الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ذكرى انتصارات العاشر من رمضان|حكاية البطل يوسف عوف خصص العدو طائرة لاستهدافه

أحد أبطال أكتوبر
أحد أبطال أكتوبر

تحتفل مصر اليوم الاثنين - بالذكرى 50 لانتصارات العاشر من رمضان 6 أكتوبر1973، تلك الذكرى العطرة والنصر الفريد من نوعه، حيث استطاع رجال القوات المسلحة المصرية في ذلك اليوم تحطيم أسطورة الجيش الذي لا يقهر.

قادة حرب أكتوبر
قادة حرب أكتوبر

العاشر من رمضان وتحرير الأرض

تم احتلال سيناء كاملة بعد حرب يونيو عام 1967، ومن بعدها، انطلق الكفاح المسلح بين الجيش والشعب في حرب الاستنزاف، انتهت بالملحمة الكبرى وهي انصارات العاشر من رمضان 6 أكتوبر 1973.

واستعاد جنودنا وأبطالنا البواسل سيناء "أرض الفيروز"، من الاحتلال الإسرائيلي، وتم تحرير سيناء الأرض المباركة والتي خاضت مصر العديد من الحروب على مر التاريخ للمحافظة عليها، واكتمل التحرير بعودة طابا عام 1988.

ورفع الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، العلم المصري فوق شبه جزيرة سيناء - يوم 25 الخامس أبريل عام 1982، بعد استعادتها كاملة من إسرائيل، وكان هذا هو المشهد الأخير في سلسة طويلة من الصراع المصري الإسرائيلي انتهى باستعادة الأراضي المصرية كاملة بعد انتصار كاسح للسياسة والعسكرية المصرية. 

فكان موعد شن الحرب في شهر رمضان المبارك وبالتحديد في اليوم العاشر، وجاء اختيار هذا اليوم بالتحديد لعدة أسباب، منها: الدينية؛ لأن في ذلك كانت تحل ذكرى عزوة بدر، وجاء اختيار اليوم تيمنا بهذه الذكري، والتي وافقت أيضا يوم عيد الغفران عن اليهود ما يعني أن جيش الاحتلال في احتفالات، ولن يكون مستعدا للحرب بشكل كافي.

وكان الهجوم عبارة عن مربع مكون من 4 أضلاع هم: "الهجوم في توقيت غير متوقع – ومكان غير متوقع – واستخدام سلاح غير متوقع – واستخدام أسلوب غير متوقع" وهذه الاضلاع الأربعة كشفت عنهم مصر لإسرائيل ولكن أخفت نية القتال الحقيقة من خلال الخداع.

وأتاحت القاهرة لتل أبيب معرفة تفاصيل الأربعة أضلاع الخاصة بالمفاجأة، حينها، ومنها: توقيت الهجوم وأسلحته، ولكن تم إضافة ضلعا خامسا سري ولم يطلع عليه أحد وهو "نية القتال"، التي كانت جزءا من عملية الخداع الاستراتيجي، كما أنه تم إتاحة جميع المعلومات للمخابرات الإسرائيلية، كجزء ودليل على عدم نيتنا القتال لكي تتراخى الدولة الإسرائيلية في عمليات التأمين. 

كما نفذت الخطة حينها - على مراحل وخطوات محددة جعلت إسرائيل تستبعد الهجوم المصري، وكان ذلك من خلال إطلاع القوات الإسرائيلية في الجبهة على أماكن فتحات الساتر الترابي المصري التي ستعبر من خلالها القوات المصرية، وأماكن الألغام كنوع من العبث، والغباء الاستراتيجي والعسكري المتعمد إلى جانب إعلان التعبئة العامة المصرية على مدار سنتين عدة مرات ثم التراجع بعدها، وهو ما خلق لدى إسرائيل حالة من اللامبالاة، وقالوا إن القيادة السياسية والعسكرية المصرية تجعلنا ننفق ملايين الدولارات استعدادا للحرب ثم ينسحبوا بعد ذلك لعدم قدرتهم على الحرب ، فلا داعي بعد ذلك للاستعداد لأنهم لن يتمكنوا من العبور.

من أبطال أكتوبر
من أبطال أكتوبر

مشاركة جميع طبقات الشعب المصري

وشملت عملية الخداع الاستراتيجي جميع طبقات الشعب المصري من أول الرئيس السادات وحتى المواطن، ونشرت وسائل الإعلام العالمية حينها - أن الرئيس السادات ذاهب إلى مصيف في إحدى الدول الأوروبية، وأن الضباط المصريين سيذهبون للحج، إلي جانب المظاهرات في الشارع المصري التي تطالب بالحرب وتكافحها الشرطة المصرية.

وكان رجال جهاز الاستطلاع هم الجندي المجهول خلال حرب أكتوبر 1973، فلم يتركوا أماكنهم في أعالي جبال سيناء منذ النكسة وحتى نصر أكتوبر 1973 لتجميع المعلومات عن القوات الإسرائيلية، وهو ما جعل سيناء عبارة عن كتاب مفتوح أمام القيادة العامة للقوات المسلحة لتخطط كيفما شاءت، ومن خلال المعلومات التي وفرها رجال جهاز الاستطلاع تمكنت القوات الجوية من إتمام ضربتها بسرعة خاطفة.

