الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ليلة بكت فيها جولدا مائير.. في ذكرى وفاتها الـ43 |سر اجتماعات المطبخ ولماذا وصفت نصر أكتوبر بالكابوس؟

جولدا مائير
جولدا مائير

تحل اليوم 8 ديسمبر، الذكرى 43 لوفاة جولدا مائير، رئيسة الحكومة الإسرائيلية إبان حرب أكتوبر 1973، المرأة التي هزت عرش دولة الاحتلال الإسرائيلي، وكانت رابع رئيس وزراء للحكومة الإسرائيلية منذ قيام دولة الاحتلال 1948.

لم تكن جولدا مائير مجرد سياسية في إسرائيل، ولكنها كانت من أبرز زعمائها، والمرأة الوحيدة التي تولت منصب رئيس الحكومة في دولة الاحتلال، لذلك عاشت جولدا مائير لحظات صعبة وصفتها بالأسوأ في حياتها عندما قهرت مصر قوات العدو الإسرائيلي وحققت نصرها المبين.

وفي السطور التالية يستعرض موقع "صدى البلد"، أهم المعلومات عن جولدا مائير:

ولدت جولدا مائير في مدينة كييف بأوكرانيا وهاجرت مع عائلتها إلى مدينة ميلواكي في ولاية ويسكونسن الأمريكية عام 1906، تخرجت في كلية المعلمين وقامت بالعمل في سلك التدريس وانضمت إلى منظمة العمل الصهيونية في عام 1915م.

وهاجرت جولدا مائير مرة أخرى ولكن هذه المرة إلى فلسطين بصحبة زوجها موريس مايرسون في عام 1921، ولما مات زوجها في عام 1951، قررت جولدا تبني اسم عبري فترجمت اسم زوجها إلى العبرية.

وزيرة في أكثر من تشكيل حكومي 

وانتقلت جولدا مائير إلى مدينة تل أبيب في عام 1924، وعملت في مختلف المهن بين اتحاد التجارة ومكتب الخدمة المدنية قبل أن يتم انتخابها في الكنيست الإسرائيلي في عام 1949م. 

عملت جولدا وزيرة للعمل في الفترة 1949 إلى 1956م ووزيرة للخارجية في الفترة 1956 إلى 1966 في أكثر من تشكيل حكومي.

انتصار مصري قضى عليها 

وبعد وفاة رئيس الوزراء الإسرائيلي ليفي أشكول في فبراير 1969، تقلدت جولدا مائير منصب رئيس الوزراء وقد تعرضت حكومة التآلف التي ترأسها للنزاعات الداخلية وأثارت الجدل والتساؤلات في مقدرة حكومتها على القيادة، خاصة بعد الهجوم العربي المباغت وغير المتوقع في حرب أكتوبر، والذي أخذ الإسرائيليين على حين غرة في 6 أكتوبر 1973.

وتعرضت جولدا مائير لضغوط داخلية نتيجة الأحداث التي سلفت فأقدمت على تقديم استقالتها وعقبها في رئاسة الوزراء إسحاق رابين، توفيت جولدا مائير في 8 ديسمبر 1978 ودفنت في مدينة القدس.

جولدا مائير والرئيس السادات

«هذه هي الرسالة الأولى منذ 26 عامًا يرسلها رئيس مصري لرئيس وزراء إسرائيلي»، هكذا افتتح الرئيس الراحل محمد أنور السادات رسالته التي أرسلها إلى جولدا مائير، رئيسة الوزراء الإسرائيلية خلال حرب أكتوبر.

نشر نص هذه الرسالة في صحيفة “هآارتس” الإسرائيلية، وكانت هذه الرسالة بداية بعض الرسائل التصالحية بين الطرفين في 17 يناير 1974، مشيرة إلى أنها كانت جزءا من الرسالة التي تبادلها في طريقهم لاتفاقية فك الاشتباك 28 يناير 1974، والتي أنهت الحرب رسميا بين القاهرة وتل أبيب.

وأوضحت صحيفة "هآارتس"، الإسرائيلية أن السادات قال في الرسالة: "عندما اقترحت المبادرة في عام 1971 كنت أرفض ذلك وعندما هددت بالحرب كنت أعنيها، وعندما أتحدث معكم عن سلام دائم بيننا الآن أعني ذلك، لم تكن بيننا علاقة من قبل أبدا، ولكن الآن لدينا "هنري كيسنجر" الذي نثق به. دعونا نتحدث عن بعضنا ونساعده ونستغل وساطته حتى لا تنقطع العلاقة أبدًا".

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الرسائل التي مرت عن طريق وزير الخارجية آنذاك "هنري كيسنجر" وكان تبادل الرسائل بين مائير والسادات التصالحية بعد حرب أكتوبر كانت محورا أساسيا في تغيير الوضع وعودة العلاقات بين القاهرة وتل أبيب بعد حرب أكتوبر.

ولفتت الصحيفة إلى أنها كانت الخطوة الأولى لاتفاقية السلام 1979.

جولدا مائير وحرب أكتوبر

"ليس أشق على نفسي من الكتابة عن حرب أكتوبر 1973"، هكذا بدأت جولدا مائير حديثها في كتابها "حياتي" والذي ترجم إلى "اعترافات جولدا مائير" ، ثم استأنفت كلامها: "ولن أكتب عن الحرب - من الناحية العسكرية - فهذا أمر أتركه للآخرين، ولكنني سأكتب عنها ككارثة ساحقة وكابوس عشته بنفسي، وسيظل معي باقيا على الدوام".

