء كانوا يُجيعون الأسرى، أو يقتلونهم بالعطش، وجيش الرسول يحرص على إطعام الأسير، تحقيقًا لقوله تعالى: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا}.
 

إسلام سيدنا حمزة

 

أسلم الصحابي وحشي بن حرب، قاتل سيدنا حمزة بن عبد المطلب -أسد الله وسيد الشهداء- يوم أحد، وشارك في قتل مسيلمة الكذاب يوم اليمامة، وقد كان مولى طعيمة بن عدي، وقيل: مولى جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف القرشي وكان يقول‏:‏ «قتلت خير الناس في الجاهلية وشر الناس في الإسلام».
إسلامه:
بقى وحشي في مكة بعد عتقه حتى فتحها المسلمون، ففر إلى الطائف إلى أن خرج وفد منها للقاء النبي محمد، يقول: «فلما خرج وفد الطائف ليسلموا ضاقت علي الأرض بما رحبت وقلت ألحق بالشام أو اليمن أو بعض البلاد فوالله إني لفي ذلك من همي إذ قال رجل:‏ ويحك ‏!‏ إنه والله ما يقتل أحداً من الناس دخل في دينه‏.

فلما قال لي ذلك خرجت حتى قدمت على رسول الله المدينة، فلم يرعه إلا وأنا قائم على رأسه، أشهد شهادة الحق‏.‏ فلما رآني قال‏:‏ وحشي ؟ قلت‏:‏ نعم‏، قال‏:‏ اقعد فحدثني كيف قتلت حمزة‏.‏ فحدثته،‏ فلما فرغت من حديثي قال‏:‏ ويحك ‏!‏، غيب وجهك عني، فلا أراك‏،‏ فكنت أتنكب رسول الله حيث كان، فلم يرني حتى قبضه الله‏».
وفي صحيح البخاري : «فأقمت بمكة حتى فشا فيها الإسلام، ثم خرجت إلى الطائف فأرسلوا إلى رسول الله رسولا، فقيل لي: إنه لا يهيج الرسل، قال: فخرجت معهم حتى قدمت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فلما رآني قال: آنت وحشي، قلت: نعم، قال: أنت قتلت حمزة، قلت: قد كان من الأمر ما بلغك، قال: فهل تستطيع أن تغيب وجهك عني، قال: فخرجت.
وفى رواية أخرى عن ابن عباس قال:- «بعث رسول الله إلى وحشي بن حرب قاتل عمه حمزه يدعوه للإسلام فأرسل وحشي قائلا :-يا محمد كيف تدعوني وأنت تزعم أن من قتل أو أشرك أو زنى يلق أثاما ويضاعف الله له العذاب يوم القيامة، ويخلد فيه مهانا وأنا صنعت ذلك فهل تجد لي من رخصة ؟، وبعد هذا أنزل الله عز وجل على نبيه قوله تعالى:«إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا».
فقال وحشي هذا شرط جديد ويقصد قوله تعالى: ﴿إلا من تاب وعمل عملا صالحا﴾ فلعلي لا أقدر على هذا، فأنزل الله قوله عز وجل: «إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ»، وبعد هذا رد وحشي قائلا يا محمد لا أدري أن يغفر الله لي أم لا ؟ فهل غير هذا فأتاه رد المولى عز وجل: «قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ»، فقال وحشي: هذا نعم وأسلم وحشي بن حرب وتاب إلى الله.

مشاركة حمزة في حرب المرتدين
 

فلما خرج المسلمون في حرب المرتدين انطلق وحشي معهم مستغلا الفرصة وتكفيرا لقتله حمزة بن عبد المطلب وكان ضمن الجيش الذي اتجه إلى مسيلمة الكذاب‏‏ صاحب اليمامة‏، فلما بدأت المعركة واشتدت ووصلت للحديقة أخذ وحشي حربته لضرب مسيلمة، وتهيأ رجل آخر من الأنصار، كذلك، فهز وحشي حربته ورماها على مسيلمة فوقعت في عانته، ثم شد عليه الأنصاري فضربه بالسيف، يقول وحشي: فربك أعلم أينا قتله؟.
 


وفاة سيدنا حمزة


توفى وحشي في مدينة حمص ودفن فيها وقبره موجود في حي باب الدريب وإلى جانبه قبر ثوبان خادم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والجامع الذي دفنا فيه معروف بحمص باسم «وحشي ثوبان».