وكان لـ حائط الصواريخ دور كبير في هذه الحرب، حيث أنها غيرت مفاهيم المعارك الجوية فكانت مصر أول دولة في العالم تسيطر على السماء بدون الاستعانة بالقوات الجوية،  فسيطرت مصر على سماء المعركة من خلال الصواريخ أرض – جو على مدى 15 كيلو داخل سيناء.

والجدير بالذكر، أن تلك الذكرى شاهدة على أعظم انتصار في تاريخ مصر الحديث، حيث أنها جمعت جميع طبقات الشعب المصري، الذي كان يشتهر بعزيمة وإصرار لم يجد لدى أى شعب أخر.

وبمناسبة مرور 49 عاما على انتصارات العاشر من رمضان 6 أكتوبر 1973، تحدث أحد أبطال سلاح المشاة في حرب أكتوبر، البطل الجندي مقاتل محمد سامي محمد البسيوني، عن ذكرياته في الحرب.

وقال البطل محمد سامي محمد البسيوني، إنه من أبناء محافظة بورسعيد، وجٌند في القوات المسلحة في ديسمبر عام 1965، وكان جيشه على الحدود مع الاحتلال الإسرائيلي، وكان من المفترض أن ينتهي تجنيده في الأول من يوليو عام 1967، إلا أن حرب يونيو 1967 وقعت قبل أن يُنهي خدمته بـ 25 يوما، وأنه نتيجة لـ حرب 1967، استمر جيشه حتى حرب أكتوبر 1973.

ولفت البطل في تصريحات لـ"صدى البلد"، أنه "كان من ضمن القوات المتواجدة على الضفة الغربية لقناة السويس بعد حرب يونيو 1967، وقام بحفر الخنادق هو وزملاؤه بتخطيط من القيادة العامة، كما كان هناك تدريبات مستمرة للقوات المصرية طوال الفترة التي تلت حرب يونيو من أجل الاستعداد لاسترداد الأرض، حيث سطر  أبطال الجيش المصري ملامح عظيمة ضد العدو الإسرائيلي في حرب الاستنزاف".

رفع علم النصر
رفع علم النصر

دوره بـ حرب أكتوبر ذكريات لا تنسى

وقال الجندي مقاتل محمد سامي محمد البسيوني، أنه "كان تابعا للواء 113، وهو لواء متحرك على طول الجبهة"، متابعا: "لم نكن نعلم بقرار الحرب حتى أنه في صباح 6 أكتوبر كنا نسبح في مياه الخليج، وفجأة جمعنا القادة بسرعة على أساس أن هناك تفتيش، "لبسنا الأفرولات وشدينا شدة التفتيش والحرب كان على الساعة 11 ظهرا ولم نكن نعلم أنها الحرب".

وتابع: "عندما وصلت الساعة إلى الثانية ظهرا، رأينا الطائرات المصرية تطير من فوقنا ذاهبة إلى سيناء وقامت بضرب النقط الحصينة والأهداف المخططة لها، وبعدها عبرت الموجة الأولى من قواتنا للضفة الشرقية لقناة السويس في اتجاها إلى سيناء، وعبرت أنا في الموجة الثانية".

وقال البطل محمد سامي محمد البسيوني، أنه شارك في العديد من المعارك خلال الحرب، لكن أصعب أيام الحرب كانت من يوم 17 إلى يوم 23 أكتوبر، لأنه في تلك الفترة، دارات معارك ضارية بيننا وبين العدو.

ولفت: "من ضمن المعارك الصعبة كانت في يوم 23 أكتوبر، هجم العدو الإسرائيلي علينا، وكنت حينها في السويس، وأرسل العدو طائرة هيلكوبتر ترمي منشورات بأن نستسلم، ففنتحنا عليها النار بالبنادق الآلية والمدافع وأسقطناها".

وكشف الجندي مقاتل محمد سامي محمد البسيوني عن ذكريات لا تنسى خلال مشاركته في حرب السادس من أكتوبر، قائلا: "في يوم 22 أكتوبر، كنا مشتبكين مع العدو، وكان معي الشهيد الرقيب جميل رضوان ابن المنوفية، فـ انبطح ودمر دبابة للعدو ثم أعاد الانبطاح ودمر الثانية ودمر الثالثة وهو مصاب إصابة شديدة حتى استشهد محتضنا مدفعه الـ أر بي جي".

وتابع: "بعد  حرب يونيو67، كان معي في الجيش الجندي يوسف عوف، وبعد ما رجعنا من سيناء، وجدته معي في الكتيبة مسؤول عن إحداثيات مدافع الهاون، وقضينا وقتنا في الجيش ودخلنا في حرب أكتوبر، وكان مكانه معنا في مكان واحد".

واختتم: "في 22 أكتوبر ظهرا كان يعطي الإحداثيات لمدافع الهاون بالخلف ويدمر آليات العدو ويهلل الله اكبر ويقفز فرحا وينادي "يا سامي تعالي شوف بلدياتك بيعمل إيه"، وتم رصده وجاءت طائرة للعدو خصيصاً له وضربته بالقنابل، واستشهد حينها يوسف عوف".

نصر 1973
نصر 1973