وكما هو المعروف، فلقد كانت مائير - خارج إسرائيل - قبيل اشتعال الحرب بأيام، وعادت من رحلتها يوم الخميس 4 أكتوبر 1973، وفور عودتها، عقدت اجتماعا مع "المطبخ السياسي" وسمي بذلك لأنها كانت تعقد الاجتماعات مع القيادات في مطبخ منزلها.

وكان الاجتماع يضم مجموعة العناصر البارزة في الوزارة والجيش لبحث الموقف، وخلال الاجتماع يتم استعراض المعلومات التي كانت وصلتها في شهر مايو - أي قبل الحرب بخمسة أشهر - حول تعزيزات القوات المصرية والسورية على الحدود.

كما استعرضت نتائج المعركة الجوية التي جرت بين سوريا وإسرائيل في سبتمبر الشهر السابق للحرب ثم استعرضت، أخيرا، تقارب المخابرات الإسرائيلية التي تؤكد عدم قدرة القوات المحتشدة على القيام بأي هجوم.

وخلال الاجتماع وكما تقول جولدا مائير في اعترافاتها كان الرأي الذي التقي حوله الجميع: “إن الموقف العسكري يتلخص في أن إسرائيل لا تواجه خطر هجوم مصري - سوري أما القوات المصرية المحتشدة في الجنوب، فلا يتعدى دورها القيام بالمناورات المعتادة، وتمضي مائير في اعترافاتها: "ولم يجد أحد من المجتمعين ضرورة لاستدعاء احتياطي، ولم يفكر أحد في أن الحرب وشيكة الوقوع”.

وفي يوم 5 أكتوبر، عقدت مائير اجتماعا آخر لمطبخها السياسي لإعادة بحث الموقف، وخلال الاجتماع اقترح "إسرائيل جاليلي" تفويض مائير ووزير الدفاع سلطة استدعاء احتياطي، وإعلان التعبئة العامة، إذا تطلب الأمر ذلك.

وتقول مائير في اعترافاتها حول هذا الاجتماع: "كان من واجبي أن أستمع إلى "إنذار" قلبي، وأستدعي الاحتياطي، وأمر بالتعبئة".

تصف شعورها إزاء الخيبة بقولها: “لم يكن منطقيا أن أمر بالتعبئة مع وجود تقارير مخابراتنا العسكرية، وتقارير قادتنا العسكرية، التي لا تبررها لكني في نفس الوقت أعلم تماما أنه كان واجبا علي أن أفعل ذلك، وسوف أحيا بهذا الحلم المزعج بقية حياتي، ولن أعود مرة أخرى نفس الإنسان الذي كنته قبل الحرب"،  وفي الساعة الرابعة من صباح يوم السبت 6 أكتوبر، تلقت مائير كما تقول في اعترافاتها معلومات بأن المصريين والسوريين سوف يشنون هجوما مشتركا في وقت متأخر بعد ظهر نفس اليوم. 

خذلان قدراتنا الأسطورية 

وعلى الفور عقدت مائير اجتماعا ثالثا لمطبخها السياسي والذي جرى من خلاله من جديد استعراض الموقف، ولكن كما تقول مائير: “كان هذا اليوم الوحيد الذي خذلتنا فيه قدرتنا الأسطورية على التعبئة بسرعة”.

واجتمعت جولدا مائير عقب هذا الاجتماع بزعيم المعارضة "مناحم بيجين" واجتمعت بالسفير الإسرائيلي في إسرائيل، وعند الظهر عقدت مائير اجتماعا للحكومة الإسرائيلية للبحث في تعبئة قوات الاحتياطي. 

وفجأة وقبل أن ينتهي الاجتماع، فتح باب قاعة الاجتماعات واندفع سكرتير مائير العسكري نحوها ليبلغها بأن الهجوم قد بدأ، وتقول مائير: "في نفس اللحظة سمعنا صوت صفارات الإنذار في تل أبيب وبدأت الحرب".

وتقول مائير في اعترافاتها: "ليت الأمر اقتصر على أننا لم نتلق إنذارات في الوقت المناسب بل إننا كنا نحارب في جهتين في وقت واحد ونقاتل أعداء كانوا يعدون أنفسهم للهجوم علينا من سنين".

تفوق مصري ساحق بالحرب 

وتستطرد في اعترافاتها: “كان التفوق علينا ساحقا من الناحية العددية سواء من الأسلحة أو الدبابات أو الطائرات أو الرجال، كنا نقاسي من انهيار نفسي عميق، لم تكن الصدمة في الطريقة التي بدأت بها الحرب فقط، ولكنها كانت في حقيقة أن معظم تقديراتنا الأساسية ثبت خطأها، فقد كان الاحتمال في أكتوبر ضئيلا”.

تعود مائير فى اعترافاتها إلى وصف حرب أكتوبر المجيدة فتقول: "لقد شنت علينا هذه الحرب بأسلحة مفزعة مثل الصواريخ المضادة للدبابات التي كانت تحيل الدبابات إلى لهيب مشتعل (وتعجن) أطقمها داخلها إلى درجة يستحيل معها التعرف على هوياتهم".

تلك الشهادة ليعرف كل مصري، بل وكل عربي حجم النصر الذي تحقق ويزداد مع الأيام تقديرنا واعتزازنا لأول قائد عربي استطاع أن يصنع النصر لأمته واستطاع أن يعيد لكل عربى كرامته.